مواضيع اليوم

القطاع العام قبل ان ننسي

مجدي المصري

2011-06-30 11:09:56

0

القطاع العام " ق ع " ..
حكايه طويله لها بدايه ولها نهايه , بدأت نبته وتم إقتلاعها شجره باسقه مثمره من جذورها , فقد بدأت نبته القطاع العام عقب قيام ثوره يوليو 1952 ونهجها النهج الإشتراكي أي "الإقتصاد الحكومي الموجه" وبدأت أولي لبنات هذا الإقتصاد بتأميم الشركات والمصانع الخاصه وإدارتها بواسطه الدوله ..
وإن كانت البدايه سيئه , فالملكيه الخاصه تحميها الأديان والدساتير والقوانين والإستيلاء عليها وتأميمها كان مخالفا للدين والقانون , إلا أن الدور الذي قام به القطاع العام فيما بعد ربما كان شفيعا لهذا "التأميم" ..
وُلد القطاع العام فتيا تُدعمه دوله الثوره بكل قوه حتي تحولت البلد بكاملها الي قطاع عام وإن كان للقطاع العام مساوئ كثيره أهمها "الإحتكاريه" التي تقتل التطوير والإبداع عن طريق المنافسه وأيضا قيام الدوله بيع الدوله الملابس الداخليه والمأكولات , إلا أن القطاع العام حمل وتحمل العبئ الأكبر في الحروب التي خاضتها مصر من حيث توفير السلع التموينيه والغذائيه للشعب والدعم اللوجستي للقوات المسلحه ..
ولكن وهذا هو المهم أن القطاع العام كان تحديا حقيقيا عندما إتجه الي إنشاء مصانع للصناعات الثقيله والإستراتيجيه "وهو ما لا يقوم به القطاع الخاص علي الإطلاق" وقد ساعدنا الإتحاد السوفييتي السابق والعديد من دول أوروبا الشرقيه آنذاك في بناء تلك المصانع وإمدادنا بقطع الغيار اللازمه لتشغيلها وتدريب الكوادر المصريه علي تشغيل هذه المصانع ..
وبالرغم من الكُلفه العاليه لهذه الصناعات ومردودها الإقتصادي الضعيف إلا أن مردودها علي الأمن الوطني والقومي وأستقلاليه القرار المصري كان عظيما فقد كان القطاع العام في مجمله خدميا وليس ربحيا بالرغم من تحقيقه أرباحا جيده ..
وقد شملت الشركات والمصانع كل مناحي الحياه من خلال 317 شركه ومصنع تم إنشاءها , وإن كان من أهمها علي الإطلاق شركات الحديد والصلب وشركه المراجل البخاريه وترسانه الإسكندريه لبناء وإصلاح السفن ومصنع الراتنجات وأحد عشر شركه أدويه وشركه الزجاج المسطح ومجموعه البنوك الوطنيه وشركات الغزل والنسيج ومصانع الأسمنت ومحلات عمر أفندي وبنزايون وشركه المعدات التليفونيه ومصنع أبو قير للأسمده والدخيله للحديد والصلب وشركه إيديال للصناعات المعدنيه وتليمصر وشركات المشروبات وغيرها الكثير من الصروح التي لا يتسع المجال هنا لذكرها والتي غطت كافه المجالات ..
كل تلك الشركات والمصانع كانت الدوله تذودها بمساحات شاسعه من الأراضي المُميزه ملاصقه أو تابعه لها بهدف التوسعات المستقبليه فيها ..
ولكن .. وألف آه بل مليون آه من لكن هذه ..
بدأت المؤامره الكُبري لتركيع وإزلال مصر وإلغاء مصطلح "إستقلاليه القرار المصري" بل وأكثر من ذلك بكثير , بواسطه البنك الدولي من جهه وضعاف النفوس واللصوص المحليين من أركان النظام السابق من الجهه الأخري بعد فشلهم الذريع في إداره البلد إقتصاديا والاستدانات المتواليه أو "إغراق البلد في دوامه الديون"..
وكانت بدايه النهايه لهذا العملاق في العام 1991 بتوقيع إتفاقيه إزعان "ميمونه" بين الحكومه الرشيده "طرف أول" والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي "طرف ثاني" , مفادها تحويل كل ما هو عام إلي خاص وإزاله كل أنواع الحمايه الحكوميه لقطاعها العام بل وتقليص الإستثمارات العامه أي "نزع الملكيه العامه للدوله" كشرط أساسي للحصول علي مزيد من القروض وجدوله القروض القديمه فيما سُمي بهتانا "الإصلاح الإقتصادي" !!!!!!!!!!!!!!!
ثم تبع تلك "الميمونه" صدور قانون "قطاع الأعمال" الذي تحت مظلته نُهبت وسُرقت وبيعت مصر وإستقلاليه وسياده مصر أيضا وخضعت البلد لوصايه صندوق النقد الدولي والذي ألزم مصر بأن تكون الإيرادات السياديه لها من الضرائب وقناه السويس والسياحه والبترول فقط أي أصبح الإقتصاد المصري "إقتصاد ريعي" وكل تلك القطاعات في مجملها قطاعات مرتبطه بالإقتصاد العالمي وبالتالي هي "غير مستقره" , مُعرضه مصر لهزات إقتصاديه متوقعه في أي وقت لإقتصاد ريعي هش ..
وتحول القطاع العام "مفخره مصر" بقدره قادر الي وبالا وجثه يجب سرعه التخلص منها بدفنها إكراما لها , فبقدره قادر تحولت الشركات والمصانع المُنتجه الرابحه الي شركات خاسره بل وتسحب علي المكشوف من البنوك بعد أن كان لها أرصده سياديه بها !!!!!!!!!!!!!!!!!
وأنشأت وزاره قطاع الأعمال ثم ألغيت وزاره قطاع الأعمال وأنشأت وزاره الإستثمار "وكله بياكل عيش" ..
وبليل تم بيع أو ماسُمي وقتها "تنازل" عن 165 قطعه أرض فضاء مُميزه تمثل ثروه مقدارها 6 ملايين متر مربع في أحسن الأماكن في مصر وهي أملاك لشركات القطاع العام فيما سمي يومها "تسويه الديون للبنوك" بالمخالفه لكل القوانين المتعامل بها وبسعر دفتري فيما سُمي وقتها "عمليه تسويه الديون التاريخيه لشركات القطاع العام" , وبالرغم من ذلك بيعت شركات لأنها مديونه للبنوك , كيف ذلك !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟
أما مذابح الشركات فحدث ولا حرج ..

وهذا ما سيكون موضوع الحلقه القادمه إن شاء الله

مجدي المصري
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات