مواضيع اليوم

القرآن الكريم وإشكالية الفهم

الحسين وافق

2010-11-20 16:07:54

0

 

 

 القرآن الكريم وإشكالية الفهم


في شهر يناير من سنة 2009 نشرت مجلة(تيل كيلTel quel) المغربية ذات التوجه الفرانكوفوني العلماني، موضوعا حول القرآن الكريم عنوانه كالتالي: هل القرآن حقا قابل للتطبيق في كل زمان ومكان؟! ثم وضعت تحت هذا العنوان عناوين فرعية جاءت هكذا: تعدد الزوجات – الإرث – الجهاد ... مفكرو الإسلام الجدد يعيدون التساؤل عن الآيات التي تدعو إلى الكراهية!!

هذه هي العناوين البارزة التي ناقشها شخص اسمه عبد الله ترابي يعمل في مركز فرنسي لأبحاث الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وقد حاول فيه خلط الأوراق بين نصوص القرآن وأوضاع العالم العربي والإسلامي المتدهورة على جميع الأصعدة، وكأنه يريد أن يقول: أنتم تطبقون القرآن لهذا أصبحتم متخلفين.

إن الذي يعرف الخط التحريري لهذه المجلة، سيفهم بسرعة الهدف من الحديث عن القرآن الكريم بهذه الطريقة. فالدوائر العليا في البلدان الغربية بجميع مستوياتها ، كالمخابرات وقيادات الجيش وكاردينالات الكنائس ، وحتى مقرات الرئاسة في هذه الدول أصبحت تعمل متناغمة من أجل تدمير هذه الأمة وسحقها ماديا ومعنويا. والقرآن الكريم هو أحد المقومات الكبرى التي تستهدفها هذه الدوائر. وقد جندت لهذه المهمة أقلاما مأجورة من أبناء جلدتنا، ممن تربوا على كراهية محمد وكتابه، واحتقار تاريخ الإسلام وحضارته ولغته.

إنها الأكاذيب نفسها والأساليب ذاتها، تتكرر وتستعاد منذ فجر الدعوة الإسلامية إلى الآن. «وقالوا: أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا»(2). «وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون»(3).

إن مثل هذه «الدراسات» و«الأبحاث» التي تصدر بالطعن في القرآن الكريم والتشكيك في صلاحيته أو مصدره الإلهي، هي نوع من هذا «اللغو» الذي يريدون به غلبة الإسلام وهزيمته.

فالدعوات التي تطلق الآن من عواصم غربية من أجل دراسة القرآن الكريم على ضوء مناهج البحث المعاصرة ، جلها دعوات مشبوهة، لأن الغرض الأساسي منها هو، كما قلنا، (اللغو) في القرآن والتشكيك في مصدره وحقائقه، ورفع القداسة عنه. إنهم يريدون «تفسير القرآن، على ضوء القراءة التاريخية النقدية التي أعيد بها تعريف النصين اليهودي والمسيحي، لإعادة تعريف النص القرآني بها أيضا بإلغاء ما نسخه التطور التاريخي من أحكامه»(4).

ولفهم المغزى من هذه الدعوات، سأعرض مقتطفات من مقال لشخص تونسي اسمه العفيف الأخضر، هو بحق "شيخ" الاستأصاليين العرب، المعادين للقرآن الكريم. فقد استعرض في مقاله الذي نشرته الأحداث المغربية تحت عنوان: ضرورة الفصل بين إسلام الإيمان وإسلام التاريخ(5)، الخطوط العريضة لمخططه «الجهنمي» للتخلص من القرآن الكريم جاءت على الشكل التالي:

«1- الفصل بين القرآن والعلم، فالدين بما هو رموز لايستطيع تفسير الظواهر علميا، حسبه مجرد التعبير الرمزي والمجازي عنها كما فعل المتصوفة...

