عبد الهادي فنجان الساعدي
الاثنين 09-01-2012
"يجب ان لانبطيء المسير ... واذا أبطأنا المسير فسوف يسحقنا الآخرون" جاكي شان: ممثل من هونك كونك
ملاحظات ارقتني ... وكم حاولت ان أبعد عن التفاصيل الا ان الشيطان كان يحثني باستمرار على الكتابة عن التفاصيل لانه يسكنها".
"في البدء كانت الكلمة" .. وهنا حضرت طالبة الماجستير "ازهار بهاء صدري" وهي تتأبط كل آمالها في اوراق رسالة الماجستير التي تصورتها تتأبط مجموعة من الاحلام وقد كتبت تفاسيرها وتفاصيلها.
كان عنوان رسالة الماجستير "الواح فخارية من موقع"أبو عنتيك" مدينة ميكاس" تنقيبات 2001-2002 في المتحف العراقي / دراسة فنية حضارية".
وهذه الدراسة تعد قفزا على الخرائب للوصول الى الجانب الحضاري عن طريق البحوث والدراسات الرصينة.
اما المكان فكان "معهد التاريخ والتراث العربي". وقد كانت القاعة صغيرة وبائسة ولا تليق بان تكون قاعة لمناقشة رسائل واطروحات الدراسات العليا. تشكلت لجنة المناقشة برئاسة د. عبد القادر الشيخلي رئيساً وعضوية كل من د. مثنى حسين و د. عامر نجم عبد الله و د. ريّا محسن عبد الرزاق فضلا عن ان الدكتورة ريّا هي المشرفة على الرسالة.
بدأت المناقشات في الساعة العاشرة!! وقد سألت نفسي "هل يستطيع الاساتذة الخروج من طوق المجتمع اللامبالي بالزمن وهل نهتم لئلا يسحقنا الآخرون .. كانت كل الاعذار جاهزة ولكن المرء يستطيع ان يستنكر هذه الاعذار وان يدحضها لانه حضر قبل التاسعة وهو لايحمل رسالة ماجستير او اطروحة دكتوراه فلماذا يعتذر حملة الدكتوراه والماجستير بزحمة الشوارع والسيطرات في الحين الذي يصل الاخرون قبل ذلك وقد لاحظت مسألة مهمة جدا وهي تأخر الحاضرين بحسب شهاداتهم فالاعلى شهادة هو الاكثر تأخراً وقد يصل آخر المدعوين او الحاضرين.
بدأت الدكتورة منى حسين بالتعليق وكانت تعليقاتها واقعية لانها مختصة بهذا الجانب من الدراسة وأبدت حاجة الرسالة الى بعض التقنيات المهمة على الرغم من هامشية بعضها.
كانت اول استاذة اراها تطالب بدور الباحثة ان تعطي رأيها . وهذا يعد بالنسبة لرسائل الماجستير فتحاً في باب الدراسة النقدية الابداعية بعد ان كانت الدراسة تسير في معظمها على الاسلوب التلقيني التقليدي وهذه اول خطوة في البناء التقني الحياتي يبدأ في الدراسات.
بعدها بدأ الدكتور عامر نجم عبد الله وهو القادم من اقصى شمال العراق/ الموصل بملاحظة تقنية بسيطة تدل على روح اكاديمية واختصاص يتعدى مناطق العراق الاثارية؟ الا ان دخوله في باب التصحيحات اللغوية العربية و الانكليزية لم يكن موفقاً في بعضها.
جاء بعد ذلك دور الدكتور عبد القادر الشيخلي، ذلك الرجل الهادئ، دمث الاخلاق الذي كان يضفي على المناقشة روح التعليقات اللطيفة التي استطاع بها ان ينهي حالة التوتر التي تمتاز بها مثل هذه النقاشات.
كانت طروحات هذا الاستاذ الجليل تستحق النظر بجدية لانها كانت طروحات تصحيحية دقيقة وشاملة وقد طرحها باسلوب علمي سلس يعكس شخصية هذا الاستاذ العلمية فضلا عن الابوية الظاهرة في تعامله مع الاساتذة والطلبة والتي اضفت روح الالفة بينه وبين الباحثة والاساتذة وحتى الحضور الذين اكتضت بهم القاعة.
اختتمت المشرفة الكلام بروح الوفاء لرئيس الجلسة بوصفه الاثاري الاقدم في هذا المكان فكانت تخاطبه بروح الاخلاص والتواضع.
كان موضوع الرسالة حول الواح فخارية من موقع "ابوعنتيك" والالواح موجودة في المتحف العراقي وهي من تنقيبات سنة 2001-2002 .تعد هذه الدراسة من ضمن البحوث والدراسات الفنية والاقتصادية وقد اجادت فيها الباحثة كثيراً فحصلت على درجة الماجستير بتقدير جيد جداً.
التعليقات (0)