دخل الزعيم الليبي معمر القذافي على خط الدراما العربية كمؤلف بإنجاز مسلسل درامي تلفزيوني يتوّج مسيرته الأدبية، التي تضمنت مؤلفات مثيرة، أبرزها مجموعته القصصية "القرية القرية، الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء".
أحداث المسلسل الجديد، الذي يفترض أن يُعرض في رمضان المقبل، تدور في حوض البحر الأبيض المتوسط، انطلاقاً من الوطن العربي وصولاً إلى أوروبا، ثم ينتقل إلى أطراف آسيا مروراً بإيران.
وستتطرق الأحداث إلى القضايا التي يعيشها الشارع العربي، ويرد على الهجوم الإعلامي المعادي للعالميْن العربي والإسلامي، كما يتحدث عن الطغيان الجماعي والديكتاتوريات وعلاقة المواطن بالأنظمة الحاكمة، ويتناول كذلك العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي.
وسيتولى الإعداد الدرامي للمسلسل الكاتب السوري فضل عفاش، بينما يخرجه السوري زياد الريس، بحسب ما أشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، الثلاثاء 27-10-2009.
ورغم أن تجربة القذافي في كتابة المسلسلات التلفزيونية هي الأولى من نوعها في تاريخ الدراما العربية، إذ لم يُقدم عليها أي زعيم عربي سابقاً، إلا انها ليست المبادرة الأولى للقذافي نفسه، فقد سبق أن كتب رواية "الظلم: سنوات العذاب" كمشروع سيناريو فيلم، وهي تتحدث عن معاناة الشعب الليبي خلال مرحلة الاستعمار الإيطالي لليبيا، وباشر المخرج السوري نجدة انزور أعمال تصوير الفيلم قبل نحو سنتين، لكن العمل توقف لأسباب غير معروفة.
وعلى الصعيد الأدبي، شغل القذافي الحياة الأدبية العربية بمؤلفاته، ورأى بعض الأدباء أنها تتسم بالجرأة والمغامرة، وتخترق الحدود والتصنيفات النمطية للأجناس الأدبية.
وشهدت القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي احتفالية ثقافية كبرى بمناسبة توزيع مؤلفات وإبداعات العقيد القذافي بمصر، تنفيذاً لاتفاق تم بين المؤسسة العامة للثقافة في ليبيا ومكتبة مدبولي، وتمثلت هذه المؤلفات في: "الكتاب الأخضر"، والمجموعة القصصية "القرية.. القرية.. الأرض.. الأرض.. وانتحار رائد الفضاء"، و"الكتاب الأبيض إسراطين"، و"دراسات وأبحاث في أدب معمر القذافي" لكُتاب عرب..
..............
للبعض من محبي الشهرة والظهور –من الفنانات خصوصا - عقدة اشبه بالقدر الذي لا فكاك منه..الا وهو التقدم بالعمر وانحسار الاضواء وضيق المتاح من فرص ودخول النفق الذي يتلاشى معه وميض كاميرات الصحافة وتبتعد فيه وتخفت حد البهوت البارد ..صيحات الجماهير وتهليلاتهم..
ومع تقدّمهن في السنّ ..ومع اقتراب العمر الافتراضي للمهووسات –او المهووسين - بالتموضع امام وسائل الاعلام ..نجد انهم يبالغون في تقديم كل ما يمكن ان يثير حولهم بعض الفضول والتساؤل ويوجه نحوهم مشاعرالرغبة بالاكتشاف ..بحثا عن مواقع تفتح اذرعها لقادمين جدد قد يمروا بنفس المصير ان لم يحسنوا الاختيار.. والفنانة –العربية خصوصا-عندما تبلغ الحد الحرج من العمر تتشبث بتقديم ما قد كانت ترفضه سابقا من ادوار ومشاهد تصل حتى الفضائح الصريحة كنوع من البراغماتية القسرية والمتسترة عادةً بشعار الفنان الشامل..
فغالبا..الا من رحم ربي.. ما نصادف بعض من فاتهن قطار الفتنة وهن يقدمن ادوار تتميز بجرأة قد لا تكون مستساغة في مثل اعمارهن وغير متناسبة مع ما قدموه سابقا او ما ادعوه عن انفسهن على اقل تقدير..وغالبا ايضا ما يكون الجواب عن اي تساؤل مشوب بالاستنكار لبعض هذه التفلتات بانه نوع من تحقيق الشمولية الفنية..
ومهما اختلفت الممارسات والوسائل تبقى الاهداف والغايات المحتملة تدور في فلك استثمار ما تبقى من رصيد النجومية المتآكلة وتدويرها كشهرة او اموال ..ولا يمكن لأحد منا أن يتخيل حمى الرغبة بالفوز بلقب «الفنانة الشاملة»الا ضمن هذه المعطيات..
