مواضيع اليوم

القمع بالتشويش

رانيا جمال

2012-02-18 05:36:20

0

قاسم السنجري

المنطق الذي تؤسسه بلدان ما بعد الحداثة، الاعتماد على فضاء الصورة في تشكيل المعرفة والقناعات التي تسهم في تشكيل وعي المرحلة، وهناك بعض الآراء المتطرفة التي تجد في الصورة أداة لإنتاج الكسل لإنسان ما بعد الرقميات، ويبدو ان العودة بالنظام من اللغة الى الصورة واحدة من الوسائل التي تؤسس لمنطق الاختصار، سأبتعد قليلاً عن المعادلات الرياضية التي تفرض تبنّي الصورة، واذهب بعيداً الى المتبنيات التي تقدمها الصورة في اختصار الواقع بلقطة عابرة تساوي ألف كتاب أو مئات الصفحات من السرد، وحتى لا أذهب بعيداً في تنظير الصورة، سأتجه الى المعركة التي حصلت، والهجوم اللا أخلاقي الذي تعرّضت له قناة بلادي الفضائية حينما تم قمع الصورة من قبل جهات "مجهولة"، بحجج واهية، وهي تقدم رغبة القمع على فكرة التعايش السلمي واحترام الإنسان.

"التشويش" المتعمّد الذي تعرّضت له قناة بلادي الفضائية ما كان إلاّ رغبة من قبل صناع القرار في إدارة شكل الصورة التي تغيّر من قناعات الناس وتسهم في تشكيل الحشد الجماهيري الذي يتحرك من قناعة الرفض لسنوات من الظلم والاضطهاد.

حينما يجد هؤلاء ان هناك صورة تقدم الحقيقة وتفضح ممارسات القمع التي يرتكبها نظام دموي استعان بمرتزقة لتكميم الافواه وقسر مسار الحقيقة لتصب في مصلحة طرف دون آخر أو ان النظام القامع يظن ان نقل الحقيقة أمراً محظوراً طالما هي تكشف زيفه وقلبه للحقائق.

الطغاة لا يمتلكون اخلاق الفرسان ولا يدخلون المعركة الإعلامية لأنهم على يقين أنهم سيهزمون وتظهر الحقائق من خلال الصورة والخبر والتغطية الجادة، لذا هم يعمدون لأساليب قمعية، فالإعلام لا تنفع معه قنابل الدخان ولا رصاص الشوزن ولا جلب مرتزقة من اقاصي الأرض لقتل الأبرياء، الحرب الاعلامية تسهم فيها دول طالما رفعت شعار الدفاع عن حرية التعبير ولكننا نرى انها تزود الحكومات القامعة بأجهزة متطورة لتقوم بالتشويش على قنوات الرأي الآخر وهذا الموقف يتطلب مراجعة حقيقية لصدقيّة هذه الشعارات التي تظهر كعبارات جوفاء ازاء موقف قمع الإعلام من خلال التشويش.

بلادي منبر الحق، في الدفاع عن أهلنا في البحرين وهم يتعرّضون الى أخطر هجمة شرسة من نظام لم يكن أخلاقياً بالمرة مع أهله، وهو يستعين بمرتزقة من أماكن أخرى وبالآخر "الصحراوي" الذي أشترك في صناعة العنف الطائفي في العراق لأكثر من قرن، وهو يضع كل خيارته بيد الدولة الأمريكية التي تنظر للثورات بمزاجية وازدواجية ليست بعيدة عن الأسلوب الأمريكي في إدارة الصراعات وتأجيجها من جهة واخماد ما لا يوافق سياستها من جهة أخرى فبينما تدعو ادارة اوباما رئيساً ما للتنحي، يعقّب تعقيباً خجولاً ازاء ثورة البحرين ويدعو للتهدئة والحوار!.

ازدواجية الموقف لا تمثل إلاّ الحالة غير الاخلاقية للنظام العربي، وستبقى الصورة العراقية الدافع الحقيقي في تقديم رغبة الشعوب في التحرر.

http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2864




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !