( إلى الذين إذا حَضَروا لم يُذْكَروا ، وإذا غَابُوا لم يُفْقَدوا )
نرفع الأذان فوق برج بيزا
وتُعدِّل انحناءه دماؤنا
كلفتُ بندقيتي أن تكتب وصيتي
اغتيل الصنم نخرته رصاصات الطوفان
لا تحضروا النهر كي يصليَ عليه
وأخواتُ الشمس يرتدين الحجاب
محكمةُ الجرذان تحكم على النهر بالإعدام رمياً بالذباب
لا تبكوا على الفيضان الأحمر حتى تأخذوا بثأره
يا زوجتي الرصاصة !
عندما يلقون رأسي في حِجركِ
قبِّليه وادفنيه في وسادة قلبكِ المثقوب
وفتحت الأدغالُ في بنك الجماجم
حساباً سرياً
ضفادعُ وطنية تُنظِّم موسم الحج
إلى البيت الأبيض
أيها الموتى الراكضون
في مدارات طين محروق بالوهم
تبرَّكوا ببول ممثلات هوليود
ونحن سنتبرك بماء زمزم
ثورةُ اللصوص على اللصوص
أيها الجدار افهمني
قبل أن يُصاب الكاردينال
بالاكتئاب الهوسي
نملةٌ علق في بلعومها برميلُ نفط
وغابةٌ من الجثث المحترقة
تتناول الغداءَ مع مغتصِبها
أبراجُ الكستناء العمياء قاتلٌ مأجور
بعوضٌ نحاسي ينزف زجاجاً
لناطحات الوحل
جثماني محجوزٌ في مركز حدودي
يُدخل المهرِّبين ويمنع المجاهِدين
ينام الصقيعُ في السجون على حصير دمي
والقططُ السيامية تنام
على قمصان النوم للأرستقراطيات
عِدْني أيها الرعد أن تمشيَ في جنازتي
لأن النمور تجلس على عظام الشفق
تنتظر قطارَ الجماجم ودهشةَ الدببة القطبية
وفي زحمة براويز الآلهة الكاذبين
نسيتُ تواريخ مقتلي
وتذكرتُ صياح القش في جبين الإعصار
بحيرةٌ عذراء تجلس على مقعد في حافلة
لا تصل أبداً
إنما وجهي فيضان
يا وطن الملامح المحروقة بالأحكام العرفية
والمراهقاتِ العاريات
اصلبني على النسيان المستورَد
وخُذْ جِلدي ملابس داخلية للسائحات على شطآننا
في رئة كل زهرة قتيلة كلبٌ بوليسي
لكن الطوفان يُغيِّر طقمَ أسنانه
عساكرُ وأسماك قِرش ينبشون قبري
جِرذٌ شارد يلبس في رِجليه الطواغيت
كالجوارب المقطعة
أنا المؤذِّن الذي صلبني المغول على المئذنة
مَوْتي سيقضي على أعدائي
لن يقضيَ عليَّ
تسير الأشجارُ إلى مقصلة المعنى بسرعة الضوء
والحضارةُ الغربية أجمل ذئب جنسي مزركش شاهده الطوفان
وحيث يحوِّلون المرأة إلى حذاء
على مقاس قدم الحطب
يُسمُّون ذلك حقوق المرأة
ومحاكمُ التفتيش سيناريو ركيك لفيلم بوليسي
يشاهده أمراء الحرب قبل الاستحمام بالسيانيد
ما زلتُ أحفر لفظ الجلالة
على عظام قفصي الصدري
إذا أردتم أن تغتالوني فأعطوني فرصةً
كي أقرأ سورةَ الكهف
وأصليَ الجمعة في درب التبانة
وإذا قتلتموني فلا تسرقوا بيتي
كما سرقتم بيتَ عثمان
وألم خواطرَ الخريف
على الحبل السُّري للفراشات المقاتِلة
وبناتُ أعمامي يزرن
قبري المتجول في الصحاري
برفقة أزواجهن الطيبين
امرأةٌ إسبانية تنشر الأكسجين على حبل الغسيل
وهي في قميص النوم
تعكر مزاجُها عندما رأت خيولنا
في ملامح شمس قرطبة
أطلع من أجنحة الفراشات قمحاً للفقراء
وأعاصيرَ تلتهم أهرامات الرؤوس القذرة
واثقاً من بدايات اللهيب
ذاهباً إلى نهايات الخوخ
وتختبئ الزلازل في لحيتي
لا تتاجرْ أيها البركان
بأشلاء أدغال الترحال
مثلما يفعل المهرجون المتقاعدون
في أوردة الديناميت
وبينما كنتُ على منصة الإعدام
كانت أمي تبحث لي عن عروس
وتصلح النساءُ مكياجهن في الجنازات
أطمح أن أدرِّس الفقهَ الشافعي للجن
وما زالت الحرب الصليبية المقدَّسة
