لم يستفيد من بقي من الزعماء العرب من درس زين العابدين ومبارك ، وما زال القذافي بعد كل هذه السنين العجاف من بقائه في السلطة رغما عن الشعب ما زال متمسكا بالسلطة ، مصرا أن يعمر أكثر مما عمر ، ويدافع عنها بالسياسة تارة والإرهاب تارة أخرى ، ولما أحس بعدم الفائدة من كل هذا ، راح يطلق الرصاص على الأبرياء العزل ، ويقنصهم بمن استأجر من المرتزقة ومن جندهم من الأتباع ..ولا زال يتجاهل الأصوات المطالبة بتنحيه وإسقاط نظامه ... قبل أن تنادي بمحاكمته هو وأفراد عائلته الذين تجبروا وتسلطوا على الخلق .. ونهبوا وسرقوا ..
ولا زال القذافي وأتباعه وحاشيته يطبقون السيناريو نفسه الذي اتبعه زين العابدين ومن بعده مبارك ، وفي هذا غباء ليس بعده غباء .. فالتجريب في شيء مجرب وثبت عدم فائدة أمر يدل على غباء المجرب وقلة حيلته وإفلاسه ...
فما قدمه الشعب من تضحيات في الأيام الأربعة الأولى من الشهداء والقتلى والجرحى والمفقودين والمعتقلين .. وما يعانيه من حرمان ونقص في الخدمات .. وما يمنع عنه من وسائل الاتصال .. من الهواتف والانترنت ووكالات الأنباء العالمية ومحاولة التعتيم على ما يجري من مذابح يندى لها جبين الإنسانية ...تحتم على الشعب الاستمرار والمضي قدما في النضال والثورة ضد كل ما يمت لنظام القذافي بصلة ..وتكاد تكون نهاية القذافي ونظامه نهاية حتمية مؤكدة ولو انه يصارع ويكافح ويقتل ويدمر .
ولعل القذافي الذي نصب نفسه إله من دون الله ..وأطلق على نفسه الأسماء الحسنى التي تليق بجلاله .. وانزل كتابا سماه الكتاب الأخضر أراده بديلا للرأسمالية والاشتراكية والإسلام .. وأنشئ له محطة فضائية ناطقة باسمه واسم كتابه الأسود سماها البديل ..لعله لم يدرك بعد أن اللعبة قد انتهت( ( GAME IS OVERوان عصر الحكم بالعصا قد ولى إلى غير رجعة وان العالم العربي والمواطن العربي في العام 2011 غيره فيما مضى .. وان عصرا جديدا قد بدأ ..
تقول الأخبار أن ما جرى ويجري في ليبيا .. ومدنها .. ومدينة بنغازي مجزرة حقيقية ...وكانت الصور المتواترة التي ترسل عبر الانترنت توضح حجم المجزرة وشراسة النظام ومدى توحشه .. فالرصاص على الأرض كأن حربا كانت ومضت .. والجثث في المشرحة كأنها بقايا حرب .. والدماء في كل مكان .. وصرخات الاستغاثة والمطالبة للتبرع بالدم وكأن البلاد في حالة حرب ..
وبالتالي يتأكد المواطن العربي عموما .. والمواطن الليبي خصوصا .. أن من يجابهه ما هو إلا عدو شرس يكن البغض والكراهية والعداوة لهم وإلا كيف يكون من يطلق الرصاص الحي على الأبرياء العزل .. وهم يتظاهرون سلميا .. والنتيجة هي استمرار التظاهر والاعتصام .. والإصرار على إسقاط النظام ..
وهنا سيكون حتميا على أبناء الشعب الواحد بكل ما فيه .. من رجال امن ومؤسسات أمنية مختلفة .. والقوات المسلحة وشبه المسلحة .. وأركان النظام سيكون عليهم واجب الانضمام والانحياز إلى الشعب .. والدفاع عنه .. فالتاريخ لا يرحم من يلقي بهم إلى مزبلته .. وهم بهذا ينحازون إلى أنفسهم وأهلهم ... مغبة ان يكون مصيرهم كما أركان النظام في تونس ومصر ... هذا من جانب ومن جانب آخر فإنهم يكونوا مع الأكثرية المستضعفة ضد الأقلية المتكبرة .. وهم مع الحق ضد الباطل وما كيد الباطل إلا قليل وما مصيره إلا إلى الجحيم .
التعليقات (0)