القلق الإيراني من "الناتو العربي"

مع تبلور فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة تقودها دول مؤثرة مثل مصر و السعودية و الإمارات بدأ الإيرانيون يعبّرون في وسائل إعلامهم عن امتعاظهم من فكرة إنشاء مثل هكذا قوة. فقد ترى طهران فيها تحدياً لطموحاتهم في المنطقة العربية و موجهة لحلفاءها في لبنان وسوريا واليمن والعراق. إنّ بناء مثل هذه القوة العسكرية التي سمّاها الإعلام الدولي بـ"الناتو العربي" يعتمد أساساً على مواجهة أي حلف استراتيجي أو عسكري آخر من شأنه تهديد الأمن القومي العربي.لذلك يبدو أن الناتو العربي موجّه ضدّ أي تدخل إيراني في شؤون المنطقة رغم أن تأسيس هذا الحلف يراد منه مواجهة الإرهاب المستشري هذه الأيام في جميع الدول العربية.

يبدو أنّ الدول العربية خطت خطوات عملية في إنشاء هذا الحلف الذي كان من المقرر أن يصادق على إنشاء الحلف العربي لو لا طلب تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب بسبب ما قيل الى الجاجة لمزيد من الدراسة وبحث التفاصيل حول بروتوكول القوة العربية المشتركة. وفي بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية أكدت الأمانة أنها تلقت مذكرة من الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية يعرب فيها عن رغبة حكومته تأجيل عقد اجتماع مجلس الدفاع المشكل من وزراء الدفاع ووزراء الخارجية العرب.ودعماً للسعودية تلقت الأمانة العامة أيضا مذكرات من كل من (مملكة البحرين – دولة الكويت – دولة قطر – دولة الإمارات العربية المتحدة – جمهورية العراق) تؤيد هذا الطلب وهذا الأمر يدحض في الصميم الإدعاء الإيراني القائل بعدم وجود توافق بين محورالسعودية وبقية دول الخليج العربي. 

تشير التقارير الصحفية الى أن هناك دولاً عربية قد أرسلت فعلاً موافقتها المكتوبة من أجل تأسيس القوة العربية المشتركة وكذلك جهوزيتها للإنضمام إليها. حيث تقول التقارير الصحفية الصادرة بأنه من المتوقع أن يتجاوز عدد عناصر القوة من الجنود العرب الـ أربعين ألف جندي، إضافة إلي ألف طيار حربي وثلاثة آلاف عنصر من القوات البحرية، وستكون القاهرة مقراً دائماً لقياد ة القوات العربية المشتركة.

من جانبها تنقل قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية في تقرير لها أنّ التوقيع على البرتكول المشار إليه ما هو إلا ضرب من الخيال ومسرحية هزلية غير قابلة للتحقيق يراد منه إظهار الوحدة العربية في مقابل الحلف الإيراني في المنطقة. مؤكدة بإنّ دول الخليج نفسها منقسمة بين السعودية والبحرين و الكويت في مقابل قطر وعمان و الإمارات. وأنّ هذه الدول لا تملتك لمقومات بناء جيش عربي موحد أو قوة عربية مشتركة بسبب الخلل في منظوماتها العسكرية. ردة الفعل الإيرانية الغاضبة على نبأ تأسيس قوات مشتركة هي الأعنف ما يشير الى أنّ تأسيس الناتو العربي الذي يعتبر حلم جميع العرب بات يغضب طهران و ربما بعض الدول الجوار لأسباب سياسية و استراتيجية معروفة.