ضد أغشية بكارة الفراشات في روما
تستعر صخراً زيتياً
لكن الضائعات معلَّقات
على حبل الغسيل الخشن
ويعرِّج المراهقون على جثتي في المساء
قبل الذهاب إلى الديسكو
وعلى الأسلاك الشائكة في أوصالي
مظاهراتُ احتجاج بزعامة فئران التجارب
لا تبكي علي يا ابنةَ عمي
حين يقيم الفطرُ السام
في بقاياي المتحللة مملكته المتجمدة
دموعكِ البرمائية أشد لمعاناً من مقصلتي
لو أني سدٌّ في جسدكِ يمنع سريان السم
وما زال هتاف الديدان :
(( فليعش القيصر الأبله ))
يحمل السعالُ نعشَ أمه في حقيبته المدرسية
عندما ينتشر المخبِرون في سراويل الشطآن
وحناجرِ الزبرجد السجين
والعسكرُ البلاستيكي في جلود الرمل الأحمر
يحددون ألوانَ ملابسنا الداخلية
ومواعيدَ معاشرة الرجل لزوجته
وأشكالَ أحذيتنا الرياضية المستعمَلة
وأوقاتَ بيع الوطن في أنهار السياط الحجرية
أحبكِ يا صعقتي قبل اعتقالي وبعدَه
فلا تمضغي كتفَ السنبلة لا تقتلي مجدَه
أحبكِ أكثر من حب السجان لبنطال الذبابة
هجرةُ الحضارات العنصرية
من النبيذ إلى الويسكي
استهلاكُ ظل السنونو في جبين الشعير
لكن وأد العشب في سراييفو
يمحو قطعانَ الإفرنج المعدَّلين وراثياً
مثلما يمحو الكاردينالُ آثارَ خطوات مرآته
على جسم الصليل
لأول مرة تمشي البحيرةُ بدون واقي رصاص
احتفالٌ بسيط في شرفة الألم القرميدي
لأن السيل نال شهادة الماجستير
يمشي العشبُ وفوقَه الطعنات وتحته الطعنات
وحباتُ العَرَق تحاصرها سياط الرغبة
والخنزيرُ البري يحتفظ في دفتر ملاحظاته
بالاسم السري للجنون الإستراتيجي
لغتي تلدني وتئدني
لكنني لغتي الحارقة
تفجيرُ موكب دودة القز
أثناء خروجه من البار
قراصنةُ البِحار
والموزُ النابت في سقوف الكهوف
عندما كان الثلج جنيناً في بطن أمه
فكَّر أن يتكئ على بندقية الجراد الورقية
أنا بريق المهاجِر في وجع الكهوف
وغضبِ الأدغال
والرصاصُ يسند رأسَه إلى كتفي المخلوعة
قاوِمْ أيها الغضب الزعفراني نواقيسَ الغازي
سيدفن الكرزُ المقاتِل قاراتِ الإبادة
في جورب الهوس
ثوارٌ يُشعلون ظلالَهم بطوفان المساء
لا توقف لمعان البارود في سفن الرمد
دخل واشنطنَ صليلُ جلودنا فاتحاً
الريحُ تصقل عَرَقَ خيولنا
والسيوفُ فَرَاشٌ
مزَّقْنا هُبل في أجندة العجل المقدَّس
محيطٌ ملتهب سنطفئه باليانسون الثائر
عيونُنا رؤوس الرماح
اقذفني على أسوار بني النضير
سنخرج من أحزاننا
من قناديل الأرامل المطفأة
من دروعنا التي تنسجها المجرات
من انكسارات الراهبات المسحوقات في التراتيل
من قيعان أكباد البخور
من سجاجيد الصلاة
من دعاء الشيوخ في السَّحَر
إعصاراً يجتاح الظلَّ نورساً عاصفاً
يلبس الطعناتِ ويقتل قاتلَه
لا طائراتكم البلاستيكية ستوقف وجوهَنا الراكضة
في صنوبر الضوء
ولا قتلاكم على أرصفة حبال الغسيل
سيحمون قرميدَ وجوهكم من أسناننا
السِّواكُ ميناء الصواعق وحقائبُ النسور
كلُّ حقول الألغام في بلعومي
صلبتُ صليبَ ابن الزبير
فكيف تصلبونني ؟
هذا النزيف متعدد الجنسيات
ومن ثقوب قاع هزيمتي الفسفوري
يتدفق لمعانُ بركان انتصاري
واشتعالُ فتوحاتي
وينتفان ريشَ الصقيع
وعندما يدس لي الضباب السم
ستجد النساءُ التافهات حكايةً مثيرة
لملء أوقات فراغهن أو انتحارهن
وماءُ زمزم يمحو من سبورة عمودي الفقري
أشكالَ الكلاب البوليسية
وقزحيةَ الصدى الأسمر
