السخرية من القدر وبشاعته تتجسد في كل لحظة نعيشها...
حين تتجمد كل الأحاسيس وتتقهقر نحو هوة سحيقة والقادم من الزمن كفيل بالإجابة عن معنى الوجود دون رغبة فيه
سكير أسقطه القدح العاشر فكتب ما يلي :
لقد رأيتك ذات حلم،ولم يتبق في ذهني غير إحساس بالطمأنينة..وقد ظللت أياما أخمن أي كلام سأقوله لك لو أنك تعودين.فلم أجد إلا رسالة قصيرة :آسف لأني لم أعتذر أكثر،لأني لم أكشف عن مشاعري أكثر.لقد فرض علينا أن نخطئ أكثر مما قد يجعل العلاقة ناجحة.لم أكتشف قلقي إلا حين اقتنعت مكرها أني فقدتك للأبد.وكان الزمن حينها قاسيا
2
مرتاح قليلا،رغم عجزي عن التعايش مع هذا الواقع،وحينما يسألونني عنك أقول أنك بخير وعلى خير وأننا "فقط" لم نعد نلتقي
3
كنت أسائل نفسي : أحقا كنت مخطئا حين امتطيت صهوة حلم تحول إلى كابوس جعلني أتيه وأنا أبحث عن وجهك في الأماكن التي كنا نرتادها سويا
في القلب حنين إليها و إليك..في النهار أقول نسيتك،لكنني الآن وقد جن الليل أراك في قرارة الكأس،وكل حرب ضدك مهزومة والشوق بطعم الوجع ولون الفراق...لقد أعلنت فشلي، والحياة كلها الآن ورائي
أرى الأمل يتوارى وأنت بعيدة..أرى الزمن الفارغ يلتهم أيامي رويدا رويدا
4
بين قوسين ،قاب كأسين من السكر أو أدنى ،وبين كلمتين "حبر وحب " ونبيذ ووقت مستقطع من الذاكرة،حروفي تتسابق لتفتض بياض الورقة والذهن المتوحش يصير وديعا بعد القدح الخامس أما العاشر فقد أعماني. فبصقت على الزمن..وعلى أحزاني، وصرخت في وجه ذاكرة سادية لا تني تعذبنا في كل حين.وددت النسيان لكن هيهات فقد نسيت كيف أنساك
5
وما بين قلبين وامرأتين
وقطار يأتي وآخر يمضي
ويوم يرحل وآخر يأتي :
طلبت دقائق أخرى من الحلم،من السكر، فرشفت الكاس الأخيرة حتى الثمالة وحدثت الزجاجة : "هناك حتما وقت أخير أدعوك فيه، قبل الرحيل،لأراك قليلا وأطمئن عليك كثيرا،
وأشتم العالم قليلا
وأشكو إليك همومي الكثيرة وأشكو إليك هذا العذاب الطويل
هناك حتما زمن سيتوقف فيه هذا التمزق..هناك زمن للكتابة، بها نغالب الهم ونتقيأ الكآبة.فصل ما بين الفصول هو فصل الكتابة،فصل البكاء الصامت والقرب من السماء أكثر من أي وقت آخر
6
حين اشعر ان كل الحروب ضدي،أصدقاء الحروف ضدي،كل المشاعر ضدي.في اللحظات التي أتصعلك فيها في دروب الحزن وحدي،وأقاوم الحنين وحدي،وأقتل القلق والتكرار وحدي،حينها عرفت أن الحزن يوصل حتما إلى اللحد
7
كانت واحدة لا اثنتين
هواؤها وحده يسكن الرئتين
ويغري بعبق أنفاسه الشفتين
الواحدة غائبة فكيف لي أن أقاتل على جبهتين
بين قلبين، وامرأتين...
هي تحوم في عروق الرأس واليدين
وبين جسد هنا وروح هناك
لم يعد بين ناظراي سواك
8
ليتنا ما عرفنا أحدا
حتى لا نجرح أحد
ليت هذي الدنيا العاهرة تعود للوراء
كنا سنمسح الدمعة قبل ان تسيل
كنا سنفرح بكل لحظة.. قبل أن ترحل ولا تعود
م.ش/القنيطرة /2008
التعليقات (0)