مواضيع اليوم

القذافي: سويسرا... فاجرة كافرة.

محمد مغوتي

2010-02-28 13:25:54

0

                                                        القذافي: سويسرا... فاجرة كافرة.


     يبدو أن الزعيم معمر القذافي ضاق ذرعا بانتظار وحدة عربية أو افريقية، فبادر الى استدعاء الوحدة الاسلامية هذه المرة، وذلك من خلال التصدي لأعداء الاسلام والمسلمين. وهكذا دعا في خطبة له في مدينة بنغازي مساء الخميس 25/02/2010- بمناسبة الصلاة الجامعة التي يعقدها كل سنة احتفالا بعيد المولد النبوي الشريف - الى الجهاد ضد " سويسرا " الكافرة والفاجرة،التي أصدرت قرارا يمنع العقيد وأسرته بالاضافة الى عدد من الشخصيات السياسية الليبية من دخول أراضيها مؤخرا.والمبرر الذي قدمه القذافي هو اعتداؤها على بيوت الله. وتلك اشارة الى استفتاء السويسريين في شهر دجنبر 2009 حول بناء المآذن.
    هذه الخرجة الاعلامية الجديدة لعميد الحكام العرب كانت منتظرة، اذ لا يمكن أن يمر حادث سياسي كالذي أقدمت عليه سويسرا مرور الكرام، خصوصا وأن الأمر يتعلق بالتطاول على رئيس دولة ذات سيادة. لكن أكبر عتاة التحليل السياسي في العالم لم يكن لينتظر حجم الرد وطريقته. فقد فاجأ القذافي كل المهتمين عندما امتطى قطار الدعوة الى الجهاد، فأمطر السويسريين بتهمة الاساءة الى المسلمين مستخدما ألفاظا استقاها من قاموس الفقهاء. وهكذا يطبق الزعيم القاعدة الماكيافيلية في السياسة أحسن تطبيق. وهي القاعدة التي تقول : " الغاية تبرر الوسيلة "، فالغاية هي الضغط على سويسرا من أجل التراجع عن قرارها. ولتحقيق هذه الغاية أصبحت كل الوسائل مشروعة، حتى ولو اقتضى الأمر تهديد أمن وسلامة هذا البلد. والمفارقة في كلام القائد الليبي أنه تشبث بالجهاد للدفاع عن الاسلام والمسلمين، لكنه حرم في الوقت ذاته الارهاب وأشار بالاسم الى تنظيم القاعدة. وهو بذلك يميز بين الجهاد بوصفه دفاعا عن النفس، والارهاب باعتباره اعتداء غير مقبول... لكن التخوف الحقيقي يكمن في أن شركة ابن لادن هي المرشحة للاستثمار في أرواح السويسريين اذا تم - بموجب نتائج الاستفتاء الشهير حول بناء المآذن - تصنيف سويسرا كدولة معادية للاسلام.
    قال القذافي في كلمته المذكورة: " قاطعوا هذه الملّة الكافرة الفاجرة المعتدية على بيوت الله "، مضيفا في ذات السياق: "ان تجاهد ضد سويسرا والصهيونية والعدوان الأجنبي بمالك ما لم تستطع بنفسك هذا ليس إرهابا ". وفي هذا دعوة الى مقاطعة اقتصادية لسويسرا على أقل تقدير( وذلك من باب أضعف الايمان). ويعرف كل المتتبعين أن جذور الأزمة الديبلوماسية بين ليبيا و سويسرا تعود الى حادثة توقيف " حنبعل " أحد أبناء العقيد على خلفية شكاية تقدم بها اثنان من خدمه ( تونسية ومغربي) عن سوء معاملتهما بجنيف في يوليوز سنة 2008. وبعد سلسلة من الاجراءات المتبادلة بين الطرفين، أصدرت طرابلس أخيرا قرارا بمنع كل مواطني دول " فضاء شينغن " من دخول الأراضي الليبية ردا على قرار الحكومة السويسرية بمنع شخصيات ليبية من دخول أراضيها.وكان القرار بمثابة ورقة ضغط على حكومة بيرن نظرا للخسائر التي يتكبدها الأوربيون جراء هذا المنع. لكن الهجوم الليبي لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصر العقيد على مزيد من التصعيد في خطابه الأخير. الا أن دعوة القذافي الى الجهاد ضد سويسرا قوبلت بالرفض في عدد من العواصم الأوربية والأمم المتحدة التي اعتبرت أن مثل هذه التصريحات غير مقبولة في العلاقات الدولية. وذلك لأن الأعراف والتقاليد الديبلوماسية لها ضوابطها، والخلافات السياسية تحل بالتفاوض والحوار .

     وفي انتظار ما ستسفر عنه حلقات مسلسل الخلافات بين ليبيا وسويسرا... ما رأي الشيوخ والفقهاء من حراس الشريعة في دعوة العقيد الأخيرة الى الجهاد؟؟.
                                         محمد مغوتي.26/02/2010.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !