أرسل وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط يوم الخميس الماضي برسالة رسمية إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية، طالبهم فيها بحاجة الدولة إلى تشكيل بعثات دينية "مسلمة ومسيحية" وتوجيهها تحت إشراف الخارجية إلى دول منبع نهر النيل لنشر الثقافة الدينية بين المواطنين وتقريب وجهات النظر ودعم التعاون بين مصر وبين هذه الدول وتحسين صورة الدولة لدى مواطني هذه الدول.
وطالب أبو الغيط بضرورة التحرك بسرعة وبآهتمام نحو تحقيق الهدف المرجو من هذه البعثات الدينية التى سوف تشرف عليها وزارة الخارجية والأزهر الشريف والكنيسة المصرية فى دول " أثيوبيا وأريتريا وأوغندا والسودان والكونغو الديمقراطية وبوروندي وتنزانيا ورواندا وكينيا "، مع مراعاة أن تتم البعثات بشكل متناوب ومتواصل بحيث لا تنقطع البعثات عن هذه الدول، ولا يتم مغادرة بعثة مصرية من دولة إلا بعد وصول البعثة البديلة لها اولا وتسليمها عملها.
واشار ابو الغيط فى ختام رسالته إلى أن الإجتماع الأخير لمجلس الوزراء ناقش بعد الإطلاع على تاريخ الإرساليات الدينية المصرية لدول أفريقيا، سبل إستمرار تلك الإرساليات التى انقطعت منذ عام 1973، مما أدى إلى ابتعاد مصر عن دول أفريقيا، وتحول صورتها لدى شعوب تلك الدول بشكل سلبي، وكراهية حكومات تلك الدول للتجاهل المصري لهم ولشعوبهم.
فى السياق نفسه وجه وزير الخارجية رسالة مماثلة إلى اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية يخطره فيها بقرار مجلس الوزراء بإرسال إرساليات دينية إلى دول أفريقيا، وذلك للتواصل مع الأزهر والكنيسة لفحص ملفات المبعوثين من الناحية الأمنية بحيث يحظر تماما ترشيح ماشيخ أو قساوسة يتبعون أي حزب او تيار سياسي أو أنشطة سياسية من أي نوع، خشية استغلال الإرساليات فى نقل الأفكار المتطرفة من الخارج إلى الداخل او العكس أو تكوين جماعات مثل الجهاد خارج الحدود والعودة بها إلى مصر كما سبق وأن حدث من قبل.
ومن المنتظر طبقا لما صرح به مصدر أمني، أن يتم إرسال قائمة بأسماء المرشحين من "الأزهر والكنيسة" للسفر إلى دول أفريقيا خلال الأسبوع الجارى لتتولى السلطات الأمنية فحصها والإنتهاء منها فى موعد غايته عشرة أيام، لتبدأ وزارة الخارجية فى اجراءات نقلهم إلى الدول المرشحين للعمل بها، وتسكينهم وإلحاقهم بالعمل خلال شهر أكتوبر القادم.
التعليقات (0)