القضية الفلسطينية الجميع اصبح يعي ويدرك حقيقة هذا المصطلح الذي يشير الى صراع
تاريخي وسياسي عربي اسرائيلي ,ولا شك ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو جزء جوهري من الصراع العربي الاسرائيلي وهو سبب التوتر والازمات في المنطقة العربية برمتها ,وعلى الرغم من ان الصراغ الظاهري هو صراع على الارض وعلى التاريخ الا ان اليهود استمدوا خططهم واطماعم من العقيدة التوراتيه لكي تكون مسوغ شرعي يضفي عدالة دولية وقانونيه على اطماعهم الزائفة.
وعلى الرغم من ان الصهيونية تتحكم في وسائل الاعلام العالمية وفي سياسات الدول العظمى وفي المجتمع الدولي برمته ,وتملك من التاثير على السياسيات الخارجية الدوليه اكثر ما يملكه رجال السياسيه وصناع القرار السياسي للمجتمع الدولي ,الا ان الفلسطينين وممثلهم الشرعي والوحيد (منظمة التحرير الفلسطينية )استطاعت بحكمة قادتها وشجاعة ابنائها وصلابة شعبها وقوة ارادتها, ان تكسر الصمت العالمي وتدول القضية الفلسطينية ونجحت في كسب عطف وتايد المفكرين والمثقفين ورجال وعمالقة السياسيه في العالم ,كلها فاستقطبت تايد الجماهير العربية والدولة لخدمة القضية الفلسطينية حتى اصبحت هذه القضية محط انظار الراي العام الدولي والاقليمي ,وشغلت الكثير من المفكرين والادباء والكتاب ودهاة السياسه العرب والاجانب ,حتى اصبحت هذه القضية تتصدر الصحف الدولية والمحلية واصبحت تتصدر المحافل الدولية والمؤتمرات الامميه والملفات الرسميه الشائكة .
هذه هي القضية الفلسطينية التي صنعها (رجال ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )هؤولاء هم رجال القضية الذين ضحوا بارواحهم ,ليكتبوا تاريخ القضية الفلسطينة بدمائهم الطاهرة الزكية, فسطروا الامجاد والمعجزات وصنعوا التاريخ حتى اصبحوا اسطورة العصر الحديث ,..العصر المدرج بالدماء ,هذه هي القضية الفلسطينية التي استمدت شرعيتها من تاريخ نضالي عريق ,كتب اول في اول واخر صفحاته (ثورة حتى النصر )ومازالت الثورة مستمرة على الرغم من ان هذه القضية غيبت تماما عن واجهة الاحداث الدولية والاقليمية ,ولم تعد قضية مركزية لها عمقها القومي والاستراتيجي العربي والدولي ,يؤسفني ان اقول ذلك ولكن هذا هو الواقع المرير الذي تعيشه قضيتنا, وهذا ما دعاني لكتابة الموضوع لاني وبكل صراحة اشعر بالالم والمرارة لما الت اليه قضيتنا من تهميش دولي وعربي وحتى فلسطيني .
لم تعد قضيتنا تحظى بمكانه قومية لم تعد تتصدر احداث المشهد السياسي من المسؤول عن كل هذا ؟انا براي الشخصي المسؤول هو الانقسام ومن احدث الفجوة السياسيه والاقتصادية والاعلامية للقضية الفلسطينية ,هو من صنع الانقسام ,والمسؤول هو من انقلب على الشرعية الفلسطينية حتى اصبحت القضية الفلسطينية قضية داخلية ,تنحصر في حكومة غزة الانقلابية وحكومة الضفة الشرعية, ولم تعد القضية قضية مركزيه لها قدسيتها السياسيه الشعبية والدوليه ,بل اصبحت قضية تعاني من التهميش والجمود الفكري السياسي والاعلامي.
وبما ان القضية الفلسطينية تتاثر بالسلب والايجاب بمؤثرات المشهد السياسي والاقتصادي الاقليمي, وبما ان المنطقة العربية تمر في مرحلة تغيرات جذرية ,تتمثل في اسقاط انظمة لها تاريخ عريق في المتاجرة بالقضية الفلسطينية, اذن علينا ان نحاول ركوب موجة هذه التغيرات بما يخدم القضية الفلسطينية ويصب في مصلحتها ومصلحة الشعب الفلسطيني ,وهذا لن يحدث بوجود الانقسام علينا ان نوحد صفنا وكلمتنا ونعيد ترتيب اوراقنا ونحاول ركوب موجة الثورات العربية, لكي نعيد احياء القضية الفلسطيني التي تعاني من الجمود السياسي ونعمل على اعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية, هذا السيناريو السياسي الذي يجب ان يحدث وعلى الرغم من محاولات حكومة رام الله الشرعية وعلى راسها الرئيس ابو مازن لارغام حكومة حماس الانقلابية ,على توقيع اتفاقية المصالحة وعلى الرغم من الجهود العربية والدولية لانجاز ذلك الا ان هذه الحكومة الانتهازية مازالت تضرب بعرض الحائط ,كل الثوابت والقيم الفلسطينية ومع اني كنت متفائلا نوعا ما باتفاق الدوحة الا ان قيادة حماس الداخل اجهضوا هذا الاتفاق
فخرج علينا الزهار (الشيطان الاكبر )ليقول لنا وبكل بساطة مستخفا في عقول الاخرين وضاربا بعرض الحائط كل الجهود التي قام بها الرئيس ابو مازن, لتطبيق اتفاق الدوحة وتجسيده على ارض الواقع فربط الموافقة على على اتفاق الدوحة وانجاحه باجراء العملية الانتخابية في القدس !!كيف يربط هذا السفيه الوحدة الوطنية ومعاناة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج جراء الانقسام بموافقة اسرائيل على تقديم تسهيلات امنيه لاجراع عملية الاقتراع في القدس ؟الا يخجل هذا الرجل وكل من شايعه من انفسهم ؟الا يخجلون من دماء الشهداء ومن معاناة الاسرى ؟الا يخجل هؤولاء على لحاهم ؟الا يخجلون من معاناة اهلنا في غزة الذين يموتون حرقا بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي ؟الا يخجلون من شماتة اسرائيل وهي المستفيد الاكبر من الانقسام وتعتبره اكبر انجاز خدم اسرائيل بعد اعلان دولة اسرائيل عام 1948 ؟؟اين حسهم الوطني ووزاعهم الديني ؟الا متى سيستمرون بسياستهم الانتهازيه ويفكرون بمصالحهم الشخصية ويتاجرون بالدين وبدماء الشهداء ؟سئمنا دجلهم ونفاقهم السياسي الى متى هذا الحال ؟انا اطالب الرئاسه الفلسطينية بضرورة اتخاذ استراتيجيات جديدة لتعامل مع حكومة حماس الانقلابية, هذا هو الحل اما القضية الفلسطينية فلها الله ,ان على يقين بان العناية الالهية ستحفظ هذه القضية من كيد الحاقدين ,ومن ابواق صناع الفتن وعلى الرغم من الظروف السلبية التي تمر بها القضية الفلسطينية فهذا لا يعني ضياع القضية فكما قلت سابقا ان الياس والاحباط هو تسفيه لتضحيات الشهداء وخيانه لدمائهم وتفريط بحقوقنا ,لهذا السبب ساكون متفائلا دوما ..
التعليقات (0)