لم يكتفي القرضاوي الشيخ الثمانيني والعالم الجليل ، ورئيس هيئة علماء المسلمين ( يجد معارضة شديدة على هذا المنصب ) وشيخ قناة الجزيرة والناطق الديني باسمها ، والتي تمثل الأخيرة منبرا خاصا له ليعبر عن أفكاره ويصدر فتاويه الغريبة والعجيبة ، وكما لعبت الجزيرة دورا ملحوظا ومميزا وممنهجا في اثارة الثورات العربية ، والاطاحة بالأنظمة العربية ، وحصد رؤوس الزعماء العرب الواحد تلو الآخر ، كان القرضاوي اليد الدينية التي تبيح للجزيرة ما تبيح وتفتي ما تفتي ، من تونس إلى مصر فليبيا واليمن وسوريا ، والفتاوى العجيبة التي تماشت مع التحريض المنظم والممنهج على القتل وإثارة القلاقل والفتنة ، كانت فتوى القرضاوي بقتل زين العابدين بن علي ، ومن بعده حسني مبارك ، ومن ثم القذافي ، إلى علي عبدا لله صالح وليس أخيرا بشار الأسد .
بل كانت الفتوى التي قصمت كل الفتاوى .. لست اذكر هل هي من القرضاوي أم من غيره .. ربما من مفتي الناتو في مجلس الثوار في ليبيا .. ومفادها أي الفتوى عدم جواز الصلاة على معمر القذافي .. وكأن القذافي هندونسيا او بوذيا او بلا دين ..
فعلى أي مصدر اعتمد من اصدر الفتوى بعدم جواز الصلاة على الميت المسلم ( والمسلم حسب الشريعة الاسلامية كل من نطق بالشهادتين ) ولنتذكر قول الرسول محمد عليه السلام لأسامة بن زيد حينما أراد قتل ( (مرداس بن نهيك من بني مرة ) فقال رسول الله : هلا شققت عن قلبه حتي تعلم أقالها خوفا أم لا وظل النبي يردد أمامه وهو حزين أقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله .
حتي قال اسامة: وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ .
ولنتذكر آيات الفئة الباغية في القران الكريم ، كيفية التعامل معها . وعدم جواز رفع السلاح في وجه المسلم امام المسلم .. والقاتل والمقتول بالنار ... قالوا هذا القاتل ، فما بال المقتول ، قال عليه السلام : لقد كان حريصا على قتل الآخر .
وفي العرف القانوني الجرمي ، فان المحرض على القتل مشترك بالقتل ، يعاقب كما يعاقب القاتل ، فهل مارس القرضاوي مهمة التحريض في الثورات العربي بالتعاون مع قناة الجزيرة التي أتاحت له منبرا مميزا مفتوحا واسع الانتشار قوي الصوت .. وإذا ثبت ذلك فهل ستأخذ المحكمة الدولية في حال تدخلت بقضايا القتل العمد للقذافي تلك المعطيات مأخذ الجد .
وليس آخر ما توصل إليه القرضاوي من تدخله في أمر الحكومة السعودية ، حينما وجه رسالة تشجع العاهل السعودي والإدارة السعودية على السماح للنساء بقيادة السيارات ، حيث أن قيادة السيارات في السعودية للنساء ممنوعة ، وعلى الرغم من أن كلام القرضاوي صحيح 100% فيما يخص حرية المرأة بقيادة السيارة حيث أوضح ان قيادة السيارات لا تدخل في باب المحرم شرعا ، وانه أباح ذلك ضمن ضوابط شرعية وقانونية ، إلا انه تدخل في أمر خاص بحكومة العربية السعودية ، حيث نصب من نفسه مسوؤلا عن العرب وحرية العرب وثوراتهم ، وما بقي عليه إلا أن يعلن نفسه ملكا على العرب .
التعليقات (0)