2- تصحيح ميل إسلام الإيمان إلى انتزاع أحكامه وشريعته من السياقات التاريخية التي أنتجتها لجعلها عابرة للتاريخ أي صالحة لكل زمان ومكان... [وجعلها أحكاما تاريخية] أي خاضعة لقانون التطور إذن مؤقتة،

3 -... استخدام علوم الأديان وخاصة لتاريخ الأديان المقارن، سيساعدنا على الانتهاء من النرجسية الدينية المنحدرة من الأثنية المركزية البدائية ، لاخلاص خارج الإسلام، الدين الحق، الإسلام هو الحل لمشاكل المسلمين والعالم، لا وجود لديانات أخرى، اليهودية والمسيحية كانتا شريعتين نسختهما الشريعة الإسلامية إلى آخر هذا الهذيان النرجسي الذي قد يشفي منه تاريخ الأديان المقارن. عندما يقدم الإسلام كأي دين، كإحدى الوقائع الثقافية التي اقتبست شعائرها من الثقافات السابقة لها كاليهودية والمسيحية والمانوية، من هذه الأخير [يقصد المانوية] اقتبس الإسلام كثيرا من عقائده: كختم النبوة وأربعة من أركانه الخمسة: الشهادة، الصلاة، الزكاة، الصوم. ولجعله قادرا على وضع نفسه موضع تساؤل وشك، مخرجا له من قوقعة يقينياته العتيقة»(6).

إن الأستاذ العفيف الأخضر، رجل عملي و"واقعي"، فهو لا يكتفي بالنظريات الجوفاء، وإنما يمتلك برنامجا تربويا «حداثيا» نستطيع، نحن، بتطبيقه التخلص من هذا القرآن إلى الأبد. لنستمتع بما كتبه في هذا الشأن:

«مسايرة لهذا المنطق المهووس بوهم «نقاء» الإسلام من «لوثة» اليهود والنصارى، تكون الخطوة القادمة هي المطالبة بـ«تطهير» القرآن نفسه من الإسرائيليات والنصرانيات. البداية قد تكون بقصص الأنبياء جميعا، والضحية الأولى قد تكون سورة يوسف المتماثلة في الروايتين الرمزيتين اليهودية والإسلامية. يا صناع القرار التربوي اتقوا الله في شبابكم. درسوهم الثلاثي: إسلام التاريخ وحليفها إسلام التنوير والإسلام الشعبي. إسلام التاريخ يعلمهم الفصل بين الإيمان والحقيقة العلمية، بين الدين والعلم ... الإسلام التنويري يعلمهم الإيمان بما هو قناعة ذاتية داخلية... الإسلام الشعبي طلب شفاعة الأولياء. الإسلام الشعبي عبادة أسلاف حية وتجربة روحية فردية صامتة أو جمعية صاخبة، لا تطالب، بعكس عبادة الأسلاف الشرعية، لا بتطبيق الشريعة ولا بالجهاد وأقل من ذلك بحكومة الفقهاء ... درسوا عبادة الأسلاف في الإسلام الشعبي المسالم بدلا من عبادة الأسلاف في الإسلام الجهادي المحارب»(7).

لقد تعمدت أن أقتبس من مقال العفيف الأخضر هذه المقاطع الطويلة نسبيا، لأنه أبرز من يعبر عن فكر جماعة الاستئصاليين وأكثرهم صراحة وجرأة. والآن ماذا يمكن أن نستخلص مما سبق؟!

- أولا: - الكاتب لا يؤمن بأن القرآن كتاب الله أنزل على محمد (ص) هدى ونورا وذكرا للعالمين. بل يرى أنه «نص تاريخي» مقتبس من الديانات السابقة عليه كاليهودية والنصرانية والمانوية!!

- ثانيا: - انطلاقا من هذا الموقف،- فهو يدعو إلى «تطهير» القرآن من قصص الأنبياء،- وآيات القتال وآيات الأحكام الشرعية و... الخ،- أي أنه يدعو إلى مصحف بصفحات بيضاء لاسور فيه ولا آيات!!

- ثالثا: أما الأهم من كل ذلك،- فهو دعوة الكاتب إلى «عبادة الأسلاف»،- بمعنى استحداث (أصنام) جديدة على غرار تلك التي كانت في الجاهلية. فالعفيف الأخضر لا يرى تعارضا بين هذه الديانة الوثنية الجديدة والحداثة التي يبشر بها،- ما دامت ديانة مسالمة،- لا تدعو لجهاد أو شريعة.

