القتل خوفا من الفضيحه
كثيرا ما تطالعنا صفحات الحوادث في مختلف الجرائد بأخبار قتل أطفال في عمر الزهور وأيضا كبارا .. ولكن الصغار علي الأخص تنتشر أخبار قتلهم أو العثور علي جثثهم بصور متكرره جدا هذه الأيام ..
@وقد تلاحظ أن من أهم أسباب قتل هؤلاء الأطفال علي الإطلاق هو "الخوف من الفضيحه" ويأتي القتل غالبا علي يد الأقرباء "حتي الأمهات منهم" أوالجيران أوالمعارف ..
@والفضيحه المعنيه هنا هي "الفضيحه الجنسيه" بمعني .. مثلا أن تشاهد طفله أمها تمارس الجنس مع رجل آخر فتقتلها بمشاركه عشيقها .. كما حدث منذ فتره قريبه بالاسكندريه ..
أو أن يشاهد طفل الجيران جارته في أحضان رجل غير زوجها فتستدرجه وتقتله كما حدث منذ فتره قريبه في إحدي قري الوجه البحري .. والأمثله لا تعد ولا تحصي لهكذا حوادث قتل بشعه تقشعر لها الأبدان ..
@وحتي لا نخفي النار المتقده بقليل من الرماد ونجعلها غير ظاهره للعيان وننام مطمئنين مرتاحي البال .. كما يفعل الكثيرون .. بذكر عقوبه الزنا وعقوبه القتل في الدين والآيات الدالات علي ذلك وفي القانون أيضا وقليل من الموعظه عن هذا الأمر والكثير من الألفاظ الغليظه لمرتكبي تلك الفعلات ..
أو القول بأن هذه حالات "شاذه" لاتحدث الا نادرا في مجتمع محافظ متدين .. وإنتهي
@يجب أن نبحث قليلا وأن نعمل عقولنا .. فالعلاقات الجنسيه أو الزنا بالرغم من التحريم الديني والمجتمعي لها الا أنها نتنشر بصوره كبيره جدا .. وهي تأخذ حيزا كبيرا من ثقافات المجتمع وعاداته وتقاليده الرافضه "ظاهريا" لتلك الفعله والتي لا تتقادم ويتناساها الناس علي مر الأيام .. ولكن تبقي في الذاكره وتتناقلها الألسنه ويحمل تبعاتها الأبناء وربما الأحفاد ..
@وبالتالي الفضائح الجنسيه هي أهم ما يُخشي منه في مجتمعنا بالرغم من أننا لا ننتهي أو نمتنع عنه ولكن نأخذ كل الإحتياطات والتدابير السريه حتي لا تنكشف أمورنا الجنسيه .. لا خوفا من الله ولكن خوفا من الناس والفضائح بينهم ..
@ولكن ربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويرانا طفل أو طفله صغيره من الأسره أو الجيران بالرغم من كل التدابير .. ويصبح شاهد علي الفعله فيأتي القرار السريع بدون تفكير طويل وهو التخلص من هذا الشاهد بالقتل ..
@وبعيدا عن غض البصر وحفظ الفرج والوازع الديني والخوف من الله .. لماذا ..؟
@الجنس غريزه لدي الانسان وهي من متطلبات الجسد كالأكل والشرب تماما والكثير من المجتمعات أباحت العلاقه الجنسيه مع التفريق بينها وبين البغاء .. وإعتبرتها من خصوصيات حريات الأفراد التي لايجوز التدخل فيها أو الإقتراب منها .. بالرغم من معارضه الأديان الشديده لذلك ..
@أما المجتمعات الشرقيه فقد تغلبت عليها الأعراف وأصبحت تقاليد ربما تعلو فوق الدين أحيانا ولم تستطع تلك المجتمعات إباحه العلاقه الجنسيه الا من خلال مؤسسه الزواج .. وفي نفس الوقت لم تعطي حلولا لمن هم بغير زواج أو لم يجدوا ضالتهم في الزواج ..
@وهنا أصبح لزاما علي من هم خارج مؤسسه الزواج أو داخلها ولكن مثل من هم خارجها كأن يتغيب الزوج أو الزوجه فتره طويله أو يمتنع عن المعاشره بإراده أو بغير إراده .. الي آخره .. أصبح لزاما عليه أن يغض البصر والطرف أيضا ويحفظ الفرج طمعا في الآخره وإلا فالفضيحه والجُرسه المجتمعيه في إنتظاره ..
@ولكن هل يستطيع الجميع الإلتزام بجاده الدين بالاكثار من الصوم والصلاه وإلهاء الفكر بأمور أخري غير الجنس طوعا وإبتغاءا لمرضاه الله ..؟
@الإجابه الصحيحه "لا" .. وإلا لما وجدنا علاقات جنسيه بدون زواج .. فمازال علمائ الآثار يبحثون عن المدينه الفاضله الغير موجوده علي الإطلاق .. والمجتمع لا يعطي حلولا ولا يرحم في نفس الوقت ..
@وبالتالي أصبح لزاما علي من يقيم علاقات جنسيه بدون زواج أن يتخذ التدابير والحيطه الكافيه حتي لا يكتشف أحد من أفراد المجتمع أمره وتصير له جُرسه وفضيحه علي كل لسان وإلا فلا مفر من أن يقتل الشاهد تجنبا لهذه الفضيحه ..
@وهنا .. نعود ثانيا الي نقطه البدايه وهي ..
@بدون تفكير إتخاذ قرار قتل من يكتشف أمر هذه العلاقه حتي لو كان فلذه كبدنا أو أعز الناس ردءا للفضيحه والتجريس في المجتمع ..
@ليتبقي السؤال الأخير .. هل نحن مجتمع يمارس الفضيله ظاهريا فقط أي أمام الناس بينما يسبح في مستنقع الرزيله دون أن يراه الناس كمكون أصيل في الشخصيه ..؟
مجدي المصري
التعليقات (0)