لا داعي يا جارتي أن تحضري لي طعاماً في السجن
محكمةُ الغروب التي أقامها العاجُ السِّري
نقضتْ قرارَ إعدام الصفيح
وعندما تنهمر في فصول تمردي أشجارُ الديناميت
يسيل المكياجُ على وجوه القتيلات
في رموش الكلور على جثمان المسبح المختلط
كلما حاصرتني الأنوثةُ المشتعلة
في مساءات القرنفل
مزقتُ حصاري بصلاة الفجر
سأستر البحيرة العارية بأكفاني الشمسية
وأموت عارياً كالعنف في جدائل الصاعقة
يا خزانةَ ملابسي المراقَبة
اعتني بعواطف النافذة أثناء اعتقالي
هنأتُ مديرةَ المخابرات في دولة الهلوسة
بمناسبة تعيينها
رؤوسٌ متدحرجة تحت عمود كهرباء
في أنف جَمَل
هذيانُ الغبار الحكومي ديناصور لم ينقرض
قد يقيم الوحلُ في إبطه الأيمن مفاعلاً نووياً
كي تصير معدته قنبلةً ترابية
يهديها إلى سروة الوهم في ذكرى زواجهما
على أزرار قميص النار الخضراء
لصوصٌ يقيمون حد السرقة على اللصوص
ومومسٌ تلقي تعاليم الشرف على المومسات
والمجرةُ تنشر الغسيل على حبال دموعي
نعيش كالباعة المتجولين في أوردة قوس قزح
نبيع جماجمنا الضوئية للثوار في أدغال الضوء
ونغيِّر جِلدَ هذه الأرض التي تنسفنا
لكن راياتي لا تسقط
وسيفي طلَّق غمدَه
أمنح للصاعقة أمعائي
وتوهجاتِ التراب
وبينما كان القراصنة يتزوجون الصخب المرجاني
كانت المراهقاتُ يتناولن البوظة أثناء تشييعي
والرعودُ تصدر مرسوماً ثورياً
لكي تدخل غاباتُ قلبي إلى قصيدتي
إن الزلازل تبيع القنابل النووية على الأرصفة
يا أدغال الشمس
يا زميلتي في الكفاح المسلح
زوريني في وقت آخر
فجثتي مليئةٌ بالضيوف
لكنني المنتصر
ادفعْ الجزية وأنت صاغر
هي أمعائي طريق الآبار نحو أقمار الدماء
صار هوسُ الرمل طبيعياً
لأنه يشرب دماً طبيعياً كامل الدسم
بعتُ كل شراييني الجديدة والمستعملة
واشتريتُ سيفاً أحز به أحطاباً
(( طلعها كأنه رؤوس الشياطين ))
خجلُ تلميذاتي الكاثوليكيات
حين يقرأن سِفرَ حزقيال
في ضباب أعمدة الرصاص
زيتونةُ الأرجوان هي امرأة تركية محجبة في فرانكفورت
وفي الماء الأحمر اشتعالي الأبيض
أرسم على وجه اليورانيوم خطواتِ الصدى
نمورٌ آثار مشي اليمام
على سطوح أفكار سرطان الجِلد
سَيِّدي أبا بكر الصديق
أنا الجسدُ الصاعق
على ظهور الارتعاش السيفي
وجوهُنا ترفرف على أبراج الفاتيكان
وصوتُ قارئ القرآن
في خلايا حيطان جامعة أكسفورد
وأميراتُ أوروبا يرتدين الحجاب
ويتدارسن الفقه الشافعي
سَيِّدي مَلَكَ الموت
انزع روحي برفق
لأنني مَلِكُ الغربة
وغربةُ الملوك الراكعين للمَلِك
قد أتزوج أرملة النهر لأربيَ بناته الصغيرات
أسحب طحالي ببطاقة الصراف الآلي
وأرميه قذيفةً على وزارة الحرب
وجمهوريةِ الرقيق الأبيض
سلامٌ للياسمين المنفي في حفر المجاري
ميلادُ وسادتي لغزُ السوسن قرب أناشيد الماء
وموتُها لغزُ البطاطا عند عودة بنات مدريد
إلى دفاتر الانتحار الطازج
سأذبح اكتئابي بسكاكين مطبخ بيتنا في سراييفو
أغنيةُ الضباب تجلس على أرجوحة الذاكرة
خروجُ النساء التافهات من المسابح المختلطة
إلى مظاهرات تحرير المرأة من أنوثتها
دَمِّري حياتي ثم عيشي حياتكِ مع زوجك
أثناء التزلج في جبال الألب
اقتلوني ثم اقرؤوا الفاتحة
على روح ضابط المخابرات
سَيِّدي مَلَكَ الموت
شرفٌ كبير لي أن تزور شخصاً تافهاً مثلي .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)