القضية الفلسطينية الموقف الطبيعي منها
لم تعد تلك القضية قضية كل المسلمين والشرفاء من العقائد الأخرى فقد ماتت بعد أن أصابها الوهن وتخلى عنها اقرب الناس لها من العرب والمسلمين الذين يرددون مقولة البقاء للأقوى ويقصدون بذلك الكيان الإسرائيلي الغاصب ،اسرائيل دولة احتلال لكن هناك من يراها غير ذلك وهذا قمة الانهزام النفسي تلك الدولة لم تكن لتتقدم وتحتل مساحاتِ واسعة من ارض فلسطين لولا وجود جيوب خائنة تقف بصفها سراً وتنشر الاراجيف وتثبط العزائم ، أكثر شيء ضر القضية الفلسطينية العادلة هو صراع الاخوه الفلسطينيين على السلطة صراع فتح وحماس الأيديولوجي السياسي فتلك الحركتين نشأتا في كنف الاحتلال ولم تقدم للقضية سوى المزيد من التنازلات والصراعات الجانبية المؤثرة على المشهد العام للقضية ، لوكانت تلك الحركتين تؤمنان بالأرض لتخلتا عن الطموحات السياسية وتغلبت على تراكمات الماضي لكنهما تتحركان وفق مصالح شخصية لا وطنية وهذه هي الحقيقة ، منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للفلسطينيين المعترف بها دولياً بحاجة لأن تغير من سياستها وتتخذ موقف وطني يجمع الفرقاء الفلسطينيين وينهي حالة الانقسام والتشرذم ،تلك المنظمة لم تقدم للوطن الكبير أي شيء سوى التحكم بمشهد المفاوضات والامساك بمفاصل السياسة الداخلية واقصاء كل تيار وحركة لا تؤمن بمبادئها التي تقول عنها وطنية.
الموقف الطبيعي من القضية الفلسطينية يكمن في رفض الاحتلال الاسرائيلي وسياستها تجاه الأرض والإنسان ووالوقوف بصف القوى الوطنية الرافضة لذلك الاحتلال وتقديم الدعم لتلك القضية العادلة التي يتفق على عدالتها الشرفاء في كل زمانِ ومكان ، لم تكن اسرائيل تجرؤ على ابتلاع الأراضي المقدسة وتغيير هويتها بشكلِ ممنهج ومنظم لولا التشرذم العربي العربي و الانقسام الفلسطيني الفلسطيني جراءه تعود لخلو الساحة من مواقف حازمة تجاه تلك القضية ، هناك مواقف عادلة لكن ذلك لم يعد كافياً فالقضية بحاجة لحزمِ وحسم ولعل تأكيد السعودية على عدالة القضية في كل مناسبةِ اقليمية ودولية يمكن أن يكون عامل مساعد لبعض الدول لتتحرك سياسياً وتبادر بنقل القضية لمرحلةِ متقدمة بعد سنواتِ مع توقفها عند مفاوضات الأرض مقابل السلام ، أجيال تربت على عدالة تلك القضية أما الأجيال القادمة سوف تتربى على عدم عدالتها فالمشهد العام ليس مع القضية فقد انشغل بالحمقى من المشاهير وبالصراعات التي لا فائدة منها .
تتهم السعودية مراراً وتكراراً بأنها تقف حجر عثرة ضد القضية الفلسطينية الأصوات النشاز لا تدرك ان الدور السعودي تجاه القضية الفلسطينية مشرف فهي تدعم مالياً وسياسياً وتطرح مبادرات سياسية لإنهاء الخلافات الداخلية وانهاء الصراع العربي الاسرائلي ولا ينسى المتابع للمشهد مبادرة السلام العربية ومؤتمر مكة الذي جمع الفلسطينيين ولم يتمسكوا ببنوده بعدما غادروا السعودية بساعاتِ قليلة ،يجب الا تنسينا الصراعات العربية الداخلية القضية الرئيسية للعرب فهي قضية أبعادها تاريخية حضارية لا ينكرها عربي أصيل وبقاؤها بدون حل عادل وصمة عار في جبين العرب والمسلمين اللذين يقولون مالا يفعلون. .
التعليقات (0)