إن أهداف هذا «المفكر» واضحة وصريحة، فهو يسعى إلى تجريد هذه الأمة من كل مقوماتها الدينية والحضارية، والعودة بها إلى زمن الوثنية والأصنام، كما يسعى إلى تحويل شعوبها إلى كتلة بشرية مدجنة مسالمة لاحق لها في الدفاع عن نفسها أو كرامتها أو مقدساتها. كما أن المخطط «التربوي» الذي يقترحه علينا سيؤدي إلى تخريج أجيال تعاني من أعراض (الفصام) بمعناه الإلكلينيكي. حيث ستصبح للشخص الواحد «شخصيات» متراكبة ومتنافرة، فهو مرة علماني لا يؤمن إلا بمنجزات العلم، ومرة مؤمن بالله موحد (حتى يعطي لحياته معنى!) وثالثة مشرك يعبد الأولياء والأضرحة. وهذا بالضبط هو المخطط الاستراتيجي للغرب المسيحي وحليفته الصهيونية العالمية بل حلمهما الأكبر، فهم أيضا يعملون منذ عقود طويلة على فصل المسلمين عن قرآنهم، وتدمير روح الجهاد في نفوسهم، وتحويلهم إلى (غثاء) بلا كرامة ولا هوية ولا تاريخ.

إن الغريب في كتابات هذا الرجل ومن على شاكلته من الاستئصاليين العرب(8) هو أنهم يطمحون إلى تحقيق ما عجز الغرب عنه طيلة قرون. فما فشلت فيه أحسن العقول الأروبية من مستشرقين وخبراء ووسائل إعلام ومراكز أبحاث، وجيوش مدججة بأحدث الأسلحة، يريد هؤلاء أنجازة «بجرة قلم». فهل هناك هذيان نرجسي مرضي أكثر من هذا، حين يعتقدون بأن أحدا في العالم مهما عظم شأنه يستطيع تغيير حرف واحد في القرآن الكريم ؟؟؟ هذا الكتاب الذي تحدى الناس كافة بهذه الآية الكريمة: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»(9)!!

I- شروط القراءة:

هناك سؤال هام كثيرا ما أثار حيرتي وتعجبي وهو: لماذا فشلت أغلب القيادات الثقافية والفكرية في العالم العربي، وخصوصا تلك التي تسم نفسها بالحداثة والعلمانية، في «قراءة» القرآن الكريم، واستكناه أسراره، ومظاهر الجلال والعظمة والإعجاز في كلماته وآياته؟! لقد حاولت الإجابة عن هذا السؤال من خلال طرح مختلف الاحتمالات التي قد تكون وراء هذا الفشل، كالمحيط الأسري أو البيئة الثقافية الفرنكوفونية مثلا، أو القناعات الأيديولوجية المختلفة. ولكنني لم أقتنع في الأخير إلا بسبب وحيد، له من الوجاهة والقوة ما يكفي لتبرير فشل هؤلاء في فهم القرآن الكريم، ومن ثمت الإسلام ككل. هذا السبب هو (الفقه). وأقصد هنا الفقه بالمعنى القرآني «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين»(10). فهذا النوع من الفقه يعني: الفهم العميق للإطار العام أو المعنى الفلسفي، إن صح التعبير، للرسالة القرآنية ولصيرورة تكوين هذه الرسالة وأهدافها الكبرى. إن النتيجة التي وصلت إليها هي أن «فهم» هؤلاء الحداثيين للإسلام يكاد يتشابه مع «فهم» أكثر الجماعات الإسلامية تشددا وانغلاقا. إلا أن الاختلاف بين الطرفين هو فقط في المواقف.

فإذا كانت حركة طالبان مثلا تفهم الإسلام وبالتالي القرآن الكريم باعتباره مجموعة من الحدود (قطع يد السارق، رجم الزاني) وفرض النقاب على النساء، ومنعهن من التعليم والعمل وتقلد المناصب إلى آخره. فإن جماعة العلمانيين الحداثيين يفهموم الإسلام كذلك على هذه الشاكلة، ولذلك يعارضون تطبيقه، فطالبان والعلمانيين هم في الحقيقة وجهان لعملة واحدة اسمها: التطرف.

إذن كيف السبيل إلى اكتشاف جمال القرآن وجلاله وإعجازه؟

لا ينبغي أن يفهم من هذا السؤال أن هناك صعوبات كبيرة تعترض الدارس للقرآن الكريم، وأن تنظر إليه كمجموعة من «الألغاز» التي لا سبيل إلى فهمها. فالسؤال يتحدث عن جمال القرآن وجلاله، وهي أمور تتعلق (بالذوق) والأحاسيس الطاهرة، إذ على هذا المستوى الرفيع فقط (يتجلى) القرآن الكريم. هذا لا يعني أن العقل مستبعد أو مغيب، بل القرآن حث المؤمنين وغيرهم على استعماله في التعامل مع آياته فقال: «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»(11) إذن فنحن في تعاملنا مع القرآن ملزمون بالخطوتين معا: العقل والذوق. قد يسيران معا خطوة بخطوة وقد يسبق أحدهما الآخر في طريق (الكشف) عن هذا الجمال والجلال والإعجاز.

