القلق – القسم الاول

يصف البعض داء القلق الذي يصيب بني البشر (بداء العصر) الذي لادواء له ، فالامراض والابوئة التي اصيب بها الانسان قديماً وحديثها اصلها القلق والكوارث من حروب ومعجاعات اصلها القلق واحساس الانسان بالفشل واليأس وضعف الارادة والعجز عن عمل الاشياء واتخاذ القرارات الصائبة دون الرجوع او التردد سببه القلق ، كما وان القلق سبباً رئيسياً لاغلب الامراض النفسية العضوية التي تصيب الانسان فأمراض الهستريا والاكتئاب والتوهم بالمرض والتوتر العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي والدموي واورام الغدة الدرقية وامراض الكلى وتصلب شرايين المخ ونقص السكر في الدم كلها نابعة من هذا الداء.

ماهو القلق

القلق ككلمة تعني الاضطراب وعدم استقرار الشيء في مكانه المعين وعندما نرى شخصية غير مستقرة في قرارة نفسها ندعوها (بالشخصية القلقة) ، يقول الدكتور حسان المالح ان (( ان لفظة القلق حديثة نسبياً في لغتنا العربية)) وهذه اللفظة نصف بها مجموعة من الاحاسيس والمشاعر التي تنتابنا بين الحين والاخر وهي ناتجة عن مجهودات ذهنية او جسمانية، فالخوف من المستقبل هو قلق والخوف من الامراض هو قلق وعدم الاطمئنان هو قلق والترقب هو قلق ايضاً .

اما التفسير العلمي للقلق فهو على حد تعبير علماء النفس شعور عام مجهول ممزوج بالخوف والتوجس والتوتر دون ادارك معين او واضح لمصدر ذلك الخوف ، يصيب النفس البشرية نتيجة مجموعة من الظروف والتجارب الحياتية التي يمر بها الفرد ، فالفرد اذا خسر وظيفة ما انتابه القلق واذا مات شخص قريب عليه اصابه القلق واذا فشل في علاقة عاطفية وقع في فخ القلق وهكذا ، فأن القلق مصاحب لجميع نتائج تجارب الانسان الحياتية.

ويقول علماء النفس كما ((ان للقلق نتائج سلبية فهو يحمل معه احيانا نتائج ايجابية)) فعلى حد تفسيرهم العملي لنتائج القلق الايجابية هي ان للقلق درجة معينة من الايجابية لانها تدفع الانسان نحو العمل لدرء الاخطار الممكنة او المحتملة التي قد يتعرض لها الشخص في صراعة مع الحياة.

ويذكر اخصائي الطب النفسي الدكتور حسان المالح ((ان للقلق باعث ايجابي يساعد في الحفاظ على الذات والنجاح في مسيرة الحياة)).

راميار فارس