هناك من يسأل سؤال خبيث .. من بنى المسجد الأقصى ؟
وعل الرغم من أن السائل يعلن بكل وضوح عن علمانيته ، إلا أنه وفى هذه الحالة ولأن أخبار المسجد الأقصى تحتل صدر الأخبار العالمية والعربية نظرا لما يحدث هناك من محاولة الاقتحام والتهويد ، يطرح السائل سؤاله الذى يتضح منه استناده على ممن كتبوا التوراة ، وهذا هو الكيل بمكيالين ، فالعقلية العلمانية لمن يعارض رأيه فى حالات ، والعقلية الغيبية حين تكن له أهواء !! ويال العجب من الانفصام والتناقض فى التفكير لمن يدافع ويعتنق العلمانية والديمقراطية
هل هذه الأفعال تستند على إننا لا نستطيع أن نشم رائحة الشواء !!؟
على أية حال طلب منا " كمدونين " أن ندلى بدلونا فى هذا الأمر وسنحاول معكم أن نفهم الأمر .
والخبث هنا ليس من السائل ، ولكن ممن كتبوا التوراة .. فيقولون أن عفاريت الملك سليمان هم من بنوه بينما كان يقف يراقبهم.. وحدث أن مات الملك سليمان وهو مستند على عصاه.. ولم تعرف العفاريت بموته فظلوا يبنون فى المسجد الأقصى حتى أتت حشرة أكلت لباب العصا فلم تقوى على إسناده فوقع سليمان ، وعرفت العفاريت بموته.
ومعنى الأقصى أى الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الاسلام الثلاثة مكة والمدينة على الأرجح ، وكان المسجد الأقصى يعرف ببيت المقدس قبل التسمية القرآنية له ، وقد ورد هذا فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
روى عن أنس بن مالك فى مسند أحمد
(أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ قَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ...)
وكانت منطقة القدس تسمى الياء فى ذلك الوقت ، وكل هذه الأسماء تدل على عظمة الأقصى وقدسيته عند المسلمين
عن أبى زر الغفارى ، قلت يارسول الله اى مسجد وضع فى الأرض أول ؟ قال المسجد الحرام
قلت ثم أى ؟ قال " المسجد الأقصى " قلت كم كان بينهما ؟ قال " أربعون سنة " ، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل فان الفضل فيه " رواه البخارى
ويعتقد المسلمون انه كما تتابعت عملية البناء والتعمير على المسجد الحرام ، تتابعت على الأقصى ، فقد عمره ابراهيم عليه السلام ، حوالى العام 2000 قبل الميلاد ، ثم تولى المهمة أبناؤه اسحاق ويعقوب من بعده ، ثم جدد سليمان بناؤه العام 1000 قبل الميلاد .
روى عن عبد الله بن عمر ، فى سنن بن ماجه ومسند أحمد ، وسنن النسائى
لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ
ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 للهجرة)، بنى عمر بن الخطاب الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى[4]. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية - 96 هجرية/715 ميلادية،[5] ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي
التعليقات (0)