لكن قبل أن يتحقق ذلك، على القارئ أن يراعي الشروط التالية:

لاينبغي النظر إلى القرآن الكريم باعتباره «كتابا» كباقي الكتب. أي أنه ليس مؤلفا كالمؤلفات الفلسفية أو الدينية أو الأدبية أو التاريخية، ولا يجوز بالتالي قراءته كما تقرأ هذه المؤلفات.

أنه لم ينزل كاملا ومرة واحدة، كما كان الأمر مع موسى عليه السلام، حين رجع من ميقات ربه يحمل الألواح. بل كان ينزل مفرقا بحسب الأحوال والمستجدات، حتى إن قريشا طالبت الرسول بكتاب ينزل من السماء، وقالوا: «أو ترقى في السماء، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه»(12) كما قالوا في موقف آخر «وقال الذين كفروا: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، كذلك لنتبث به فؤادك ورتلناه ترتيلا»(13).

أنه يتكون من (آيات) محكمات وأخرى متشابهات، مما يعني أن التعامل مع هذين النوعين المختلفين ينبغي أن يتم أيضا بطريقتين مختلفتين «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله والرسخون في العلم، يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولو الألباب»(14).

أنه نزل باللغة العربية، ولايمكن بأي حال استخراج معالم الجمال والجلال والإعجاز فيه إلا بهذه اللغة. أي أن الترجمات قد تعطي للقارئ «فكرة» عن القرآن الكريم ولكنها قاصرة عن استيعاب الدلالات العميقة لكلماته وجمله، فالتمكن من أساليب اللغة العربية شرط أساسي لكل قارئ للقرآن الكريم، وبدونها لن يتمكن من اكتشاف مظاهر الإعجاز فيه «حم، تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون»(15). «ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، أعجمي وعربي»(16)

إذا كان القرآن الكريم يتحدى القارئ ويستفز قدراته العقلية، ويدعوه إلى التفكير في آياته «أفلا يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا»(17)، إلا أنه في المقابل يحذره من «مغامرة» القراءة خارج شروطها. فالقرآن جاء لمهمة جليلة وهي (الهداية)، وبالتالي فإن تحقيق هذه المهمة تحتاج من القارئ الانضباط لشروط معينة، ذكرنا الآن بعضها، ويمكن أن نضيف إليها شرطين خاصين جدا، لايمكن أن تتحقق القراءة الصحيحة بدونهما.

أول هذين الشرطين يتعلق (بالنية) أي الهدف من قراءة هذا القرآن. فالمؤمن يقرأ القرآن ليزداد إيمانا وليتذكر ويتفكر. فما هدف غير المؤمن من قراءته؟

إذا كان هدفه طلب الحقيقة ولا شيء غيرها، كان هذا بابا مهما لدخول عالم القرآن الكريم. أما إذا كان غرضه مبيتا، يتربص بهذا الكتاب ويكيد له، فإن القرآن حينئذ سيضله ويعمي بصيرته، إقرأ ما يلي: «وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا»(18) وسيتحول القرآن الكريم في قلوبهم إلى ألغاز غامضة، لاتفيذ علما ولا تنير طريقا، «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء، والذين لايؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى، أولئك ينادون من مكان بعيد»(19).

أما ثاني الشروط الخاصة: فهو أن القرآن حاسم في مسألة الإيمان. فهو لايتجزأ، ولا يخضع للمساومة. فالذي يبحث عن الحقيقة في القرآن عليه أن يختار إما أن يؤمن به كله أو يتركه كله «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض»(20).

فالقرآن الكريم لا يدعو الناس أن يؤمنوا به قبل أن يسمعوه. كما لايدعوهم أن يسمعوه ثم يؤمنوا، وإنما يدعوهم أن يسمعوه ثم يتفكروا ويقارنوا في أفق أن يؤمنوا. أما غير ذلك فـ«إن شر الدواب عند الله الصم البكم، الذين لايعقلون»(21).

