القضية قضية جسد
إذ سارت في الطريق من دون محرم فسوف تتعرض للمضايقة والتحرش , فهي لاهيه ولاعبه وإلا لماذا خرجت , وإذا عملت بوظيفة فيها مخالطة للرجال كالقطاع الصحي والبيع والشراء فحولها ستدور الدوائر ويتم التحرش بها حتى من زملاء المهنة , وكل ذلك بسبب الجسد وأنوثته فكل شيء يدور حوله والشهوة هي المتحكم الرئيسي في الشخص وتصرفاته وأما العقل فغاب عن الوعي ولم يعد يقيم للإنسانية والقيم والأخلاق أي وزن ..
كل قضايا المرأة الحقوقية تاهت بزحمة البيروقراطية العقيمة وضاعت وسط أراء قدمت الشهوة على العقل والغريزة على الحق والمتعة على الإنسانية , فالرجل صاحب الأمر والنهي والتفكير حتى في أدق التفاصيل وكل ما يراه الرجل يكون مقدماً وواجباً حتى في شهوته فهي الأولى والأساس ..
جسد المرأة ليس بعار والمرأة ليست مجرمة حتى يتم التضييق عليها فأنوثتها ليست بعار بل جمال وخلقة طبيعية خلقها الله لتستوي الحياة ويستمر التناسل البشري وفق ضوابط شرعها الخالق بقدرته , لكن الغالبية تربت على أن المرأة موطن للاستمتاع وتفريغ الطاقة الجنسية بأي شكل كان , وهي الاله التي وجدت للجماع والطبخ وحتى وإن كانت تعمل فعملها وما ينتج عنه من حافز مادي سيكون بيد زوجها أو ولي أمرها فهي ناقصة عقل ودين ولا تحسن التصرف في شؤون حياتها هكذا هي الغالبية العظمى فقد تربت على ذلك وترى أنها على حق في كل ما تفعله وتراه...
لحماية المرأة كإنسان علينا إعادة قراءة الواقع وترتيب الأوراق وبث ثقافة جديدة تقوم على الاحترام والإنسانية والسلوك الحسن , ثقافة تحفظ حق المرأة كإنسان في العمل والمنزل والشارع , ثقافة تراعي الجوانب النفسية للمرأة فهي مدرسة للأجيال ومأوى الأفئدة وموطن الإحساس , ونظام الحماية من العنف والإيذاء الذي تم إقراره مؤخراً لن يحمي المرأة لان حمياتها بحاجة للمزيد من الإجراءات التنظيمية وبحاجة لخارطة توعية شاملة تضع في اعتبارها واقع نصف المجتمع واحتياجاته ..
ليس مجتمعنا الوحيد بل كل المجتمعات تدور حول الجسد بأساليب وتصرفات متعددة , وفي ذلك بلاء بالأمم عظيم ....
التعليقات (1)
1 - شَغْلة أبوك .. لا يِغْلبوك
سارة - 2013-10-03 19:03:38
قال لي أبي : فيما يُحكى من الحكايات أنّ شابّاً دأَبَ على سؤال أمّه عن مهنة أبيه الذي توفّي قبل أن يراه،وكانت الأمّ دوماً تُجيبُه بأنّها لا تعرف ماذا كان يعمل أبوه،ومع استمرار السؤال نفسه والإجابة نفسها استقرّ في ذهن الشاب بعد أن أعيتْه الحيلة بأنّ في الأمر سرّ. هذا الشاب جرّبَ كثيراً من المهن والأعمال ولم يفلح في أيٍّ منها ليعودَ في كلّ مساءٍ للمنزل متذمّراً من حظّه العاثر مردّداً ذات السؤال على أمّه أملاً في أن يجدَ طريقاً ليعملَ مثلما كلن يعملَ أبوه، لكنّ جواب الأمّ كان سدّاً منيعاً دون هذه المحاولة المتبقّية له في عالم الأشغال والأعمال. في صباح يومٍ من الأيام واتَتْ الفِكرة الذهبية عقلَ هذا الشاب ليستحثَّ أمّه على إفشاء السرّ الذي أرّقه فوقَ أرقه من انسداد أبواب الرّزق في وجهه، قال الشاب لأمّه وهو يخرج من المنزل أودّ أن يكونَ غداؤنا اليوم “رز وعدَس” فما كان من والدته إلا أن هيأتْ ما طلبه ابنها الوحيد منها انتظاراً لقدومه ظهراً . ...باقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us وعلى مائدة الغداء وقد وُضَع “المعدوس” في إناء يليق بكرامته وقدْره عندَ أهل الحجاز وبُخار النّضج يفوح من ذلك الطّعام الفاخر، فجأة أخذَ الولد بيدِ أمّه ملتقطاً لها بسرعة مطبقاً عليها وأغرقَها بالكامل في الطّبخة التي ما زالت تلفظُ أنفاس الغلَيان،وقالَ لأمّه وهي تصيحُ من الألم لن أُخرجَ يدَك حتى تُخبريني ماذا كانَ أبي يعمل؟ ..