القواسم المشتركة بين السودان وإثيوبيا:-
أولا القبائل المشتركة
يضم الشريط الحدودي العديد من القبائل التي فصلها ترسم الحدود عن بعضها وتم إتباع جزء منها للحبشة وجزء للسودان، الملاحظ ان أبناء القبيلة الواحدة بل الأسرة الواحدة يظهر منهم مسئول في السودان وإثيوبيا ، وقد استفادت بعض القبائل من التداخل بين البلدين او كان نقمة علي بعض المجموعات المتداخلة او التي ضمت قسرا دون منحها أي حقوق او شكل من إشكال الشراكة الاقتصادية ويظهر ذلك جليا في حالة البني شنقول ، من أهم القبائل المتداخلة:
1- قبيلة البرتا:-
من سكان النيل الأزرق الأصليين لهم وجود لمجموعات منهم داخل الأراضي الإثيوبية ، يتحدث اغلب سكان النيل الأزرق بلغتهم وهي قبيلة كبيرة مسيطرة ثقافيا وتتوزع بين السودان وإثيوبيا ويوجد عدد من أبنائهم شاركوا في حكومات الإقليم السادس الإثيوبي، استقر البرتا في الشريط الحدودي مع إثيوبيا ،من أعياد البرتي عيد جدع النار ويكون في شهر نوفمبر بعد نهاية الحصاد كما لديهم الوازاء وهي الة موسيقية تصنع من القرع وتعزف بشكل جماعي في الأعراس والمناسبات .
2- قبيلة القمز:-
قبيلة القمز من القبائل التي كانت تتبع لمملكة الفونج فهي من القبائل المشتركة بين السودان وإثيوبيا ويتمركزوا في الشريط الحدودي في مناطق ( يا بشر _ يا ريدا _ بمبدي _ ألمان _ كرمه ) في السودان , أما في إثيوبيا ( يابشر _ بامزا _ بمبدي ) , وهي قبيلة فيها نسبة وثنيه كبيرة ،يحمل اغلب أفرادها الجنسية الاثيوبيه .
يعمل أفراد القبيلة في الرعي لأعداد بسيطة من الماعز والأبقار وجمع الصمغ العربي والزراعة والصيد واغلب أهل هذه القبيلة رقيقي الحال. القمز لهم تمثيل في حكومة إقليم قمز بني شنقول ،كمل لهم حركة صغيرة تدعي تنظيم القمز وهي متحالفة مع حكومة ميلس زيناوي.
3- مجموعة الكوما وقنزا:-
تسكن مجموعة الكوما والقنزا في يابوس جنوب الكرمك وهي مجموعة قبيلة مقفولة ولها علاقات امتزاج وتصاهر مع الكوما وتحسب قبائل الكوما والقنزا علي أساس إنها شبة مجموعة واحدة يدين جزء قليل منهم بالإسلام وان كانت هناك جهود قليلة لتبشيرهم بالمسيحية إلا إن الغالب الأعم وثنيون، الكوما والقنزا من القبائل المتداخلة مع إثيوبيا .
4- قبيلة قباوين:-
من القبائل المشتركة بين السودان وإثيوبيا وشانهم شان قبائل النيل الأزرق يوجد القباوين في مدينة الروصيرص وفي إثيوبيا في منطقة قبا(منكوش) وإسلامهم قوي، يقول القباوين ان أصولهم من عرب المدينة المنورة التي تسمي أيضا قبا وقد هاجروا إلي الحبشة وسكنوا في غربها وسموا منطقتهم قبا والان يطق عليها اسم منكوش.
القباوين أيضا توجد مجموعات منهم في محلية الروصيرص ومناطق الكدالوا ويتميزوا بالطيبة وحسن المعشر ، لم يشترك القباوين في أي جبهة معارضة للبلدين (السودان وإثيوبيا) طوال تاريخهم في المنطقة.
5- قبائل البني شنقول :-
البني شنقول ترجع بعض الروايات أصولهم إلي المجموعات العربية التي هاجرت إلي أقصي جنوب النيل الازرق إلي إقليمهم الحالي ثم تزاوجوا من القبائل المحلية (1) وعرف جزء منهم باسم الوطاويط وهم المجموعات التي هاجرت إلي إثيوبيا والمنطقة الحدودية في فترة متأخرة 0
ويعتقد ان قبائل البني شنقول هم سودانيين فروا أمام الغزو التركي الذي سيره محمد علي باشا لجمع الذهب من جبالهم والرجال لبناء جيشه وقد مارس الأتراك أبشع الأساليب في تنفيذ أهدافهم مما دفع العديد من القبائل ان تفر أمام جيوشهم التي كانت تستعمل السلاح الناري ، وعند هروبهم في اتجاه الأراضي الإثيوبية مارس فرسان البني شنقول العنف ولم يرضخوا إلي سلطان ملوك الأحباش 0
لعب البني شنقول دورا مهما في حرب الطليان وذلك بدعم الجيش الإنجليزي وثاروا علي الوجود الطلياني في الحدود السودانية وتم تدريب (180) من البني شنقول ثم ترفيعها إلي 350 فرد وعرفوا باسم (باندا فونج ) وكانت مهامهم تتركز علي حماية الحدود مراقبة التسللات للقوات الإيطالية وجمع المعلومات للإنجليز 0
يجدر بالذكر ان سياسة المناطق المقفولة التي تبعتها السلطات الانجليزية تهدف إلي عزل التجمعات القبلية الوثنية في السودان وجنوب النيل الازرق بصفه خاصة قبائل (الادك والمابان والجمجم والانقسنا والبرون) وهي قبائل شبه وثنيه ، سعي الانجليز إلي عزلها ومنعها من التداخل مع الوطاويط والبني شنقول والتي ضمت بعد مطالبات الملك منيك بضرورة إتباع هذه المنطقة الغنية بالذهب (إقليم بني شنقول ) وشعر الإنجليز بضرورة ان يحتفظوا بالنيل الأزرق في مقابل تنازلهم لإثيوبيا عن إقليم بني شنقول 0
بعد سقوط أم درمان بواسطة القوات المصرية والإنجليز تدخلت إثيوبيا واحتلت منطقة فازوغلي والروصيرص ولكن الإنجليز بقيادة الميجور بارسونيز أدار مفاوضات مع الملك منيك وخرجوا باتفاق بموجبه يحتفظ الملك منيك الثاني باقليم بني شنقول ذو الأغلبية المسلمة الذين يتحدثون اللغة العربية في مقابل ان تمنح الشركات الإنجليزية من حقوق التعدين والتنقيب عن الذهب دون سواهم ، وان يسحب قواته من الروصيرص وفازوعلي.
6- الوطاويط :-
أساس هذه القبيلة التجار الجلابة الذين قدموا إلي النيل الأزرق وتزاوجوا مع القبائل في النيل الأزرق مثل قبائل (الفونج والهمج والكدالو و الدوالة ...الخ) من قبائل النيل الأزرق وتشكلت مجموعة من الأجيال عرفت باسم الوطاويط والذي يعني أنهم يخرجون للعمل من الصباح الباكر ويعودون إلي منازلهم بعد المغرب لذلك سموا وطاويط وهي قبيلة تمتاز بكثرة عدد أبناءها المتعلمون.
منذ فترة بعيدة هاجرت مجموعات منهم إلي إثيوبيا، وقد شهدت في فترات الحرب بالنيل الأزرق دخول مجموعة منهم إلي إثيوبيا ، وأصبح من أبنائهم من هم مسئولين في بعض الوظائف في الحبشة مركز استقرار الوطاويط في الكرمك والدمازين وبعض القرى في النيل الأزرق . تنمي الملكة آمنه إلي الوطاويط والتي حكمت إقليم اصوصا وعارضت الإنجليز قبض عليها سنة 1928م .
7- قبيلة الكدالو :-
قبيلة حدودية مع حدود السودان والحبشة تقع ديارها جنوب شرق الروصيرص ، لها جزء داخل الأراضي الاثيوبيه لهم عدة قري أهمها مينزا وجبل النمر وجبل ابوقضاف وأمري ومكلا .
يبلغ تعدادها حوالي اثني عشر ألف نسمه منهم جزء كبير في الأراضي الاثيوبيه في مناطق المحل و ابورمله وبابشكنور.يعمل اغلب الكدالو في الزراعة البسيطة وتجارة الحدود وهو مسلمون ولكن يشوب إسلامهم الجهل والعادات المحلية. تاريخيا كانت منطقة الكدالو تتبع لمملكة فازوغلي ألان عمودية علي رأسها العمدة عبد العزيز الأمين، من فروع الكدالو (كدالو الدمر و الكدالو في جهات فامكة) .
8- الانواك
تعتبر قبيلة النوير من القبائل المتداخلة بين السودان وإثيوبيا وتمتد أراضيها إلي قطاع ابارو ونهر السوباط والناصر والبيبور ، وعندما تم ترسيم الحدود السياسية بين السودان وإثيوبيا لم يوفق الميجور جوين في لم شمل قبيلتي النوير والانواك بل تم تقسيمهم بين إدارتين في السودان وإثيوبيا ، مما أوجد صعوبة في إدارة مصالح هذه القبائل ونتج عنها ظهور جبهات قبلية استفادت من ضعف السيطرة السودانية إبان فترة حرب الجنوب وانشغال إثيوبيا بمواجهات عسكرية مع الحركات الاخري.
والانواك والنوير من القبائل الرعوية التي تتحرك بين الأراضي السودانية والإثيوبية وتجمعها مع العديد من القبائل السودانية العادات المشتركة والتراث والتاريخ الطويل المشترك ، فمن الطبيعي أن يحدث هذا التقسيم نوعا من الفوضى وعدم الالتزام بموجهات السلطات الإدارية
9 - النوير
من قبائل جنوب السودان التي تم ضمها نتيجة للترسيم غير المدورس والقائم علي اعتبار خطوط تقسيم المياه لمجموعة انهار السوباط والبيبور والخيران ، تم ضم النوير إلي إقليم غامبيلا لكنهم لم يجدوا ما يدعوهم إلي مواصلة اتنمائهم لإثيوبيا مما جعلهم يكونوا حركة تحرير شعب قمبيلا ، خصوصا بعد أن سعي الإمبراطور هيلاسلاسي أن يوطن بعض المجموعات السكانية من الامهرا والجوجام والاروموا في مناطقهم لتغيير الخريطة الديمغرافية وكذلك لم يحظ النوير بمشاركة واسعة في السلطة مما اضطرهم للتمرد علي الدولة الإثيوبية الحديثة . وقد استفاد النوير من تدهور الأوضاع في إقليم جنوب السودان والاضطرابات الإثيوبية واشتركوا مع الجبهة الثورية لشعوب إثيوبيا في اسقط نظام الدرك برئاسة منقستو هيلا مريام ولكنهم حتي الآن غير راضون عن مشاركتهم في حكومة ميلس زيناوي
التعليقات (0)