ماذا يمكن أن نستخلص مما سبق؟ الجواب بسيط: احترم القرآن الكريم، واخلص في طلب علومه وأنواره، وطهر قلبك من الأهواء والأغراض، يكشف لك (بعض) أسراره، وينير قلبك بقبس من أنواره، ولن أبالغ حين أقول بأن القرآن يدرسك حين تدرسه، ويبادلك احتراما باحترام ويعطيك من حقائقه بقدر ما تخلص في طلبها. فالقرآن (روح) من الله، جاء ليخاطب الأرواح، ونور منه ليضيء جوانحها «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم»(22).

 

 

 

 

 

 

II- الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:

هذا الموضوع أثار كثيرا من الجدال والنقاش بين المسلمين فانقسوا إلى مؤيد ومعارض:

فالمؤيدون يحتجون بأن القرآن الكريم هو معجزة الإسلام، وما دام كذلك فلا بد أن يتوافق مع العلم وحقائقه.

أما المعارضون فهم يرفضون لأسباب مختلفة، ويمكن أن نميز من بينهم طائفتين:

طائفة تعارض موضوع الإعجاز العلمي خوفا على القرآن الكريم، وتحرزا من «توريطه» في مجال لايكف عن التطور والتغير إلى درجة الانقلاب على مسلمات الأمس. فهم على يقين تام بأن تأويل آيات القرآن الكريم بالكشوفات العلمية فيه نوع من المغامرة التي قد تضر بالإسلام، ولكن لن تفيده مطلقا. لهذا فموقفهم تجاه القرآن هو أنه كلام الله للناس كافة، فمن أراد أن يؤمن فليفعل، ومن اختار غير ذلك فهو حر، وانتهى!

وطائفة تعارض هذا الموضوع، بشراسة، ولكن لاعتبارات لا علاقة لها بالخوف على القرآن الكريم أو الحرص على قداسته من التلاعب. فهم ينطلقون من «مسلمات» مضادة، تتأسس على قيم الحداثة الغربية، التي تميز بشكل قاطع بين الدين والعلم، والدين والعقل، والدين والحياة!! فهم لايقبلون مطلقا التخلي هذه المسلمات لأنها عندهم «مقدسة». فالدين يعنى بالنسبة إليهم، (كل) الأديان، بعقائدها ومللها ونحلها وفرقها المختلفة. والإسلام، بما هو دين، ينبغي أن يخضع لهذه الثنائية المقدسة التي تجعل الدين مناقضا للعلم والعقل ويجب تهميشه و استبعاده من الحياة.

لاشك أن القارئ اللبيب سيفهم من السياق أنني من أنصار قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، هذا صحيح، ولكن لأسباب وجيهة تنسجم مع إيماني بهذا الكتاب الإلهي، سأذكرها بتفصيل. ولكن قبل ذلك أحب أن أشير إلى التناقض الغريب في موقف هؤلاء المعارضين، فهم من جهة مع استخدام المناهج العلمية الحديثة في دراسة القرآن، ومن جهة أخرى ضد تأويل آيات القرآن بنتائج العلوم وحقائقها. فموقفهم هذا يفضح التحامل بل العداء الذي يحملونه لهذا الكتاب، فالمناهج العلمية عندهم وسيلة لنزع القداسة عن القرآن الكريم وتفكيكه والتشكيك في مصدره الإلهي وتسفيه أحكامه وشرائعه، أما الموضوعية والنزاهة العلمية فلتذهب إلى الجحيم!

لقد كتب المسلمون كثيرا عن الإسلام والغرب والإسلام والحداثة والإسلام والعلمانية، من أجل أن يبينوا أن السياق التاريخي والظروف الموضوعية للإسلام مختلفة تماما عن نظيرتها المسيحية، وبالتالي لايمكن أن نخضعه لنتائج تجربة تاريخية لم يعشها. فإذا كانت المسيحية وكنائسها قد لعبت دور المعرقل لحركة التقدم، والقامع لحرية الفكر والإبداع، مما ولد ثورة اجتماعية وفكرية أنتجت الحداثة والعلمانية وأقامت فصلا نهائيا بين ما هو ديني وما هو علمي أو سياسي أو غير ذلك، فإن الإسلام، بالعكس، كان هو المحرض والملهم للحضارة الإسلامية، بل كان هو صانعها. لهذا ليس لدى المسلمين أي عداوة مع دينهم أو قرائهم، ولا يجدون أي غضاضة في الانتقال من القرآن إلى العلم أو من العلم إلى القرآن، في تفاعل هو الوحيد الموجود في الساحة العالمية الآن، حيث اختفت الأديان الأخرى من الساحة وانزوت في ركن قصي لايتعدى الضمير والحياة الشخصية.

