القمع الإيراني ساهم في تغيير المزاج الأميركي تجاه إيران
استطلاعات: الأميركيون يؤيدون مزيداً من الضغوط على طهران
66% من الأميركيين: يجب فرض مزيد من العقوبات على طهران
بقلم/ ممدوح الشيخ
كشفت استطلاعات رأي أجريت مؤخرا في أميركا أن القمع الذي مارسه النظام الإيراني بحق محتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المطعون في صحتها ساهم بشكل ملحوظ في تبديد مناخ التفاؤل الذي أشاعته دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما للحوار مع إيران. ومن ناحية أخرى اكتسب موقف باراك مصداقية عملية بفوز تيار الرابع عشر من آذار بالانتخابات البرلمانية الأخيرة القناعة بأن المتشددين في إيران ولبنان هم في الحقيقة "أقلية" متشبثة بالسلطة.
وفي هذا السياق تأتي توجهات الرأي العام الأميركي وهي من أهم محددات السياسة الأميركية تجاه النظام الإيراني، وقد تأثرت – كما عكست استطلاعات رأي - بتصاعد اعتماد المؤسسة الأمنية الإيرانية القمع في مواجهة مظاهرات المعارضة. ولا يرى الرأي العام الأمريكي في النظام الإيراني سوى "دولة معادية" تمثل تهديدًا بعيد المدى للمصالح الأمريكية على المستوى الدولي حيث أكد أكثر من 80 % شملهم استطلاع رأي أجرته جامعة كوينبك الأميركية في يونيو الجاري أن إيران ليست "دولة صديقة" ورأى 60% من المشاركين في الاستطلاع أنها تهديد بعيد المدى لأميركا في استطلاع رأي أجرته مؤسسة أبحاث الرأي العام في مايو 2009. وهو ما تفسره عوامل التباعد الجغرافي.
وأشار حوالي 80% ممن شملهم استطلاع رأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز في إبريل 2009 إلى أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض العسكرية وليس للتطبيقات السلمية كما تدعي طهران في حين نوه حوالي 67% إلى أن طهران تزود التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط بالأسلحة والدعم المادي لاسيما الميلشيات الشيعية المسلحة في العراق وهو ما يفسر اعتبار سياسات طهران تهديدًا مباشرًا للمصالح الأميركية.
ويرفض غالبية الأمريكيين اللجوء للخيار العسكري في التعامل مع الملف النووي الإيراني حيث لم تتجاوز نسبة مؤيدي استخدام القوة ضدها حوالي 20% في استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز بين عامي 2006 و2009 وبلغت أدنى مستوياتها مؤخرا حيث وصلت النسبة في إبريل 2009 حوالي 10% ممن شملهم الاستطلاع
لكن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي شهدت ممارسات غير نزيهة وغير تنافسية وقيام النظام الإيراني بقمع احتجاجات المعارضة بالقوة أسهم في تغيير توجهات الرأي العام الأمريكي حول الحوار مع طهران بصورة كبيرة وفق ما كشف عنه استطلاع للرأي أجرته شبكة فوكس نيوز الأميركية بالتعاون مع مؤسسة دراسات الرأي العام في منتصف يونيو 2009. فلقد أكد حوالي 66% من الجمهور الأميركي ضرورة اتباع نهج أكثر حسمًا وصرامة تجاه التطورات السياسية في طهران، وأيد حوالي 57% من أنصار الحزب الديمقراطي و80% من أنصار الحزب الجمهوري و59% من المستقلين اتباع سياسة أكثر تشددًا في مواجهة النظام الإيراني ولاسيما فرض مزيدٍ من العقوبات والحصار الاقتصادي على طهران. بينما تصاعدت معارضة الأمريكيين لاستمرار إيران في تطوير برنامجها النووي وأكد حوالي 64% ممن شملهم الاستطلاع سالف الذكر أن تجميد البرنامج النووي الإيراني من القضايا الرئيسة لأميركا.
التعليقات (0)