لو طالعنا ملف الرؤساء و القادة"الظرفاء" في العصر الحديث، فإنه لابد لنا من التوقف عند رؤساء مثل عيدي أمين دادا(رئيس اوغندا)، و نيکيتا خروشوف(الزعيم السوفيتي المعروف)، و الرئيس محمود أحمدي نجاد بشکل خاص، رغم أن هنالك عدد آخر لايسع هذا المجال الضيق لعرضهم و التصدي لهم، فيما يتعلق بعيدي أمين دادا، فقد کانت له العديد من المآثر و المناقب(الساخرة)، لکن أهمها تحديه لرئيس الوزراء البريطاني أدوارد هيث و دعوته لحلبة الملاکمة لتصفية الحسابات العالقة"حينئذ" بين بلاده و بين بريطانيا من خلال التلاکم!
أما خروشوف، فقد قام أثر إلقائه خطابا في إجتماع للجمعية العامة بضرب منصة الخطابة بحذائه بعدما ضجت بالکلام ولم تنصت له! أما الرئيس نجاد، فأشهر مانقل عنه هو زعمه بأنه قد رأى هالة فوق رأسه وهو يلقي خطابا في الامم المتحدة وان زعماء العالم قد إنشدوا لخطابه مبهورين!
لکن، کل القفشات و المواقف الکوميدية الساخرة لهؤلاء الرؤساء و الزعماء، قد لاتمثل شيئا يذکر أمام السجل الحافل للرئيس الليبي معمر القذافي والذي مابرح يسجل المآثر الکوميدية و الساخرة الواحدة تلو الاخرى وعلى مختلف الاصعدة وهي من الکثرة بحيث لانعرف نذکر أيا منها لأنها جميعها تثير الضحك و السخرية معا، بيد أن سخريتها ليست أبدا کتلك السخرية التي کانت تبدر من الکاتب الساخر جورج برناردشو، بل ونجزم أن الفرق بين السخريتين کالفرق بين(الخبز و التنك)او(النهد و المطرقة)مع الاعتذار الشديد للکبير الراحل محمد الماغوط، القذافي الذي کان لفترة طويلة مهوسا بالوحدة العربية و"لوع"الرئيس المصري الراحل و"حطم أعصابه"من جراء تصرفاته الغريبة التي لم تکن تتماشى مع أية أعراف او بروتوکولات متداولة و متعارف عليها، فهو کمثال کان يحزم متاعه و يسافر فجأة الى القاهرة ليعرض فکرة أو ثمة مشروع وحدوي أو أي شئ آخر کان بالامکان مناقشته من خلال الهاتف مثلا! کما ان القذافي کان و لا يزال نجم کل مؤتمر قمة عربي يحضره دون منازع و ما کان يقوم به من تصرفات إستثنائية(وصلت الى حد رشق الکراسي) جعلته مشروعا لمواضيع ساخنة لمختلف وسائل الاعلام في العالم المشروع الفاشل و المکلف للنهر الاخضر و کذلك مهزلة سيارة صاروخ الجماهيرية و....وووو.. الخ. ولندع خيمته و سفراته الفنطازية لاوربا جانبا وکذلك الحلول الغريبة التي يطرحها لمختلف المشاکل ومنها على سبيل المثال ماطرحه من حل لمشکلة الشرق الاوسط من خلال دولة(إسراطين)!!
يوم السبت القادم، سوف تبدأ أعمال مؤتمر القمة العربي في مدينة سرت برئاسة العقيد القذافي، وهو مؤتمر محکوم عليه سلفا بالفشل من قبل معظم الاوساط الاعلامية و السياسية في العالم، ولست أتصدى هنا لثمة توقعات او تکهنات ما بصدد ما سيقدم عليه العقيد من"طلعات"ساخرة، وانما لفتني تصريح خاص للرئيس الليبي قال فيه بأنه سوف يقوم بتمثيل الشعب العراقي خلال المؤتمر!! وأکد بأنه سيثير مواضيع مثل الاحتلال و التعذيب في السجون و الاعدامات ومنها إعدام الدکتاتور العراقي المقبور صدام حسين، وطالب حفنة من أيتام النظام السابق بإعداد وثائق قانونية لتقديمها الى القادة العرب متعهدا بالسعي لإقناعهم بالاخذ بها!
جميل، جميل جدا يا سيادة العقيد وأعتقد بأنه من حقك القيام بهکذا دفاع مستميت عن نظام دموي مجرم أرعن لم يرع لأي إنسان عراقي أبسط الحقوق و المقومات الاساسية لحياته کأنسان، واقول من حقك لأن(شبيه الشئ منجذب إليه)و(الطيور على أشکالها تقع)، وإذا ماکنت تدعي بأنك ستمثل الشعب العراقي في هذا المؤتمر، فإن شعب ليبيا ومنذ الاول من أيلول عام 1969، مازال يفتقد الرئيس الذي يعبر حقا عن آماله و طموحاته!
التعليقات (0)