لنعد الآن إلى موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. يمكننا مقاربة هذا الموضوع الشيق من خلال تقنية الأسئلة المفترضة حتى تتبين الأسباب الوجيهة التي ألمحت لها سابقا والتي تعطي لهذا الموضوع مشروعيته الراسخة.

1- ما الهدف من الاهتمام بهذا الموضوع؟ هل هناك موجبات شرعية لهذا الاهتمام؟

طبعا، هناك موجبات شرعية منها: طبيعة النص القرآني الذي يقدم نفسه للناس على أنه كلام الله المعجز الذي «لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»(23)، مما يفرض على المسلم المؤمن أن يبحث عن مظاهر الإعجاز فيه.. ومنها دعوة القرآن الكريم الناس كلهم إلى البحث والتدبر في آياته حتى يتبين لهم أنه الحق «أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثرا»(24).

ومنها أن القرآن تحدى بإعجازه الناس كلهم أن يأتوا بسورة من مثله: «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا»(25).

2- من هم المشتغلون بهذا المجال؟ وهل هم أهل للقيام بهذه المهمة؟ لابد أن الملاحظ المتابع قد استنتج بأن الفقهاء التقليديون والدعاة الجدد الذين يظهرون على الفضائيات لايصلحون لهذا النوع من المواضيع. فكلا الطرفين قاصران معرفيا وعلميا عن الخوض في هذا الميدان، فالأمر لايتعلق بالوعظ والإرشاد، أو بمشاكل الأسرة والحجاب والنقاب، أو مواضيع الفقه والفتوى، أو غير ذلك. وإنما يتعلق بمجال بحثي دقيق يقتضي من صاحبه التمكن من مجالين رئيسيين: العلوم الحديثة بمستوياتها النظرية والتطبيقية وبالقرآن الكريم بأبعاده اللغوية والنحوية والصرفية والدلالية.

لهذا نجد أن المشتغلين بموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، هم من أصحاب التخصصات العلمية الدقيقة الذين تعلموا في الجامعات الغربية واشتغلوا في مراكز أبحاث عالمية. لعل أبرز مثال بينهم هو الدكتور زغلول راغب محمد النجار(26). فهذا الرجل تخرج من كلية العلوم جامعة القاهرة، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة ويلز في علوم الجيولوجيا عام 1963 وعمل في معامل روبتسون للأبحاث بشمال ويلز بانجلترا، وقام بتصميم أول خارطة جيولوجية لقاع بحر الشمال التي علي أساسها تم الحفر واكتشاف البترول هناك. وهو من المتخصصين في تحديد أعمار طبقات الأرض بواسطة محتواها من بقايا الحياة. فإتقان الدكتور زغلول النجار للغة العربية وحفظه للقرآن الكريم، مع تفوقه في مجاله العلمي أعطاه ميزة كبيرة استطاع بها أن يكشف جوانب من الاعجاز العلمي في القرآن الكريم، لم يكن باستطاعة الفقهاء والدعاة القيام بها.

3- قد يطرح القارئ الذكي سؤالا «محرجا» من قبيل: مادام القرآن متضمنا لحقائق العلم، فما ضرورة البحث العلمي إذن؟! الجواب على هذا التساؤل يحتاج إلى شيء من الدقة والوضوح:

أولا: القرآن الكريم ليس كتاب (علوم)، بمعنى أنه لم يأت ليعلم الناس الفيزياء والرياضيات والفلك والطب... إلخ، وإنما جاء ليدل الناس على الحق ويهديهم إلى الله تعالى، ويحدد موقع الإنسان في هذا الكون ودوره ومصيره في العالم الآخر «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لايؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما»(27). لكن هذا الكتاب نفسه في إطار وظيفته الأساسية تحدث عن مواضيع تتقاطع مع مجال العلم، فقد تحدث عن خلق الكون والإنسان، ووصف مظاهر الطبيعة وعناصرها كالماء والنجوم والجبال والشجر والمعادن والسحاب وطبقات الأرض وعالم الحيوان والحشرات وغيرها. لهذا حين يقرأ المسلم القرآن الكريم، فإنه بوازع الإيمان به يريد أن يقارن بين آياته ومنجزات العلوم الحديثة، حتى يفهم أكثر ويزداد إيمانا مع إيمانه. فالعلاقة بين القرآن والعلم من هذا المنظور هي علاقة تعاون وتكامل، حيث يعطي القرآن لنتائج العلم بعدها الإيماني المفتقد، وتساهم نتائج العلم في فهم معاني النص القرآني بشكل أكثر دقة وموضوعية. أما الالتباس الذي يثيره خصوم القرآن الكريم بادعاء تسخير العلم لخدمة أهداف أيديولوجية ظلامية، فهو ادعاء مرفوض، باعتبار أننا نحن المسلمين، نميز دائما بين وظيفة القرآن ووظيفة العلم، حيث يبقى الأول ثابتا والثاني متغيرا. ولا يمكن عقلا وواقعا أن يحل أحدهما مكان الآخر أبدا.

