القراءة وبناء الشخصية
عندما يريد المرء بناء شخصيته الثقافية فإنه يرتكز أولا وبشكل كبير على القراءة التي يقيس بنيته الثقافية من خلالها..
وبعد هذا يبقى عليه كيف يساعد في تكوين البنية الثقافية للآخرين ولاسيما أبناء مجتمعه الذين هم الأولى والأحق بأن يحظوا بخدماته الثقافية..
فلو قرأ فقط فإنه ستكون هذه القراءة ربما لشخصه فقط أو لأبناء وسطه كحد أقصى لأنه سيستطيع النهوض بمستواهم الفكري والثقافي مشافهة فقط.
فإذاً كيف يستطيع نقل تجربته على نطاق أوسع والتأثير بها بشكل أكبر من هذا الشكل (( الشفهي)).
طبعا الطرق المعروفة ،طريق الإعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب والمقروء الذي أصبحت وسائله اليوم عديدة ومتنوعة.
فالكتابة إحدى هذه الطرق التي تأخذ بعقل صاحبها بالتجوال في عقول الآخرين وإفادتها قبل كل شيء.
وهي المادة التي من خلالها تستطيع أن تخدم القارئ كل قارئ ، أما القراءة في الغالب فيها القارئ يخدم نفسه بالتثقيف والإطلاع وإن كان ربما في نهاية المطاف ما يقرأه يكون نتاجه تعليم الناس وتعريفهم بما قرأ.
والكتابة ممتعة لأنها تشعرك وتذكرك بما قرأت وتوثيق المعلومات في ذاكرتك وهذا ما يتضح جليا في قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم)( قيدوا العلم بالكتابة) أو كما قال ( صلى الله عليه وآله وسلم). لذلك الذين يعرفون بعلمهم أكثر ويعرفون على الساحة العلمية ويخلدون ذكرهم هم أصحاب المصنفات والمؤلفات فإنهم يعرفون أكثر من غيرهم.
ولهذا أعز الله وكرّم الإسلام بالقراءة والكتابة ،فقال تعالى مخاطبا رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم)( أقرأ بسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق).
ولولا كتابة القرآن الكريم وتدوينه لضاعت الحدود وآيات الله وأحكامه.
وعلى هذا وذاك تعتبر القراءة والكتابة أمران لهما حظ وافر في العمل على رفع المعنويات في نفسية الإنسان فإذا كتب موضوعا ما وشعر بأنه أجاد فيه فإنه يشعر بتحقيق نقطة إيجابية قدم فيها خدمة لأبناء مجتمعه ، وهذا ما يحقق له الإحساس بالفخر والكرامة.
التعليقات (0)