مواضيع اليوم

القلب الاسلامي المظلم

نزار النهري

2011-09-24 19:07:40

0

كتب الزميل العزيز زين الدين الكعبي قبل ايام، مقالا بعنوان القلب الامريكي المظلم، تحدث فيه في البداية مادحا الديمقراطية الامريكية ومعتبرا انها متفوقة على نظيرتها الاوربية والمضحك هو اعتماده على افق ضيق جدا في حكمه هذا وهذا الافق هو محاربة النقاب!!! فلقد فات السيد زين الدين الكعبي ان منظمات حقوق الانسان لا تفضل اي ديمقراطية في العالم على الديمقراطيات الاوربية وهي افضل الديمقراطيات على الاطلاق. اما مسألة النقاب والتي لا يميز بينها وبين الحجاب رغم انه مسلم مطلع على دينيه، فهذه المسالة تجاوزت حدها واصبحت من الامور الخطيرة التي تهدد العلمانية الاوربية، حيث بدأت تتجاوز على حقوق الاخرين واصبحت ظاهرة يمكن التخفي والهروب تحتها، وسبب تجديد القوانين وتشديدها عليها كان بسبب تعارض هذه الظاهرة الصارخ مع كرامة الانسان من ناحية وكذلك، لمسائل امنية تخص المواطن الاوربي بشكل عام من ناحية اخرى.
الجزء المهم من مقال الاستاذ زين الدين، هو تحدثه عن جريمة تدمير قرابة 9500 نسخة من كتاب العقيد انطوني شافر، لانها تضر بالامن القومي الامريكي حسب زعمهم، ويعتقد السيد زين الدين ان هذه العملية سخيفة فقد ينتقل الكتاب عن طريق الانترنيت، كما انه يعتبر ان ماقمت به امريكا جريمة بحق حرية الرأي حسب ما فهمته من مقاله.
علق على موضوعه السيد سعد باسم والذي اعتبر نفسه احد اعضاء فريق التواصل الالكتروني - وزارة الخارجية الامريكية!!
حيث برر العملية بانها بسبب وجود اسرار لا يمكن له ان يصرح بها وبسبب خطأ فني طبعت هذه النسخ نتيجة عدم اخذ موافقة عليها وتم اتلافها وطبع الكتاب لاحقا دون هذه الاسرار وهو موجود في الاسواق الان.
ايضا هذا ليس موضوعي ..
السيد زين الدين الكعبي من اشد اعداء العلمانية ومن اشد المدافعين عن الدين الاسلامي باعتباره افضل من العلمانية خلقا واخلاقا.
لنذهب بالسيد زين الدين الكعبي رحلة في اعماق تاريخه الاسلامي وتحديدا الى فترة النبوة. ففي تلك الفترة لم يكن هناك صحافة ولا قراءة ولا كتابة، كل ما كان موجود هم شعراء يقولون ابياتا شعرية تمدح هذا وتهجو ذاك .. ومن الطبيعي ان يكون في الفريق المعادي لمحمد اناس تهجوه وتفضح جرائمه .. ومن هؤلاء كان هناك شاعر، اسمه كعب بن الاشرف، عندما سمع هذا الشاعر باخبار بدر قال: أحق هذا ؟ أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمي هذان الرجلان يعني زيدا وعبد الله بن رواحة فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها
وانشد شعرا عن الحادثة جاء فيه


طحنت رحى بدر لمهلك                     أهله ولمثل بدر تستهل وتدمع
قتلت سراة الناس حول حياضهم              لا تبعدوا إن الملوك تصرع
كم قد أصيب به من أبيض ماجد                ذي بهجة يأوي إليه الضيع
طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت                     حمال أثقال يسود ويربع
ويقول أقوام أسر بسخطهم                إن ابن الأشرف ظل كعبا يجزع
صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا               ظلت تسوخ بأهلها وتصدع
صار الذي أثر الحديث بطعنه             أو عاش أعمى مرعشا لا يسمع
نبئت أن بني المغيرة كلهم               خشعوا القتل أبي الحكيم وجدعوا
وابنا ربيعة عنده ومنبه                         ما نال مثل المهلكين وتبع
نبئت أن الحارث بن هشامهم           في الناس يبني الصالحات ويجمع
ليزور يثرب بالجموع وإنما           يحمى على الحسب الكريم الأروع

 

كيف اغتيل كعب بن الاشرف؟

قال ابن إسحاق: فقال رسول الله - كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبي بردة -: «من لابن الأشرف» فقال له محمد بن مسلمة أخو بني عبد الأشهل: أنا لك به يا رسول الله، أنا أقتله. قال: «فافعل إن قدرت على ذلك».

