القصيدة والغزال
شعر : حسن توفيق
ليلٌ .. وطفلٌ ساهرُ
جاءا معاً يتجاذبان الروح من إغفاءة نعمتْ بها بعد العناء
وتدافعا في عالمي .. والصمت فيه مسامرُ
يستــــعجـــلان الــــــروح حتـــــى تنجــــب اللغـــــة الخـــفيـــــة
كائنــــــــات تقهر الصمت المسامر بالغناء
تتكشــف اللغــة الخفيـة عــن غــزال
يصعــد التــل الذي يكســوه بدرٌ ناعس بندى الضياء
هذا الغزال النافر
أنفاسه نغماتُ ناي رفرفتْ بطيوفها البيضاء في صفو الفضاء
وتشكلت صوراً منورة على طول المدى يهفو إليها الشاعرُ
وأنا هنا في عالمي ودمي حنينٌ صابرُ
والقلب مختلج كصدر البحر إن عصف الشتاء
أدنو فتنأى حلوة بدلالها ليشدني شوق خفيُّ آسر ُ
والوجه يبقى ماثلا ببهائه في ليل أحلامي على أمل اللقاء
في وحشة الصحراء أنياب مسننة تتوق إلى بحار من دماء
والشوك في كل الزوايا
والأفْق إعصار من البارود يقتنص المباهج والوساوس والضحايا
والتل يفضحه الضياء
فاهرب بحسنك يا غزال
اهرب بحسنك يا غزال
يا ساحر العينين حاذرْ وانتبه .. قلبي معك
المسك في دمك الرهيف وأنت في روحي كإشراق المنى .. ما أروعــك
ها أنت فوق التل تصعد ثم ترنو في دلال
والحسن يبحث عن قناع موحش كي يحتمي من نظرة الوحش السفيه
وأنا هنا في عالمي لا حولَ لي كي أفتديه
فالصائدون تسابقوا بدهائهم وتأهبوا كي يأسروا هذا الجمال
انظر .. فإن يمامتين شجيتين تغنتا .. فتأهبت كلَّ الشراك
اهرب بحسِنكَ قبل أن تلتف حولك إذ تراك
الليل راح .. وما استراح القلب .. حيث الشوك في كل الزوايا مشرعُ
والطفل راح .. وفي العيون سحابة تتجمعُ
والنور .. نور الصبح .. لاح
لكنّ قلبي .. ما استراح
التعليقات (0)