وهذه قد تصح في هكذا مهن..ولكنها بالتاكيد لن تكون قاعدة لكل مجالات النشاط الانساني..فمثل هذا التعميم سيكون ضربا من المستحيل. ذلك لأن الوسط الفني قد تتحكم به معطيات واشتراطات وحتى رغبات دفينة مكبوتة، ليست بمنأى تماما من مشاعر الغيرة الفنية أو الرغبة بالتنافس وجذب المزيد من الأضواء والتي قد تكون متوفرة بسخاء ضمن هذا الوسط..ومن شبه الاكيد ان لا مجال لمثل هذه المشاعر الاقرب الى العاطفية الفجة في عالم السياسة الموحش والمقنن بصورة عالية جدا..
وهذا ما يجعل من العصي على الفهم تلك الرغبة الاستحواذية القهرية التي تتملك الاخ القائد بتقمص الادوار وتحقيق الشمولية الكلية المطلقة لكل المواهب الانسانية ..والاكثر بعدا عن التصديق ان تكون الرغبة بالتفرغ للكتابة هي ما عناه المفكر الاممي الكبير بدوره الاهم على الساحة العالمية ..والذي اشفق عليه ان يتشتت بموضوعات داخلية تافهة مثل الفساد المتفشي والمشاكل الاجتماعية التي فشلت مؤسسات الدولة في تحقيقها وفي تكوين الحكم الرشيد ..كما صرح القذافي شخصيا كانه يتكلم عن دولة لا تعرف غيره سيدا منذ اربعة عقود..وهذا مااضطره الى تكليف ابنه بادارتها كأي صاحب متجر ينوي ترك العمل قليلا لتناول الغداء..وهل الوقوف في وجه غزو المسلسلات التركية لشاشاتنا القومية التقدمية هو من دفع القيادات الشعبية للمطالبة – عفويا وبلا ضغوط - بمنح د. سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي منصب رئيس القيادة الشعبية على مستوى ليبيا وبصلاحيات أوسع. مزكية كلام القائد التي طالب فيه بمنح نجله سيف الإسلام "الذي لا يشغل أي موقع رسمي في الدولة صيغة تمكنه من القيام بواجبه تجاه بلاده".
مواهب ومنجزات كثيرة نراها تتفجر يوميا من ملك الملوك ..ولكنها لن تكون كافية ابدا لاشباع رغبة الظهور القهرية التي تدفعه وليبيا من حوله الى المزيد من الاغتراب عن العالم الواقعي..الم تكن اربعون عاما كافية للرجل لكي يتعلم ان لكل لعب ولهو نهاية..وان لصنوه تجربة اقدم في الكتابة لم تنجه من مصيره المحتوم..
من المؤكد ان مثل هذا المسلسل سينتج..وستطبع نسخه وتغلف في علب فاخرة ..وسيوزع مجانا على الجميع ..وسيكون هناك الكثير من المتملقون من سيكتشفوا في النص بعض الجوانب التي لم يدركها صاحبها..وسيترجم ..وسيشارك في مهرجانات..وسيحصد الجوائز..بل قد تقام مهرجانات وجوائز خصيصا له ليحصدها..ولن يكون لكلامنا هذا اي معنى..ولن يراد له ان يكون..ولكننا نكتب حتى لا يقال ان مثل هذه الامور كانت مستساغة وقتها..وحتى لا يقال ان هناك من يعد مثل هذا الخراب ادبا..وحتى لا يسجل ان من قال" وعلى الصعيد الأدبي، شغل القذافي الحياة الأدبية العربية بمؤلفاته، ورأى بعض الأدباء أنها تتسم بالجرأة والمغامرة، وتخترق الحدود والتصنيفات النمطية للأجناس الأدبية" . كان واعيا لما يقول..
اننا نكتب لكي نقول مع الكاتب الليبي الشريف ابراهيم العسعس:"إنِّي أخطُّ في هذه الصفحات صورةً من الزمن الذي نعيش، وما الذي يُقال فيه كي يعرف من بعدنا أيَّ خَلْق ٍ نحن. إننا نحكم على أنفسنا بالعار قبل أن تحكم علينا الأجيال اللاحقة، وكيف أنَّ القذافي كان مُـقدَّماً فينا، ويقال له فوق ذلك: أنت بدرُ الدجى، وأنتَ فيلسـوف الزمان، ونبيُّ الصحراء ! "
اننا نكتب فقط لكي نقول للشعب الليبي الطيب والصابر اننا معك..وكان الله في عونك
التعليقات (0)