مواضيع اليوم

القلة المخربة التي انتصرت على الاكثرية الصامتة

.. في جميع الحركات الثورية في العالم ومنه العالم العربي نجد أن القلة القليلة هي التي تثور بعد أن تحس أن هناك ثمة ما يستدعي الثورة ويستعدي الحراك ...نتيجة لمتغيرات في المجتمع .. وتأخذ هذه الأقلية المنتمية على عاتقها جل الأمر مغرما لا مكسبا في الأعم الأغلب من الأحوال ..

فعلى مدار عقود من الحراك السري تحت الأرض والتنظيم والتنسيق ما بين الأفراد الذي ينظون تحت لواء الجماعة ( الثائرة ) الأكثر انتماء بالتأكيد .. انتماء للوطن والمواطن والأرض والشعب نجد أن ثلة من تلك الجماعة حملت على كاهلها أعباء العمل ووزر العذابات والاعتقالات المتكررة والمطاردة المستمرة من أركان النظم الحاكمة وأجهزتهم الأمنية ومن يتعامل معهم من الأكثرية الصامتة التي تتمنى التغيير الآن وبأسرع ما يمكن لكنها تخاف على مصالحها الضيقة الآنية الصرفة ..

نجد بعض الأكثرية وقد جند نفسه أو جند ( بضم الجيم ) ليكون عونا للنظام الحاكم والسلطة القمعية ..فيوقع ببعض الأقلية المنتمية إلى زنازين وأقبية الأجهزة الأمنية السرية في الأدوار السفلية لمكاتب تلك الأجهزة كما نسمع في مكاتب الأجهزة الأمنية في مصر ( طوابق عديدة تحت الأرض وأنفاق ودهاليز وزنازين سرية ، سمع الثوار مؤخرا أصوات استغاثة من داخلها ... لتتوضح للعالم مدى جبروت النظام الحاكم في مصر .. وهو يحس بفداحة ما فعل ، فيعمد إلى حرق الملفات التي تكشف كل الفساد وكل الانتهاكات التي مارسها النظام بحق الشعب الأعزل الذي ليس له ذنبا إلا انه طاب بحقه من العدالة والمساواة ) .

لعل الشعوب بمجملها .. تصمت تحت وطأة الظلم والجبروت والتسلط ..وتخاف الإرهاب والبطش ..كما تخاف على حياتها ومصالحها ..ولعلها تنتظر التغيير .. بناء على وعود السلطات الحاكمة والأنظمة المتسلطة على رقاب العباد .. ربما يحدث هذا في اغلب مجتمعات العالم ولكن بمقادير متفاوتة من حيث الظلم والتسلط والوساطة والمحسوبية ..

والحق يقال انه في المجتمعات التي تتخذ الديمقراطية .. والعلمانية .. والدولة المدنية بحق هي الدول الأكثر عدالة في المجتمع الإنساني هذه الأيام .. وربما يقل فيها الفساد إلى درجات كثيرة بفعل المراقبة النيابية التي جاءت على أسس ديمقراطية ، فعلية وتمثل الشعب كما يجب أن يكون التمثيل ...على العكس من تلك المجتمعات التي يأتي إليها النظام على ظهر دبابة أو بالتزوير أو التسلط أو التعيين من الخارج .. ويكون بالتالي مدعوما من قوى كبرى تمكن له الاستمرار في الحكم بما تمده به من مال وسلاح وخبرة ..وبما يمارس من قمع وظلم وجبروت وضغط على الشعب ..

لكن تلك القلة القليلة التي تحس بالنبض العام للوطن والمواطن .. وتعرف مكامن الضعف والخلل .. وتنتمي للأرض والإنسان ..وتدرك سبل الخلاص ...تبقى تدق ناقوسا في جزيرة الصمت تلك . على أمل أن يصحو من كان نائما أو يفيق .. متخذة وسائل وأساليب كثيرة ..من الخطب والمنشورات والاجتماعات والمسيرات والمظاهرات وسائل للوصول إلى الناس ...على اعتبار أن المجتمع بحاجة إلى قائد ثوري يحرضه ويشجعه ويقدم له الأنموذج والمثال .. ربما يدفع فيهم الشجاعة والقوة .. وربما يكسر حاجز الصمت ويهدم جدار الخوف .. وعلى الأعم تكون النتيجة ايجابية ولو أنها في أكثر الأحيان تأتي متأخرة ..

يقول الزعيم التركي ( عبدالله غول ) في معرض تعليقه على ما يجري في العالم العربي من ثورات من المحيط إلى الخليج يقول : هي ثورات ايجابية ..وكان يجب أن تحدث منذ زمن بعيد .. وقد جاءت متأخرة .إلى هنا . وأقول سيدي الرئيس : أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي مطلقا .

في بداية القرن الماضي كان الفساد .. والظلم .. والتخلف .. والجوع .. والفقر .. والتهميش .. والإقصاء .. والتمييز العنصري ...يعم الوطن العربي ..تحت الحكم العثماني .. ولو أنها إمبراطورية إسلامية ..لكنها كانت تنعث بالخراب ...وكانت تلك مبررات للثورة .. وكانت القلة القليلة التي تحملت وزر الانتفاضة على كل معاني الانتهاكات للحقوق الإنسان العربي هي البذرة التي فجرت الحراك والثورة ...من سلسة الإعدامات والاعتقالات والنفي والإبعاد ..نبعت الثورة ..وتحرر العالم العربي من ربقة الاستعمار العثماني ...
ولكن ليقع في ربقة الاستعمار الغربي ... ليكافح المواطن العربي البسيط وينخرط في صفوف المقاومة تحت مسميات الوطنية والتحرر من الاستعمار ر وليدفع نهرا من الدماء عم الوطن العربي من المحيط إلى الخليج .. وتتحرر البلاد ، لتقع في قبضة الأنظمة الحاكمة من جديد ، وليظهر المسمى الجديد ( الاحتلال الوطني . ) . ويمضي الوقت بطيء ليحس المواطن العربي انه بحاجة إلى ثورة جديدة هذه المرة على الأنظمة التي من المفروض أنها أنظمة وطنية ...والقادم دائما كما نقول دائما أعظم .ثرية الصامتة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !