القصبي وإبن فروه
أن يتأثر القضاء بما يٌطرح في وسائل الإعلام فتلك كارثة وتعظم إذا تأثر بفتوى أو برأي فقهي مٌعين , الرأي الفقهي سواءً كان فتوى أو اجتهاد في مسألة مٌعينة ليس من الدين بالضرورة لأنه خطاب ثقافي له دوافعه وأسبابه , القضاء لم يٌنصف القصبي من تٌهم التكفير والتفسيق لأنه أعتمد على فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء فيما يخص التشبه بالنساء والإستهزاء بالدين , فهل القصبي تشبه بالنساء وهل استهزاء بالدين ؟
العقلية المتشددة ستقول نعم , أما العقلية المتحررة من ظلامية التشدد والتطرف فستقول وبرضى تام لا لم يتشبه بالنساء ولم يستهزيء بالدين , القصبي شخصية كوميدية فنية لها باعٌ طويل في الفن , شخصية قدمت الكثير لمجتمعها شخصية حملت مشعل النور لتحرق الظلام ,فكانت بمرمى المتشددين والمتطرفين الذين يخشون إنكشاف أمرهم أمام المجتمع , القصبي أدى أدوار فنية والفنان يؤدي أي دور طالما يرى أنه قادر على ذلك , أدوار القصبي التي يظنها المتشدد وصاحب الفتوى أنها تشبه بالنساء هي أدوار فنية تنتهي بمجرد إنتهاء الحلقة الفنية , التشبه بالنساء الذي قصده الشارع هو ذلك الذي يكون ملازماً للشخص أي الذي يعيش فيه الشخص بشخصية غير شخصيته الحقيقية , القصبي لم يستهزيء بالدين إنما وضع المتشددين والمتطرفين تحت مجهر النقد وكشف بعضاً من حقائقهم للمجتمع الذي تخدعه المظاهر , إذا كان المتشددين والمتطرفين يٌحسبون على الإسلام الصحيح وإذا كانت المؤسسات تٌدافع عنهم وتتهم من ينتقدهم أو يقف بوجههم بتٌهم لا رأس لها ولا رجل فهذه كارثة يجب الا تمر مرور الكرام !
القضاء العادل هو ذلك الذي لا يٌقيم للأيديولوجيا أي وزن ,وهو ذلك الذي ينتصر للضحية ولا يضعها بقفص الإتهام لمجرد وجود خلافات ايديولوجية دينية كانت أو سياسية أو مذهبية أو فكرية , القضاء مال ميلاً عظيماً ووقف بجانب إبن فروه وانتصر لفكرته ولطرحه , الحكم الصادر طالب بمعاقبة إبن فروه من قبل مرجعة أي إيقاع العقوبة الإدارية عليه من قبل وزارة الشؤون الإسلامية وهذه مطالبة عقيمة فوزارة الشؤون الإسلامية ينطبق عليها المثل الشعبي القائل " فاقد الشيء لا يٌعطيه " .
الحٌكم الصادر بقضية إبن فروه والقصبي بٌني على فتاوى وعلى توظيف عبارة أقيلوا ذوي يالهيئات عثراتهم توظيفاً في غير محله , ذلك الحكم لم ينتصر للعدالة لأنه قال للجلاد اصبت في جانب واخطأت في جانب لا أهمية له وقال للضحية موتي بغيضك يا كافرة وهذه تٌسمى شرعنة التكفير والتشدد والتطرف ؟
التعليقات (0)