القمة العربية
لم يعد أحد يتوقع شيئا من مؤتمرات القمة العربية فقد فقدت مصداقيتها منذ سنوات عديدة . كانت مؤتمرات القمة في بدايتها تصدر قرارات خطيرة ولا يستطيع الرؤساء العرب الأعتذار عن حضورها خوفا من رد فعل شعوبها وكانت مؤتمرات القمة العربية قد تسقط رؤساء دول ورؤساء حكومات عربية وكانت هناك زعامات عربية قوية قادرة على تقديم أقتراحات للقمة تعبر عن رغبات وأمال الأمة العربية ولا يستطيع باقي الرؤساء المترددين عن الأمتناع عن الموافقة عليها خوفا من رد فعل شعوبها أومخالفة الزعامات العربية لتي تحظى بتأييد شعبي عربي خارج حدودها رغم اعتماد هؤلاء المترددين على عامل الزمن لعدم تنفيذ قرارات القمة أو التحايل على تنفيذها كما نعرف جميعا . لقد فقدت القمة العربية ثقة الجماهير العربية ولم تعد تتابعها بل أن رؤساء الدول أنفسهم فقدوا السيطرة على المبادرة على الأقتراح أو الموافقة على الأقتراحات المقدمة للقمة لأنه لم يعد أحدهم يملك الأرادة السياسية ليعبرعن رغبات شعبه أو أمال الأمة العربية خوفا من ان تفسر مواقفه بانها معادية لأمريكا والغرب بصفة عامة . بل أكثر من هذا أصبحت الخطوط الرئيسة في سياسة الدول العربية وفي مقررات القمم العربية ترسم في عواصم الحليف الأكبر والدول الغربية ولا يستطيع الرؤساء مخالفتها , وقد تسبق القمم العربية تحذيرات سرية وزيارات كبار المسئولين الآمريكيين للتأكد من أن القمة لن تتعرض لمواضيع معينة تتعلق بأسرائيل وفلسطين والحرب في العراق أومحاربة الأرهاب وربطه بالمقاومة الوطنية وغيرها من المواضيع الحساسة التي تتولى الولايات المتحدة رسم خطوطها الحمراء وسنسمع أن الرئيس أوباما ضغط على ناتانياهو ولهذا يجب البدء في المفاوضات المباشرة دون الاهتمام بتصريحات ناتانياهو بعم وقف الاستيطان . والغريب أن ترديد لفظ المفاوضات غير المباشرة. لم توضح معناه هل هو المستوى أو الألتزام بخريطة الطريق والقرارات الدولية الملزمة اوالتصديق على سياسة إسرائيل المعلنة , وهل إنقطعت المفاوضات غير المباشرة حتى يطالب العرب بأستئنافها إذا كان المقصود إجتماع المسئولين من الطرفين فنحن نعرف أن سلطات الأحتلال على إتصال دائم بالسلطة الفلسطنية يتباوسون ويتبادلون التحيات والتمنيات كل يوم .. والأهم من هذا كله هو أن فقدان الشعوب العربية للثقة في مؤتمرات القمة جعل رؤساء الدول العربية غير مهتمين برد الفعل الشعبي لقرارات القمة . بل أن كثير منهم أصبح يعتذرعن الحضور لأنه يعرف أن شعبه لن يقيم عليه الدنيا ويقعدها لاعتذاره كما كان الحال في الماضي وأصبح حضور الرؤساء مجاملة للرؤساء بعضهم لبعض ويتوقف على مدى الروابط بينهم . من هذا المنطلق لا أحد يتوقع قرارات هامة من القمة العربية في ليبيا بل ستقتصر على ترديد القرارات السابقة بصياغة مختلفة والجامعة العربية خبيرة في هذا المجال . ولا أعتقد أن القمة ستقدم مزيد ا من التنازلات لأنه لم يعد هناك ما تتنازل عنه أويطلب منها أن تتنازل عنه بعد أن قدمت الأنظمة العربية كل ما طلب منها الغرب فيما يتعلق بفلسطين وسيادة وأمال ومصالح الشعوب العربية. لأ أحد يتوقع ,وهذا أضعف الأيمان, أن تتخذ القمة قرارات بتشديد المقاطعة على الشركات الأجنبية التي تتعامل مع إسرائيل باي شكل من الأشكال التي يجب أن تشمل شركات النفط والطيران والشحن البحري والفنادق والـتأمين وكل الشركات الحيوية. أو فتح الحدود الأسرائلية أمام المقاومة من جميع العالم العربي والأسلامي ومدها رسميا بالدعم والتأييد . ومن غير هذا لا يوجد خيار أمام القمة سوى الضحك والتلاعب على الشعوب العربية كالققم السابقة وهو بالنسبة لبعض الأنظمة العربية كمن يطالبها بالأنتحارأو النهاية .
التعليقات (0)