قال: فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل، ولا يشرب، إلا ما يعلق نفسه، فذكر ذلك لرسول الله فدعاه فقال له: «لم تركت الطعام والشراب؟» فقال: يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفي لك به أم لا؟

قال: «إنما عليك الجهد» قال: يا رسول الله إنه لا بد لنا أن نقول. قال: «فقولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك».

قال: فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة، وسلكان بن سلامة بن وقش، وهو أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش أحد بني عبد الأشهل، والحارث بن أوس بن معاذ أحد بني عبد الأشهل، أبو عبس بن جبر أخو بني حارثة.

ـ هل هناك جبن اكثر من هذا؟ـ

قال: فقدموا بين أيديهم إلى عدو الله كعب سلكان بن سلامة أبا نائلة، فجاءه فتحدث معه ساعة، فتناشدا شعرا - وكان أبو نائلة يقول الشعر - ثم قال: ويحك يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني، قال: أفعل.

قال: كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء عادتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبيل حتى ضاع العيال، وجهدت الأنفس، وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا.

فقال كعب: أنا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة أن الأمر يصير إلى ما أقول، فقال له سلكان: إني قد أردت أن تبيعنا طعاما، ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك.

قال: ترهنوني أبناءكم؟ قال: لقد أردت أن تفضحنا إن معي أصحابا لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم، وتحسن في ذلك، ونرهنك من الحلقة ما فيه وفاء. وأراد سلكان أن لا ينكر السلاح إذا جاؤوا بها.

فقال: إن في الحلقة لوفاء. قال: فرجع سلكان إلى أصحابه فاخبرهم خبره، وأمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه، فاجتمعوا عند رسول الله .

قال ابن إسحاق: فحدثني ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: «انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم».

ـ اليس هذا تحريض على القتل والبلطجة؟ اليس في هذا نكث عهد للمعاهدة التي كتبت في المدينة؟ والمثير للعجب ان الرسول نفسه ادعى بعد ذلك ان اليهود تآمروا عليه وارادوا ان يقتلوه!!!!! وماذا تسمي هذا يا رسول؟ـ

ثم رجع رسول الله إلى بيته، وهو في ليلة مقمرة، فانطلقوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة، وكان حديث عهد بعرس، فوثب في ملحفته، فأخذت امرأته بناحيتها وقالت: أنت امرؤ محارب وأن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة.

قال: إنه أبو نائلة لو وجدني نائما ما أيقظني، فقالت: والله إني لأعرف في صوته الشر.

ـ الافضل ان تسميه "ابو نذالة" وليس نائلة ـ

قال: يقول لها كعب: لو دعي الفتى لطعنة أجاب. فنزل فتحدث معهم ساعة، وتحدثوا معه، ثم قالوا: هل لك يا ابن الأشرف أن تتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟

قال: إن شئتم. فخرجوا فمشوا ساعة. ثم إن أبا نائلة شام يده في فود رأسه ثم شم يده فقال: ما رأيت كالليلة طيبا أعطر قط.

ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن.

ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها، فأخذ بفودي رأسه ثم قال: اضربوا عدو الله! فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا.

قال محمد بن مسلمة: فذكرت مغولا في سيفي فأخذته، وقد صاح عدو الله صيحة، لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار.

قال: فوضعته في ثنته، ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته، فوقع عدو الله وقد أُصيب الحارث بن أوس بجرح في رجله أو في رأسه، أصابه بعض سيوفنا.

ـ هل هناك مجرمون وانذال اكثر من هؤلاء؟؟؟ ـ

قال: فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث، حتى أسندنا في حرة العريض، وقد أبطأ علينا صاحبنا الحارث بن أوس، ونزفه الدم، فوقفنا له ساعة، ثم أتأنا يتبع آثارنا فاحتملناه، فجئنا به رسول الله آخر الليل، وهو قائم يصلي، فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبرناه بقتل عدو الله.

وتفل رسول الله على جرح صاحبنا، ورجعنا إلى أهلنا، فأصبحنا وقد خافت يهود بوقعتنا بعدو الله، فليس بها يهودي إلا وهو خائف على نفسه.

لم تكن من شيم العرب ان يقتلوا الناس بهذه الطريقة الخسيسة، فلقد كان العرب شجعانا لا يغتالون احدا ويواجهوه ويبارزوه ثم يقتلوه، ولكن هذه هي الاخلاق التي جاءهم بها محمد، هذه الاخلاق هي التي يعتبرها السيد زين الدين الكعبي افضل من اخلاق العلمانيين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !