هكذا هكذا يكون الدم مباحا وهكذا يكون لقوى العنف والاجرام ان تمارس فعلها في وضح النهار ويستمر الدم ويستمر مستقبلنا رهينة، وتستمر ارواحنا بانتظار قرار ما من جهات الظلام ليعلن صعودها الى جهة في الاعالي ، وتتناثر اجسادنا اشلاءا على ساحة تمتد من المحيط الى الخليج.
سئمنا يا كل الآلهة سئمنا .. يا كل الضوء اما من نهاية لهذا الليل، وهذه الخفافيش التي تتربص بنا وبخطانا وتخطف راهننا ومستقبلنا وتودي بنا الى مستقبل غامض خطه بدمنا واشلائنا ، وصراخ الثكالى اللواتي ينحن من اول الفقد الى اخر الليل.
نحن اللذين ليس بيدنا غير ان نقول يالهذا الليل كم يتسع وكم يتغذى على اشلائنا... وليس امامنا سوى الصراخ من ينقذنا ؟؟ ما عاد بنا مايكفي من الحيل كي نمضي فوق قبورهم، القبور تتكاثر.. القبور تتسع والقبور لازالت بلادنا.. هابلادنا قبر مفتوح يتربص بنا وها حراس القبور يترصدون وجوهنا كي يطفؤا حلمنا البسيط الذي لا يعدو ان نتنفس دون رائحة الموت.
اذا كانت قوى الظلام تختطف بلادا تحت مسميات ورايات وشعارات لازالت تجدد نفسها وتغير وجوهها ونصوصها منذ اكثر من الف واربعمئة عام هل يحق لنا ان نتساءل الم يحن وقتنا نحن اللذين نريد الهواء دون رائحة لاشلاء جثث متفحمة هي اباءنا وابناءنا وو.
واذا كانت القتلى يسقطون على مدار الوقت ولم يعد متاحا لنا حتى ان نحصيهم أو نذرف دمعا عليهم .. ان نقول لهم وداعا ... ان نعلم مقابرهم ... ان نتقصى اثارهم ونرتل احلامهم التي اختطفها القتلة فجأة ... وإذا كنا اصبحنا نتعثر بالاشلاء في صبحنا وأمسنا وغدنا أما آن لنا ان نصرخ ايتها الالهة سئمنا ايها القادرون حررونا.
حررونا من اولئك الذين لا طاقة لنا ان نحرر انفسنا منهم، ولاطاقة لنا ان نحرر غدنا منهم.... ولم يعد بنا من اليقين ما يكفي لنبقى احياء ورائحة ضحايانا تخنقنا... ورائحة كريهة للقتلة تخنقنا وامسنا يخنقنا.. وو اختلطت بنا جهات الله ولم يعد هناك في الارضــ نا منأى للكريم عن الاذى.. ولم يعد غير قبور مفتوحة فاغرة افواهها لتلتهمنا ليس كجثة مكتملة بل اشلاء .... اشلاء كي لا يتاح لمن يبقى ان يلقي نظرة اخيرة ويحفظنا حتى كصورة في الذاكرة.
واذا كان احد يحتج على قبول جنبلاط بالانتداب فليشمر عن ساعديه ويحررنا ينقذ دمنا من ان يظل مستباحا ومسفوحا في كل الطرقات.... نريد احدا يحمي ارواحنا اللائبة من خوفها... نريد احدا يجعلنا نعود لاطفالنا في اخر الليل كي نغطيهم... ونقبلهم وهم يذهبون الى مدارسهم ونفرح بهم وهم حاملين حقائبهم وعائدين.. نريد ان ننام مع زوجاتنا ونحن مطمئنين الى اننا سنصبح في نفس الفراش ... نريد ان نذهب الى عملنا دون ان تحصدنا ايادي القتلة التي تتربص بنا .. نريد ان نعود لمنازلنا نحمل الخضار والفاكهة ونغني عن الحب وللحب في عيده ونكتب رسائل لاصدقائنا وصديقاتنا بهذا العيد لا ان نكون مشغولين بادانة القتل والجرائم وتحليل من يقف خلفها.
هاقد دفن الحريري " في مسجد محمد الامين" وجاورته قبور الضحايا السبعة (وعذري من الضحايا الاخرين الذين سقطوا في هذه الجريمة) يا كل القادرين .... ها نحن نستغيث نريد قبرا تاسعا بجوارهم للقتلة كي لا يبقى دمنا مستباحا نريد قبرا تاسعا .. كي نطمئن الى غدنا ...نريد قبرا تاسعا كي لا نظل نستغيث.
ايتها الالهة ايتها الشياطين ايتها السماوات ايها الحجر .... يا ايها القادرون نريد قبرا تاسعا لنغلق هذه الاوطان المفتوحة قبورا.
التعليقات (0)