القرآن الكريم والدراسات الإسلامية
قرارات تلو أخرى الهدف منها تحسين جودة التعليم بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 أحدث القرارات دمج مادة القرآن الكريم مع بقية مواد التربية الإسلامية في مادة واحدة وهذا يعني أن مواد الدين ستكون بمنهجِ واحد بلا ازدحام وتشتيت، ليس من وظيفة التعليم الرسمي تخريج فقهاء ووعاظ بل تخريج جيل يُسهم في البناء والإبداع جيل يقتنص الفرص ويوظفها خدمةً لمجتمعه ووطنه، في السابق كان التعليم يعتمد على التلقين والوعظ وتغليب فكرة الحلال والحرام فخرجت أجيال لا تستطيع المساهمة في الأنشطة الاقتصادية رغم وجود معاهد وكليات متخصصة، ارتفعت مع ذلك نسبة الإقبال على الوظائف الحكومية و نسبة البطالة بلغت رقماً كبيراً والسبب التعليم الذي تماشى مع المجتمع وفكرة التخصصات النظرية الأدبية والشرعية، مجتمعنا مجتمع مسلم يغلب عليه التدين وهذا طبيعي فالانسان ابن بيئته لكن وجود تكثيف لمواد الدين ووجود كليات تعنى بتدريس المواد الإسلامية بتخصصاتها المختلفة لا يعني أن المجتمع سيكون مجتمعاً مُنتجاً أو مجتمعاً ملائكياً، مواد الدين في مراحل التعليم المختلفة يجب أن تبقى في حدود معينة بمعنى عدم إشغال الطالب والطالبه بقضايا خلافية أو تعميق وتغليب رأي فقهي على آخر، تدريس الدين يجب أن يكون وفق سلم الأولويات فالطالب والطالبة بحاجة لمعرفة أركان الإسلام وقيمه السمحه والأخلاق وحسن المعاملة والجوار وأحكام الطهارة والعبادات بشكلِ مبسط ، التعليم السليم ينتج جيل سليم والتعليم الجيد يُخرج اجيالاً جيدة ومبدعة في كل شيء، أكثر شيء يكتسبه الطالب من أسرته هي القيم والأخلاق والدين ولو تأملنا في الواقع ورأينا بدقة بعض السلوكيات فإننا نتسأل أين مواد الدين وخطب الجمعة ومواعظ الواعظين عن تلك التصرفات لماذا حدثت ولماذا لم تكن تلك الأساليب والدراسات بمثابة الحاجز الذي يمنع الشيء قبل وقوعه.
الإيمان الحقيقي بالقلب والقيم والأخلاق والمشتركات الإنسانية والقوانين هي التي تقوم بضبط السلوك الفردي فضلاً عن تشجيع المواهب واحتضانها وتقديم مادة مفيدة محفزة للعقول، دمج مواد الدراسات الإسلامية ليس تهميشاً للدين كما يحاول بعض ضعاف النفوس تصويره أو استغلاله لأهداف شيطانية بل ترشيداً لمبدأ الوقت والجهد واختصاراً لقضايا وآراء لا علاقة للطالب والطالبة بها..
من آراد التبحر في المجال الشرعي ويطمح أن يكون فقيهاً فهناك طرق مختلفة من أهمها الجلوس مع كبار العلماء والتتلمذ على أيديهم اما من آراد أن يكون متواكباً مع متغيرات العصر التقنية والعلمية والعملية فإنه لا يريد إلا تعليماً جيداً بعيد كل البعد عن النقل والتلقين والوعظ الذي لا يحل قضايا ومشكلات مجتمعية وتنموية..
التعليقات (0)