ثانيا: البحث العلمي، في المنظور القرآني، ليس مطلوبا فقط، وإنما هو جزء أساسي وضروري لتحقيق مهمة (الخلافة) في الأرض. فآدم عليه السلام حين تفوق على الملائكة وعرف (الأسماء) كلها وبالتالي استحق سجودهم له، أمر بالنزول إلى الأرض ليجعل هذه الأسماء واقعا حقيقيا في الحياة الإنسانية من خلال الاختراعات والمعارف والعلوم(28).

ثالثا: ينبغي الانتباه إلى طبيعة الخطاب القرآني للناس كافة، فهو يقدم نفسه على أنه (كلام الله)، ويتوجه إليهم بصفته (الحق) «قل جاء الحق وزهق الباطل»(29). و«بالحق أنزلنا وبالحق نزل»(30)، «وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»(31). في المقابل نجد أن العلم يبحث عن ’’الحقيقة’’ في جزئيات الطبيعة، وعن الحقيقة في الحياة الانسانية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا... الخ.

فالحق إذن كوني مطلق لايتغير ولا يتبدل، بينما الحقيقة إنسانية جزئية ونسبية، هل هذا يعني أن هناك تناقضا بين الحق والحقيقة؟! لا مطلقا!! ليس هناك تناقض ولا ينبغي له أن يكون. فالحقيقة بما هي جزئية وقابلة للنمو، هي جزء من الحق وثمرة في شجرته. فإذا استطعنا أن نركب جزئيات الحقيقة ونرصها رصا حكيما نكون قد رسمنا مقطعا هاما من صورة الحق الباهرة. قال تعالى: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق»(32).

3- نعود الآن إلى موضوع الإعجاز العلمي من خلال الأسئلة المفترضة. السؤال التالي هو: ما معنى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟؟ وكيف نعرف أنّ هناك إعجازاً؟ المقصود بالإعجاز العلمي، أن يتضمن القرآن الكريم حقائق علمية لم تكن معروفة زمن نزوله، ولم يكتشفها الإنسان إلا في العصر الحديث. مما يعني، حتما، أن هذا الكتاب ليس من تأليف الرسول كما يدعي من لايؤمنون به «إن هو إلا وحي يوحى»(33).

ومن أمثلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وهي كثيرة، يمكن أن أذكر نموذجين، أحدهما من اختصاص الطب والبيولوجيا والثاني تتداخل فيه عناصر الجغرافيا ، والجغرافيا البشرية والتنبؤ بالمستقبل في خليط عجيب ومبهر.

-النموذج الأول واضح لارمزية فيه ولا غموض، ففيه وصف دقيق لمراحل نمو الجنين وهو لازال في البدايات الأولى الميكروسكوبية، حين تبدأ البويضة المخصبة في الانقسام على ذاتها ثم تتعلق بجدار الرحم. اقرأ ما يلي: «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين»(34).

