كتبنا في مقالنا السابق عن نشأه القطاع العام ثم نموه المطرد وحجم شركاته ومصانعه إبان فتره الإشتراكيه المصريه أو الإقتصاد الإشتراكي الموجه , واليوم نستعرض عمليه نحر القطاع العام بعد التحول الإقتصادي الي الإقتصاد الحر وتحول الإيرادات السياديه للدوله الي "الريعيه" أي جبي الضرائب والرسوم بما فيها رسوم عبور قناه السويس وبيع الثروات مثل النفط والغاز والبعد التام عن الإقتصاد الإنتاجي ونقل عمليه الإنتاج برمتها الي القطاع الخاص ..
وما سنستعرضه هنا هو بعض الشركات ذات القيمه الإستراتيجيه الهامه لمصر والتي كان الحفاظ عليها يُعد أمن وطني قومي مثل :-
شركه المراجل البخاريه .. وهي شركه مساحه الأرض المخصصه لها 31 فدان أي حوالي 130000 م2 علي النيل مباشره في الجهه المقابله لحي المعادي "لاحظ" , والتي كانت متخصصه في إنتاج "أوعيه الضغط" و "أوعيه الغازات" و "مراجل توليد الكهرباء" و "أوعيه الغازات السائله" و "وحدات نتقيه مياه الشرب" و "وحدات تحليه مياه البحر" وكلها تدخل في الصناعات الثقيله والصناعات النوويه .. "لاحظ" ..
وبالمناسبه هذه الشركه لا يوجد مثيل لها في الشرق الأوسط سوي في إسرائيل
أما كيفيه بيعها فهذه قصه من قصص "ألف ليله وليله القطاع العام " حيث آلت تبعيتها الي الشركه القابضه للصناعات الهندسيه "الحباك وشركاه ليمتد" وهو من أشهر الأسماء اللامعه في عالم الفساد وله قضيه فساد شهيره , وقد تحولت الشركه الصرح بعد تبعيتها له الي شركه خاسره مديونه للبنوك وبالتالي توجب بيعها وقام الحباك مشكورا بالإستعانه ببيت خبره أمريكي "لاحظ" في تقييم الشركه , ثم باعها الحباك بمبلغ 17 مليون دولار لشركه "بابكو أند ويلكوكس" الأمريكيه الكنديه "لاحظ" مع خصم الضرائب والديون المتأخره علي الشركه والمستحقه وقدرها حوالي سته عشر مليون دولار أي بيعت بمليون دولار فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم .. حدثت "أعطال فنيه" !!!! في الشركه مما أدي الي توقفها عن الإنتاج ..
ثم .. تصفيتها وبيعت أراضيها بعده مليارات وقضي الأمر , وبعد عملية التصفيه والبيع تم إسناد عملية إنشاء "محطة كهرباء الكريمات" بقيمة 600 مليون دولار إلى الشركة الأمريكية - الكندية المشترية لشركة المراجل البخارية "لاحظ" !!!!!!!!!
أما شركه "الأسكندريه الوطنيه للحديد والصلب" بالدخيله فهي "أم القصص" علي غرار أم المعارك الشهيره , فهي شركه وطنيه "ق ع" أنشأت برأسمال وطني إشتركت فيه عده بنوك وطنيه "ق ع" مع شركه يابانيه , وفي عصر "البورصه" تمت هيكله الشركه وطُرحت أسهمها في البورصه , وفي نفس الوقت فقد كان أحمد عز قد أسس "شركه حديد عز" في مدينه السادات , وأيضا طرح أسهمها في البورصه ..
ثم .. قام بإستبدال جزء من أسهم شركه حديد عز بجزء من أسهم شركه الإسكندريه الوطنيه للحديد والصلب "مبادله صوريه " في "بورصه المحبه" ..
ثم .. وعلي حين غِره أو فجأه أصبح رئيس مجلس الإداره لشركه الاسكندريه الوطنيه للحديد والصلب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم .. كانت أول قراراته "تغيير إسم الشركه الي "شركه حديد عز" ..
ثم .. باع حصه غالبه من أسهم الشركه "لنفسه" دون أن يسدد ثمنها للبنوك ..
ثم .. عدل شعار الشركه ليصبح نفس شعار شركته في مدينه السادات ليكون منتج الشركتين واحد بنفس الإسم ..
ثم .. خفّض إنتاج شركه الدخيله ليتوفر خام "البلييت" بكثره ويبيعه لشركه عز مدينه السادات بسعر "تشجيعي" ..
ثم .. إبتلع الشركه في بطنه ولم يدفع مليما واحدا للبنوك من ثمن شركه الإسكندريه الوطنيه للحديد الصلب "سابقا" عز الدخيله "حاليا" , ويقال أن جمال مبارك هو الشريك الخفي في كل ذلك حيث تم تصعيد أحمد عز سياسيا بعد ذلك في لجنه السياسات وفي مجلس الشعب حتي أصبحت الموازنه العامه لمصر كلها في يده هو وبطرس غالي وجمال مبارك !!!!!!!
والأمثله بعد ذلك كثيره لا حصر لها سوف نذكر منها مثلا شركه الأهرام للمشروبات أو بيره الأهرام والتي بيعت بالأمر المباشر ب 50 مليون جنيه لأحمد الزيات وشركاه وهي الشركه التي كان حجم مبيعاتها السنويه مليار جنيه "لاحظ" , وقد باع الزيات نصيبه فقط فيما بعد لشركه هولنديه ب 300 مليون دولار "لاحظ" ..
مثال آخر .. شركه بيبسي كولا وهي عباره عن ثماني مصانع وثمانيه عشر خط إنتاج وأسطول سيارات توزيع ومجموعه قطع أراضي أهمها قطعه علي شارع الهرم الرئيسي , إشتراها محمد نصير وشريك سعودي بمبلغ 157 مليون جنيه "لاحظ" يابلاش ولم تمضي فتره بسيطه حتي باع نصير نصيبه ب 400 مليون دولار للسعودي "لاحظ" ..
مثال آخر .. الشركه العربيه لحليج الأقطان والتي كانت تمتلك خمسه عشر محلجا للقطن منتشره في عده محافظات علي مساحه مئات الأفدنه , تقريبا 600 ألف متر مربع تقدر قيمتها السوقيه ب 5 مليار جنيه بخلاف المعدات ويقع العديد منها علي النيل مباشره بيعت جميعها في صفقه واحده الي "أمين أباظه" وزير الزراعه فيما بعد بمبلغ 60 مليون جنيه وتشمل وديعه في البنوك قيمتها 45 مليون جنيه أي بيع كل ذلك ب 15 مليون جنيه "لاحظ" يا بلاش ..
وقد باع أمين أباظه أرض محلج دمنهور فقط ب 100 مليون جنيه وأرض محلج زفتي ب 450 مليون جنيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أما فنادق مصر العظيمه فتحتاج الي مرثيات وإقامه مآتم وتلقي العزاء فيها ..
وإذا جرتنا الأمثله فلن يكفينا مجلد , لذلك نكتفي بهذا القدر من الأمثله ولكن ..
يجب أن نتساءل ويتساءل الشعب المصري كله ..
كيف يمكن محاسبه هؤلاء الناس , وكيف نسترد ما نهبوه من أموال مصر ..؟
وقبل كل شيئ هل يمكن إسترجاع القطاع العام ليقدم لمصر ما كان يقدمه لها من قبل ..؟
وهذا ما سيكون موضوع مقالنا القادم بإذن الله ..
مجدي المصري
التعليقات (0)