القمح ........والفساد
القمح , ذلك النبات الشهير . اخضراره مميز . وحتى اصفراره بعد الجفاف فأكثر تميزا .
السنابل بها حبات القمح , يتم طحنها لنأخذ منها الدقيق , والردة .
الدقيق يدخل فى صناعات غذائية كثيرة اهمها الخبز .
فى مصر نسمى الخبز " العيش " . والعيش تعنى الحياة .فهو المقوم الرئيسى و الأساسى لغذاء المصريين . وفى بعض الاحيان لغذاء المواشى والحيوانات .
ليس لدينا ثقافة غذائية مميزة . وان كان تميزنا فى اننا اكثر شعوب الارض استهلاكا للخبز .
فسرها البعض بأن رداءة " الرغيف " تجعلنا نستهلك جزء بسيط منه مما يعنى كثرة عدد الارغفة.
وفلسفها البعض بأننا نرغب فى ملء بطوننا بغض النظر عن القيمة الغذائية ولذا نستهلك " ارغفة " كثيرة فى اكل كثير من " الغموس " الذى هو فى معظمه لا يفيد .
وعزاها البعض انها ليست نسبة حقيقية ( نصيب الفرد سبعة ارغفة خبز يوميا ) بل ان معظم هذه النسبة تشاركنا فيها الطيور والحيوانات نظرا لارتفاع سعر العلف الداجنى والحيوانى . فان الناس تلجأ الى الخبز لأنه مدعم ورخيص جدا مقارنة بالحبوب و الاعلاف .
مصر - كما هو مذكور فى البرديات - من اقدم الدول الزراعية ونهر النيل و الدلتا و الفلاح المصرى من اهم مقومات نجاح الزراعات . ومع هذا فنحن دولة مستوردة للقمح .
سوريا الشقيقة لديها انهار ( بردى , اليرموك , العاصى ) ولديها دلتا . وعليها حصار . ومع ذلك حققت اكتفاء ذاتى من القمح . بل تصدر كميات قليلة منه.
السعودية , ليس لديها انهار , وليس لديها اراض خصبة , ومع هذا نجحت فى زراعة القمح . وحققت اكتفاء ذاتى . واهدت مصر شحنة من فائضها .
من زمن طويل . علمونا , من لا يملك غذائه لا يملك قراره .
وأفهمونا , ان تكلفة الخضار و الفاكهة اقل بكثير من تكلفة فدان القمح .
ونصحونا , بأن ( 10 ) متر مكعب من المياه مطلوبة لانتاج القمح , تساوى ( 8 ) متر مكعب لانتاج الفاكهة , تساوى ( 4 ) متر مكعب لانتاج الخضروات , والتى لها نفس الثمن .
وعليه : ازرعوا خضار وفاكهة واتركوا لنا القمح سوف نصدره لكم بسعر التكلفة فنحن ندعم فلاحينا . وبعد فترة زودوه علينا لان الاسعار العالميه تحركت . وبعد فترة منعوه عنا لاننا لم نعد مطيعين .
وفى النهاية احضروا لنا قمح مسرطن .وقمح لا يصلح للاستخدام الادمى .
وبالمناسبة فأنا شخصيا لم اكن اعلم أن هناك انواع تزرع خصيصا للاستهلاك الحيوانى . صحيح ان المستوردين مصريين . وان الغرب علاقته محدودة بهذا الفساد .
ولكن : متى نفيق . على أن زراعة القمح , مسألة امن قومى , وليس حسبة اقتصادية مفادها ان الشراء ارخص من الزراعة . وان يترسخ لدينا : من لا يملك غذائه لا يملك قراره .
على هامش الموضوع :
- كانت لدينا صناعة دواجن هائلة وناجحة .
احدى الكيانات المجاورة و لضرب هذا النجاح . كانت تغرق اسواقنا - عن طريق المستوردين أياهم - بالدواجن الرخيصة جدا . لدرجة ان سعر المستورد كان نصف سعر الناتج المحلى وهو اقل كثيرا من سعر التكلفة .
انفض الناس عن شراء المحلى.
خسر اصحاب المزارع . واغلقوها .
الدواجن المستوردة - المدعمة فى حينه - بدأت فى الارتفاع التدريجى لتعويض الخسارة وكان لهم ما ارادوا . عادوا فربحوا ما خسروه واكثر .
و الأهم : القضاء على صناعة الدواجن .
نفس المخطط .تم بالنسبة للقمح .
- القمح المسرطن : لا يؤثر فينا , هل هو ستر ربنا . ام معدتنا التى تهضم الزلط .
- القمح الحيوانى الذى استورده لنا الفاسدون , هل لقناعتهم بأننا بهايم .
- تحيه للنائب المحترم / مصطفى بكرى (آخر الرجال المحترمين ) الذى اثار موضوع صفقة القمح الفاسد .
- تحية اكبر لآخر حصن لم يطاله الفساد السيد المستشارالنائب العام المستشار عبد المجيد محمود وقراره الجرئ باعادة القمح الفاسد الى روسيا ورد ثمن الشحنة لوزارة التموين .
- تحية للفاسدين ومعدومى الضمير مستوردى القمح الفاسد فلولاهم , ما وجد النائب مصطفى بكرى مجالا لكشف الفساد , و المستشار النائب العام ما وجد ما يثاب عليه ارضاء لضميره و لوطنه . وما وجدت موضوعا أكتب عنه .
التعليقات (0)