علي جبار عطية
بعض الناس تلمس عنده ميولاً استعراضية فما ان يضمك معه مجلس ويستشعر بمجساته ان فيه شخصيات تهتم بالثقافة حتى تنفتح قريحته ويروح يشرق ويغرب ويستعرض عضلاته الثقافية وينسى انه في مجلس اجتماعي محدود وليس في قناة فضائية وربما يقول قائل : وما الضرر الذي يلحقه مثل هذا بالجالسين ؟ واقول : انه ضرر بليغ اذ ان عملية الاصغاء متعبة ثم ان المتحدث لايكف طوال حديثه الممل عن التوقف وترديد عبارات مثل (واضح أبو فلان) و (ولا يهونون الجماعة) و (درست مع فلان دكتور) و (مشيت مع فلان الاديب) ونحو ذلك ! الى هنا والمسألة محدودة بمجلس معين فكيف اذا تجاوز ذلك الى امور ومنافع يحجب بها الفرصة عن غيره ومثل ذلك ما حدث قبل سنوات اذ عمدت مجموعة شباب الى تصوير بيت غارق في مياه الامطار في منطقة الحرية بغية مساعدته فكانت النتيجة ان احدى الجهات الرسمية اخذت الفلم وعرضته في احدى الدول التي انكسر خاطرها على هذه العائلة فدفعت تلك الدولة مساعدات دسمة ولم تحصل تلك العائلة واهل المنطقة سوى لافتة علقت في احد الجدران تعلن عن تضامن تلك الدولة الاسيوية مع اهالي منطقة الحرية !! وقبل ايام اطلعت على التقرير المفصل الذي كتبه الاستاذ هفال زاخويي وهو يستعرض جولته المكوكية برفقة اعلاميين لحضور مؤتمر لتطوير الاعلام العراقي تعقده الوكالة الكندية للتنمية الدولية في كندا وتوقفت عند حديثه عن متحدثة باسم شبكة المستقبل واسمها (شاميران عوديشو) ذكرت ان شبكتها تضم ما بين (50000 -60000) عضو يقول : (كانت صدمة بالنسبة لي فهذا الرقم هو رقم ميليشا وليس رقم منظمة مجتمع مدني .. كانت تتحدث عن قدرتهم على ملء الفراغ السياسي عند انسحاب الجيش الامريكي … كانت تطلب الدعم المادي والمعنوي باستمرار بين كل جملتين … كانت تتحدث عن دجلة والفرات وكأننا في الصحراء الغربية ولسنا في كندا بلد الينابيع والانهار والبحيرات .. تحدثت عن الامية وكيف ان شبكتها نجحت الى حد بعيد في القضاء على الامية .. كان حديثاً غير واقعي اضطررت معه كي تكون لي مداخلة عن اية حضارة نتحدث ونحن نرث خراباً ؟ والى متى ستتغنى بالرافدين وكأن لنا فقط نهرين والناس لا انهار لها …) جريدة الاهالي العدد 335 - الاربعاء 5-5-2010 ص7 اقول: لاغرابة ان يدعي المدعون اشياء للحصول على مكاسب لكن الغرابة ان يصدق الاخرون المتحضرون مثل هذه الطروحات مع انهم يسموننا بـ (علي بابا) وعندهم تطور باستخدام اجهزة فحص الكذب !
التعليقات (0)