مواضيع اليوم

القراءة و قود الخيال

Saleem Moschtafa

2010-08-31 09:58:01

0

 

مرة أخرى يثبت لي بحسب رأيي أن الصورة التي تنتجها المسلسلات و الأفلام المستوحاة من القصص و الروايات هي صورة جافة و دكتاتورية باعتبار انها عائق أمام خيال المتابع و قامعة له و هو قمع و عوائق لم يعهدها عندما كان النص مكتوبا.

فمع الرواية الخيال لم يكن له حدود، اللهم الا ما حدد الكاتب سلفا معالمه، و حتى هذه لم يضعها في صورتها النهائية و ترك فيها أيضا مجالا للتخيل، لكن عندما تتحول الكلمة الى صورة و العبارة الى مشهد فاعلم أنك عندها بصدد متابعة رؤية المخرج.. بأشكالها و الوانها وتفاصيل شخوصها.

و لناخذ مثالا المسلسل الذي يعرض حاليا و يحمل عنوان رواية (ذاكرة الجسد) للكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي" و الذي يحمل توقيع المخرج السوري "نجدت أنزور".

و اذ لا ننكر ما لهذا المخرج من باع طويل وجدي في عالم الأعمال الدرامية و خاصة منها ما يسمى بـ(الفانتازيا)، الا أنه في تجربة نقل الرواية الى عمل تلفزيوني لا يقف المخرج في تحدي مع ذاته أو مع نظرائه لكي ينتج عملا يتابع بكل جدية، و لكنه يقف في مواجهة و تحدي مع خيال المشاهد حاليا و القارئ سابقا و الذي سبق و أن (أخرج ) الرواية عندما كان يمسك ورقها بين يديه و يقرأ.

و كترجمة لما اردت قوله فإني لم أرى "سي خالد" مكتوبا كما رآه نجدت انزور مجسدا، على الأقل اختلف "بطلي" شكلا عن ما انتقاه لنا المخرج، حتى الجسور التي كان يرسمها "سي خالد" لم تشبه الجسور التي رسمتها في خيالي.

هذا لا يعني بالتاكيد أن العمل غير ناجح و لكن ما أردت قوله ان متعت القراءة لا تضاهيها متعة حتى و ان كانت المتعة الي تبدعها لنا تقنيات الإخراج و التصوير في القرن الحادي و العشرين.

و كون أن العمل ليس فاشلا لا يعني أنه قد حاز رضاي لأن الحكم فيه هنا أصبحت للذائقة الفنية و الذائقة كما يعلم الجميع تختلف من شخص الى آخر و من ذات الى أخرى و من خيال الى آخر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !