القدية والبحر الأحمر
تنويع مصادر الدخل وتحقيق أعلى درجات الضبط المالي وتعزيز حق الترفيه للمواطن وجلب الإستثمارات وخلق فرص عمل للمواطنين جميعها أهداف وضعتها رؤية 2030 على رأس الأولويات جنباً إلى جنب عدة أهداف ، ولتحقيق تلك الأهداف بدأت عجلة التفكير في الدوران بعد أن أصبح الإعتماد على النفط خياراً لا يمكن التعويل عليه مُستقبلاً ، السياحة رافد إقتصادي هام وقطاع حيوي إذا ما أُحسن إستثماره فالقطاع السياحي بحاجة لصناعة سياحية متقدمة وحديثة بعيدة عن البيروقراطية ، ولكي تصبح كذلك أُعلن قبل مدة عن إطلاق أكبر مدينة ترفيهية بالشرق الأوسط والتي ستحتضنها الرياض "القدية" وأُعلن قبل عدة أيام عن مشروع البحر الأحمر الذي سيكون وجهه سياحية عالمية ورافد حيوي هام ومنطقة جذب للكثير من الإستثمارات المباشرة واللوجستية ، مثل تلك المشاريع مهمه لتنويع مصادر الدخل ومهمه لكسر الروتين الإداري الذي عانت منه المؤسسات الحكومية طوال عقودِ ماضية ومهمه أيضاً لتحقيق نقلة نوعية في الشأن الثقافي والاجتماعي فالاصلاحات والظروف الإقتصادية لا تخلق فرص عمل فحسب ولا تدر مالاً على خزينة الدولة بل تخلق تغير ثقافي واجتماعي نحن في أمس الحاجة لوجوده والتماهي معه ، هناك فئة تقف ضد التغيير معللةً ذلك بمحاربة المنكرات ودفع التغريب عن البلاد والعباد وتحجيم البلوى ؟ علل مختلقه فالمدينة الفاضلة لم توجد إلا بمخيلة أفلاطون وسلوكيات الأفراد يحكمها القانون والوعي والإلتزام الروحي بأحكام الشريعة الإسلامية الواضحة والصريحة الغير قابلة للتأويل والتحليل والتنميط ، مشكلة تلك الفئة أنها تعيش خارج دائرة الزمن فزمن الوصاية ذهب إلى غير رجعة واحتكار النص الشرعي لم يعد مقبولاً على المستويين الرسمي والإجتماعي ، تلك الفئة لا تُريد إنفتاحاً ولا معرفة ولا تقدم صناعي وتقني ولا تُريد نمو وتنمية وإصلاحات شاملة على مختلف الأصعدة لأنها تخشى على مكانتها فوجود تنمية يعني وجود إستقلالية للفرد ويعني عدم وجود ملف يُستخدم بشكلِ يخدم مصالح تلك الفئة أيديولوجياً ووجود إنفتاح يعني تحرر العقل من قيود النقل والتضليل بإسم الدين ووجود معرفة يعني وجود تعددية فكرية وثقافية همها الفرد الذي هو أساس البناء والتعمير ووجود إصلاحات ونمو وتقدم صناعي وتقني يعني رفض الماضي بخيالاته الواسعة والإنطلاق نحو المستقبل ، كل تلك عوامل تُهدد أركان فئة الرفض والتشغيب وتُشكل عامل هدم لها ولكي يزول الخطر عنها بدأت بتحريك إسطوانة التغريب والعواطف التي لا يصدقها سوى قطيع الجهل والتنميط .
التغريب لم يعد بعبعاً يُفزع غالبية المجتمع الذي يطمح للتغريب لأن فيه ضالته فأهلاً به ليرفع الإنسان ويحقق أحلامه وطموحاته ويكشف ستار الظلاميين الواقفين حجر عثرة أمام مصالح البلاد والعباد .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)