القاهرة - عبد الستار حتيتة: حذرت مصر كل الذين أساءوا إليها بأن لصبرها حدودا، وأن أية محاولة أخرى لاستفزاز الأمن المصري ستكون لها عواقبها، ونفى مصدر مصري مسؤول في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، وقوع أي اشتباكات في رفح، «سوى استشهاد الجندي المصري أحمد شعبان برصاص قناص فلسطيني».
وطالبت مصر المعنيين الفلسطينيين في غزة أمس بـ«اعتذار لائق» عن مقتل جنديها برفح على أيدي ما قالت إنهم «قناصون فلسطينيون»، واقترحت محاكمتهم في مصر، قائلة إن كل مصري يستشعر الصدمة من جراء تصرفات بعض العناصر على الجانب الفلسطيني من خط الحدود المصرية مع قطاع غزة، وأن هذه الصدمة تفوق كل التوقعات. ومن المعروف أن حركة حماس تتولى المسؤولية في القطاع.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الشعب المصري الكريم، الذي وقف دائما إلى جوار شعب فلسطين في كل المحن، يتوقع أن يتحرك المعنيون على الجانب الفلسطيني (في غزة) للمسارعة بتقديم الاعتذار اللائق للشعب المصري عن مقتل الجندي الذي وقع أول من أمس، مشيرا إلى أن مثل هذا الاعتذار ينبغي أن يكون بديلا عن حديث البعض الذي لا يُفهم حول حدود مصر والأمن القومي المصري.
وأضاف أبو الغيط، في تصريحات له قبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى واشنطن مساء أمس، أن المعنيين على الجانب الفلسطيني من الحدود يمكنهم أن يخدموا مستقبل علاقاتهم مع مصر، من خلال إجراء تحقيق جاد وذي مصداقية، في واقعة إطلاق النار من القناصين الفلسطينيين، والقبض على هؤلاء الذين خانوا قضية شعبهم وأطلقوا النار على إخوانهم، وتقديمهم للمحاكمة أو تسليمهم إلى مصر لمحاكمتهم».
وأوضح أن كل مصري يستشعر الصدمة من جراء تصرفات بعض العناصر على الجانب الفلسطيني من خط الحدود المصرية مع قطاع غزة، وأن هذه الصدمة تفوق كل التوقعات.
في غضون ذلك استقبل آلاف من أهالي غزة، رغم البرد الشديد وعلى امتداد شارع صلاح الدين الذي يصل جنوب القطاع بشماله، قافلة «شريان الحياة 3» استقبال الأبطال بعد أن سمحت السلطات المصرية لها بالعبور بعد منتصف الليلة قبل الماضية. وحمل الشباب الفلسطيني النائب البريطاني جورج غالوي الذي قاد القافلة، على الأكتاف. وهاجم غالوي بشدة السلطات المصرية قائلا «لقد غدروا بنا وحاصرونا وخانونا ولم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه معهم». واستخف بما صدر عن مصر من اتهامات بإثارة المشاركين والتهديد بحرق السيارات. وقال متسائلا «هل يمكن أن يكون تكسير العظام وإسالة الدماء أمرا مفتعلا»، معتبرا مصر «جزءا من الحصار على القطاع»، مهاجما ما سماه بـ «جدار العار»، «الجدار الفولاذي».
وكانت مصر قد اتهمت غالوي بإثارة المشاركين في القافلة، وقيامه بالتهديد بحرق سياراتها داخل ميناء العريش. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن القاهرة تبحث حظر دخوله ومرافقيه الأراضي المصرية مجددا، بعد أن تسببوا في فوضى في ميناء العريش ومعبر رفح، وإطلاق تصريحات كاذبة لوسائل الإعلام في محاولة للإساءة إلى صورة مصر في الخارج.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن غالوي أثار المشاركين في القافلة، الذين أعرب بعضهم صراحة عن نيته افتعال تلك الأزمة للثأر من تمسك الحكومة المصرية برفض دخولها من ميناء نويبع، في غضون ذلك، قال مصدر قضائي مصري مساء أمس لـ«الشرق الأوسط» إن تنفيذ أمر الضبط والإحضار الذي أصدرته السلطات المصرية أمس بحق سبعة من أعضاء قافلة شريان الحياة، برئاسة النائب البريطاني جورج غالاوي، أثناء عودتهم المتوقعة يوم غد من قطاع غزة، أمر متروك لتقدير السلطات الأمنية.
وأضاف المصدر أن مسألة القبض عليهم خلال عودتهم من القطاع «أو القبض عليهم في وقت لاحق حال دخولهم مصر، أمر متروك لجهات الأمن، ويمكن لاعتبارات أمنية معينة، ولظروف معينة، ألا يتم القبض على أي منهم، والسماح لهم بالعودة إلى بلادهم، ثم ترقب وصولهم مصر، لأي مناسبة بعد ذلك، لإحالتهم للمحاكمة في التهم المنسوبة إليهم».
ورفض المصدر الكشف عن أسماء المتهمين السبعة، وما إذا كان من بينهم غالاوي، قائلا إن أسماء المطلوبين «سيتم الكشف عنها في وقتها».
وقال المصدر القضائي إن سلطات التحقيق وجهت تهما لسبعة من بين خمسمائة من أعضاء قافلة شريان الحياة التي توجهت لقطاع غزة يوم أول من أمس، بتهم إثارة الشغب في ميناء العريش البحري، مما أدى إلى إصابة 29 من الشرطة المصرية بينهم 11 ضابطا و18 شرطيا.
وكلف النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود فريقا من النيابة العامة بشمال سيناء بالتحقيق في أعمال شغب ومصادمات وقعت قبل يومين من أفراد «قافلة شريان الحياة 3» أثناء وجودها بشمال سيناء، وكذا تقدير الخسائر التي تسببت فيها القافلة، ومنها، بحسب السلطات المصرية، تحطيم معدات للشرطة منها 6 سيارات، وفقد خوذات ودروع تابعة للشرطة، إضافة لإتلاف ببعض الأثاث بمبنى ميناء العريش البحري، مشيرة إلى أن من بين رجال الشرطة المصابين رتب كبيرة تصل إلى رتبة لواء.
«الشرق الأوسط»
التعليقات (0)