القصيدة مملكة الرمز . للكاتب/ إبراهيم أبو عواد . صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 3/7/2013
إن ظاهرة المد الرمزي في القصيدة هي الأساس العقلاني لتيار الوعي . وكلما أخضعنا هذه الظاهرة للنظام الشِّعري الثوري اكتشفنا ملامح جديدة في تراكيب الأبجدية الخاصة بالأنساق الاجتماعية. وهذا الفكر ( الثقافي / الاجتماعي ) إنما ينال شرعيةَ امتداده الزمني من حتمية انقلاب الجذور القصائدية على ذاتها . فهذا الانقلاب هو الوقود الذي يُغذِّي قطارَ السلوك الإنساني ، ويدفع به في اتجاه الانبعاث المتجدد : انبعاث الإنسان من أزماته المتكررة ، وانبعاث القصيدة من حركة التاريخ ، حيث تخرج القصيدةُ من موت المصطلحات المستهلَكة إلى ولادة المصطلحات الثورية الجديدة .
والمنظومةُ الفكرية المبنية على قاعدة الثقافة _ حَسْبَ منظور وحدة السلوك الإنساني ولغوياتِ الشعور الكلماتي _ هي اجتماعيات أبجدية رمزية تُنهي العزلةَ المفروضة على الشِّعر ، وتجعله ذا علاقة وطيدة بحياة الناس . وهذا لا يعني تخفيف تركيز الرؤية الشِّعرية ، بل يعني تلمُّس مشاكل الناس وأحلامهم المقموعة ومستقبلهم المصادَر، وإيجاد حلول لها تنتشلهم من وحل الشقاء ، وهذه النقطة الجوهرية ينبغي ألا تغيبَ عن القصيدة الجديدة التي ينبغي السعي لتكوينها وتعميمها .
ومن الأهمية بمكان تمهيد الطريق أمام الوعي الثقافي لكي تتمكن القصيدةُ من إنجاز مشروعها الرامي إلى توليد مجتمع داخل النَّص الكلماتي الرمزي . وبالطبع فإن المجتمع القصائدي هو مجتمع مُقَطَّر شديد النقاء ، وهذا النقاء هو حجر الزاوية في عملية تلاقح الحيوات الإنسانية ، وتعميق الدلالات النصية في وحدة الأبجدية المركزية ، مما يؤدي _ بالضرورة _ إلى استشراف المستقبل بعيون مفتوحة على الأمل المضاد للوهم .. الأملُ المنطقي الذي يعيد بلورةَ الأنساق الكلماتية ، بما يضمن التوفيق بين آفاق المعنى ودلالات الألفاظ . وهذا التوفيق المصيري يُعتبَر أساسياً لفهم طبيعة التحولات الاجتماعية القصائدية .
https://www.facebook.com/abuawwad1982
التعليقات (0)