مرة أخرى تفرز أوربا (الحضارة)، نماذج شاذة من المنحرفين المتطرّفين، ومن الهمجيين المجرمين والدمويين .. ليظهر جليا كم إن بعض الأمم تُظلم حين تُوصم جباهها بالهمجية وبالتطرف !.. وليتأكد العالم من أن (الإرهاب)، ليس علامة تجارية مُسجلة باسم الجماعات الإسلامية فقط، تم تصديرها من كهوف تورا بورا المُغبرّة، وأن المجرم الإرهابي ليس بالضرورة أن يكون طيني البشرة داكنها، أو مكوي الجبهة من أثر السجود، أو كث اللحية والشارب، أو .. أو غيرها من الصفات والصور النّمطية المرسومة في ذهنيات الغرب عن المتطرفين الإرهابيين !.. فقد يكون المتطرف مواطنا غربيا أصيلا غير مُهجّن، ورث مزرعته عن أبيه عن جدّه، ونشأ في بيئة (طبيعية راقية)، وتلقى تعليما وتثقيفا وإيتيكيت على أعلى المستويات .. يقوم ـ هكذا وبكل برودة دم ـ بحمل حفنة من المتفجّرات بيد وينسف بها أركانا من وطنه، وباليد الأخرى رشاشا آليا يُردي به أهله ؟!..
وأوروبا (الحضارة) يؤلمها الإعتراف بالجرائم التي يقترفها بعض أبنائِها المتطرفين في حقها، ويؤلمها أن لايكون المُتهم في قضايا القتل والتخريب والتفخيخ والتفجير تلك الإسلام !.. لذلك تحاول تقزيم حجم تلك الجرائم حتى ولو كانت أفظع من تلك التي ترتكبها الجماعات الإرهابية الإسلامية !..
فتلك أوروبا الحضارة التي تفضّل أن تُذبح ضحاياها على أيدي متطرفيها، على أن تُذبح بأيدي متطرفين آخرين خصوصا لوكانوا مسلمين !.. وكأنها تعتقد بأن متطرفيها وسفّاحيها أكثر تحضّرا ورقيا من متطرّفي العالم وسفاحيه ؟!..
فقبل يومين فقط، إستيقظت النرويج على وقع إنفجارات مدوّية هزّت العاصمة أوسلو، وعلى إطلاق نار كثيف خلّف ثلاثة وتسعين قتيلا وعشرات الجرحى والمفقودين !.. وكان من الممكن أن يكون للخبر صدًى مُختلفا ووقعا مُغايرا، فيما لو كان منفذوا تلك العمليات يحملون نصف عِرق عروبة أو ربع إنتماء إسلام !.. لكن ولأن (الإبن العاق) نرويجي أبا عن جد، ولأنه (متطرف مُلحد) حدّ الجنون، ويمقت العرب والمسلمين حدّ الغثيان، فذلك كافٍ وزيادة لجعل (مجزرته) في حق أهل وطنه جريمة من الدرجة الثانية، ولحظة طيش دامية لم تتناولها وسائل الإعلام كما تتناول هجمات الجماعات الإسلامية المتطرفة عادةً ؟!..
فتلك أوروبا الحضارة التي تفضّل أن تُذبح ضحاياها على أيدي متطرفيها، على أن تُذبح بأيدي متطرفين آخرين خصوصا لوكانوا مسلمين !.. وكأنها تعتقد بأن متطرفيها وسفّاحيها أكثر تحضرا ورقيا من متطرّفي العالم وسفاحيه ؟!..
النرويجي السّفاح قتل (ثلاثة وتسعون) إنسانا، والعقوبة التي تنتظره فيما لو تمت إدانته هي (واحد وعشرون) سنة سجن فقط ؟!.. فيا لها من عدالة وياله من قصاص ؟!.. لكن ماذا كانت ستكون عقوبة السّفاح فيما (لو) كان مُهاجرا أو مقيما من أصول عربية وصاحب إنتماء ديني إسلامي ؟!.. سنترك الإجابة في حدود (لو) .. والحمد لله أن (لو) تبقى (لو) ولن تغيّر من واقع الحال شيئا، ويبقى إبن النرويج المتحضر والمثقف وصاحب البشرة البيضاء الشفافة، هو المجرم الهمجي والسّفاح الدموي خرّيجك يا مدرسة أوروبا الحضارة !..
أوروبا الحضارة التي تفضّل أن تُذبح ضحاياها على أيدي متطرفيها، على أن تُذبح بأيدي متطرفين آخرين خصوصا لوكانوا مسلمين !.. وكأنها تعتقد بأن متطرفيها وسفّاحيها أكثر تحضرا ورقيا من متطرّفي العالم وسفاحيه ؟!..
25 . 07 . 2011
التعليقات (0)