كم كنا مغشوشين بأنظمة عربية واهنة وهن بيت العنكبوت .. كان على كل منها حاكم يقوم باغتصاب إرادة الشعب , والاستبداد بالبلاد وأمورها , ولا يكترث بمشورة عقلائها .. وقد حدث في الماضي و الحاضر أن وثب إلي المناصب العليا رجال أقزام , أو عمالقة عن طريق الإرث , أو الغصب ,وكونوا حكومات تنتحل لنفسها صفة ما , يزعمون بشرعيتها , ولكن الفرق بين الماضي السحيق وألان , هي آلات الدعاية التي كانت تبني صروح من الأحلام تستغفل بها الشعوب , وهذا كان في مقدمة العاهات التي أذلت جانب الشعوب ودلست عليهم وعطلت رسالتهم , على أن شعوبنا العربية كانت أحوج اهل الأرض إلي تقرير الحرية السياسية , إذ في جوها الطليق تنتعش وتنمو قدرات ومواهب في مجالات شتى تميز بها العرب من قرون , ولم يحدها إلا هذه الرجعية السياسية , ان الحكم الفردي فساد عريض في الأرض والسماء , وبيئة خصبة للرياء و الملق و العبودية , و وسيلة فذة لتكبير الصغار وتصغير الكبار , وغمط الكفايات ورفع التفاهات ..!
ويعجبني في تصوير الحكم العربي قول الشاعر محمد الأسمر :
ضاق على الضرغام يوما غابه وانقطعت من رزقـــه أســــبابه
فقـال للفهد :اشــــر بما تـــــرى
فقال : أن الخير في ترك الشرى
فمشيا في الأرض حتى وجدا
غابا حوى من الوحـــــــوش عددا
وبصـــرا بالقـــــرد وهو يحـــكم
يومئ باللحــــــظ ولا يحــــكم !!
منتفــــــخ كالليـــــث وهو قــرد
منفرد بالحـكم مســــــــــــــتبد !!
لــــــه بطــــــــانة بهـــــا حمار
مدخـــــــــر للرأي مستــــــــشار!!
و البـــــغل فيها الشــــــاعر المقدم
وقنفذ الجــــــــحر الكمى المعلم !!
والبوم للبشـــــرى بكل خيــــــــــر
والببغاوات لحفـــــــــظ السر !!
و الضفدع للصـــــــدح و المغنى
و الذئب قــــــــــائم بأمر الأمن !!
و الجرذ القائم بالإصــــــــــــلاح
و الهر طاهي الـلـحم في الأفراح !!
و الدب للزمـــــر وقرع الطـــــــبل
والفيل للألعاب فوق الحـــــــبل !!
رأى الهــــــزبر ما رأى فزازا
وقال للفــــــــهد : أحق ما نــــــرى ؟!
فقال : يا مولاي حـــــق صــــــدق
جمـــيع ما يفـــــــعل هذا الخــــــلق
ليس الذي تــــــــــرى من الغرائب
فنــــــحن في مملـــــكة العـــــــجائب
هذه الصورة الضاحكة الباكية للملكة العجائب , هي التعبير الدقيق لاحوال الدول العربية اوضاع مقلوبة و القاب مكذوبة ,,, وعجبي
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)