-النموذج الثاني: يتحدث عن أمة الإسلام باعتبارها أمة (وسطا). هذا المعنى فسره القدماء كابن كثير وغيره بالوسطية الدينية بين اليهودية والمسيحية. لكن السياق الذي ذكرت فيه هذه الآية يتحدث عن موضوع القبلة التي تحولت من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، وبالتالي يصبح الموضوع (الوسطية) متعلقا بالموقع الجغرافي، أي أن مكة هي مركز الأمة الإسلامية جغرافيا، والأمة الإسلامية هي مركز العالم بمعايير الجغرافيا البشرية. انظر إلى الخريطة وتتبع موقع مكة من حيث خطوط الطول والعرض فستجد أنها مركز اليابسة. وتتبع تمركز الدول الإسلامية أو ذات الأغلبية المسلمة فستجد أنها في الوسط. اقرأ الآن ما يلي: «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»(35). إن أمة الإسلام التي تحتل وسط خريطة العالم، وتتحكم في أهم الممرات والمضايق العالمية، إنما جاءت لكي تكون شاهدة على الناس من غير المسلمين. فالإسلام كدين هو الوحيد الذي لديه تماس مباشر، جغرافيا مع كل الديانات الكبرى: المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية والطاوية والكونفوشيوسية والديانات الوثنية في إفريقيا. فهو بحكم الواقع أحق الديانات بالشهادة على الآخرين. السؤال هو كيف أمكن لرجل من قريش أن «يتحدث» عن مراحل الجنين بهذه الدقة قبل أن يكتشف العلماء هذا الأمر بأربعة عشر قرنا؟ وكيف أمكنه أن يحدد الموقع الجغرافي لأمته ولقبلتها دون أن يكون على علم بالجغرافيا وخرائطها الدقيقة التي تطورت بعده بمئات السنين؟! إن هذا الأمر «العجيب» ذكره الرسول في حديث رواه مسلم يقول فيه: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي». فهل كان هذا الرجل يملأ الفراغ في حياته بإلقاء الكلام على عواهنه أم أنه كان نبيا يوحى إليه حقا وصدقا؟ الجواب أتركه لفطنة القارئ اللبيب.

 

 

 

 


هوامش: القرآن الكريم وإشكالية الفهم

 


Tel Quel n° 358/31 janvier 2009.

سورة الفرقان، الآية 5.

سورة فصلت، الآية 26.

جريدة الأحداث المغربية، عدد 3841، السبت 21/9/2009، مقال الخفيف الأخضر بعنوان: ضرورة الفصل بين إسلام الإيمان وإسلام التاريخ.

المقال السابق.

المقال السابق.

المقال السابق.

هناك آخرون ومنهم شخص اسمه يوسف صديق أصدر كتابا في فرنسا تحت غنوان لافت: Nous n’avons jamais lu le coran – لم نقرإ القرآن قط! يزعم فيه كما هو واضح من العنوان أن القرآن لم يقرأ قراءة صحيحة «المؤسسة الدينية» احتكرته!! اقرأوا نموذجا للقراءة التي «اكتشفها هذا الفيلسوف، كما أوردت ذلك جريدة الأحداث المغربية في العدد 3709 «تبدأ الحكاية في غار حراء، في قلب الجبال والوتاد المحيطة بمكة. لنصدق، ولو لحين، هذه الفرضية، ولنقل إن الملاك المقرئ قد طلب من محمد أن يقرأ وأعاد عليه طلبه ثلاثا. فأجاب: ما أنا بقارئ، ولكن لنسأل أيضا: كيف يمكن أن يكون جبريل، ملاك السماء والرسول إلى الرسول، على غير علم بأن محمدا لايعرف القراءة، ويجهل حروفها وحركاتها وسكناتها؟ كأنه أدرك تلك الحقيقة عن طريق محمد» هذه هي القراءة الحداثية وإلا فلا!!.

سورة الحجر، الآية 9.

سورة التوبة، الآية 122.

سورة محمد ، الآية 24.

سورة الاسراء، الآية 93.

سورة الفرقان، الآية 32.

سورة آل عمران، الآية 7.

سورة فصلت 1-2-3-4.

سورة فصلت، الآية 43.

سورة النساء 82.

سورة الاسراء، الآية 45-46.

سورة فصلت، الآية 44.

سورة البقرة، الآية 85.

سورة الانفال، الآية 22.

سورة الشورى، الآية 52.

سورة فصلت، الآية 24.

سورة النساء، الآية 82.

الاسراء، الآية 88.

انظر مجلة الأمة (القطرية) ع 41، فبراير 1984، يتضمن تعريفا بهذا الرجل وحوارا شاملا معه.

سورة الاسراء، الآية 9-10.

جاء في سورة البقرة: «وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة، وقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا. إنك أنت العليم الحليم. قال ياآدم أنبئهم بأسمائهم. فلما أنبأهم. قال: ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض، وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا...» الآيات 31-32-33.

سورة الاسراء، الآية 81.

سورة الاسراء، الآية 105.

سورة الكهف، الآية 29.

سورة فصلت، الآية 53.

سورة النجم، الآية 4.

سورة الحج، الآيات 6-7-8.

سورة البقرة، الآيات 142-143.

سورة النمل، الآية 93.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !