أن يتحمل وزير عربي مسؤولية القصور والأخطاء اللتي تحدث في وزارته امر نادر جدا . فالمنصب والسلطة عند وزرائنا ومسؤولينا بمثابة مغارة علي بابا اللتي يجب ان ينهب منها ما يستطيع حمله قبل ان يغضب عليه المسؤول الكبير .
لذلك فقد اصبت بالدهشة وأنا أسمع خبر أستقالة وزير النقل المصري من منصبه بعد حادث تصادم القطارات اللذي وقع قرب القاهرة قبل يومين . وهو الوزير اللذي لم تهتز له شعرة بالرغم من كل الأرواح اللتي ازهقت في عهده نتيجة حوادث القطارات السابقة. ومنها حادث اصطدام قطارين في 2006 قتل من جرائه 58 شخصا على الاقل واصيب 144 . وحادث أصطدام قطار بحافلة وقع في العام الماضي وراح ضحيته 44 شخصا .
ألا أنه أذا عرف السبب بطل العجب كما يقول المثل . فلقد أشارت الصحف المصرية نقلا عن مصادر فى مجلس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية اتخذت قرارا صامتا برفع يدها عن الوزير، مع التأكيد على دعمها لخطة إصلاح وزارة النقل، وهو ما مهد لقرار الوزير محمد منصور بالرحيل .
وعلى عكس الدهشة الأولية اللتي اصبت بها من جراء استقالة الوزير المصري . فلقد جائت التقارير عن نتائج الأنتخابات الرئاسية التونسية كما توقعت وتوقع الجميع بالظبط . فلا يمكن أن يتواجد رجل قادر على قيادة الحكومة التونسية غير الرئيس المتربع على عرشها منذ أكثر من 20 عاما , زين العابدين بن علي . فمن المستحيل أيجاد بدلاء للقادة العرب "الضرورة" ، لا بالبيعة المطلقة ولا بالأنتخاب . اللهم ألا بالموت أو بالأنقلاب . فعندها سيصبح نفس هؤلاء الضرورة الشماعة اللتي ستعلق عليها كل المشاكل والمصائب اللتي ستحصل في عهد "الضرورة" الجديد .
لا شيء يبرر وجود هؤلاء "الضرورة" في بلادنا العربية غير العقلية العشائرية اللتي لازالت تعيش في وجداننا بالرغم من كل التغيرات والتطورات اللتي حدثت في مجتمعاتنا . فشيخ العشيرة يبقى هو الأقدر من بين الجميع على قيادة العشيرة حتى ولو كانت آرائه مخالفة لجميع أفراد القبيلة . فالشيخ قد يسمع النصيحة والمشورة ولكنه غير ملزم بها .
كيف لنا أن نحاسب المقصرين من المسؤولين بدون الديموقراطية ؟. وكيف لنا أن نمنع ظاهرة القادة الضرورة أذا كنا نعتقد بأن الديموقراطية نبت شيطاني خرج من ارض الكافرين يجب محاربته , بالرغم من كل آيات الشورى اللتي وردت في القرآن ؟.
لو كان عندنا ديموقراطية لما جرأ أي فاسد على سرقة المال العام .
لو كان عندنا ديموقراطية لما تخلفنا في التعليم والصحة والصناعة والزراعة والتجارة والبحث العلمي .
لو كان عندنا ديموقراطية لما خسرنا كرامتنا وأراضينا ومقدساتنا .
لو كان عندنا ديموقراطية لما تصادمت قطاراتنا وأزهقت أرواحنا دون محاسبة المسؤول .
http://elbashayeronline.com/news-68440.html
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=148844
التعليقات (0)