" لا أستطيع أن أطبّق على تجارب الآخرين ، قانوني الخاص الذي يتضمن أحكامي الخاصة " ..
هذه نتيجة نهائية لكل ما سأكتبه تاليا ..
فمن شاء أن يكتفي بمعرفة النتيجة ، يمكن له ألا يستمر في القراءة ، ومن يشأ أن يكمل ، فتلك مسؤوليته ، وأرجو ألا يحملني شيئا منها في تعليقه ..
ويقول " النشطاء " الحقوقيون (( من غير الذين يتبروظون ببلاهة على الشاشات مثل القضاء المستعجل وقت الزلزال )) :
إن من الصفات الواجبة واللازمة للقانون الخاص ، تطابقه " تكيّفه " شكلا ومضمونا مع الحالة التي أنشئ من أجلها ، وهو يحمل في طياته بذور انتهاء صلاحيته " فنائه " مع انتهاء تنفيذ الحالة التي صدر من أجلها ..
ولأضرب مثلا : لو صدر قانون بالعفو عن واحد أو أكثر من المحكومين بجرم ما ، فبمجرد التنفيذ والإفراج ، لا تبقى أي قيمة تنفيذية لهذا القانون إلا من وجهة النظر " التاريخية " ..
بعكس القانون العام ، وأغلب القوانين التي تصدرها السلطات التشريعية هي قوانين عامة ، يمتد أثرها لأجل مستقبلي حتى يتم النظر في تعديلها أو تغييرها ..
وكثيرة جدا هي القوانين التي تعمّر طويلا ، مع بعض الحاجة لإجراء جراحة تجميلية لها بين الحين والآخر ، تعديلا أو إضافة أو حذفا ..
لذا ، سأكون متجنيا في حال تعميم قانوني الخاص على العلاقات الإنسانية المتعلقة بحياة الآخرين ، والتي يمكن أن لا تتكيف ـ قانونيا وعمليا ـ مع هذا القانون الخاص جدا ..
وقانوني الخاص هذا ، كثيرا ما سبب لي متاعب ووجع قلب ودماغ .. ولم أستطع إلغاءه ، ولا حذفه بالـ " دّيليت " من حياتي ، ولا استطعت السيطرة عليه لإخضاعه لـِ مبضع جراحةٍ تجميليةٍ ، ولو كانت محدودة الزمان والمكان ، رغم استخدامي كل الوسائل الممكنة واللازمة ، فما نفعت معه القوة ، ولا السياسة ، ولا " أسلوب العيني وروحي " ولا حتى التطنيش ، الذي وجدته أصعب الحلول .
وكم استعنت عليه بالله ، وكم دعوت ربي حتى عند الأستار المشرفة وتحت المزراب ، أن يخلصني من هذا القانون !! ..
وفي النهاية ، لا اعتراض على حكمه ..
(( أشعر كـَ أنني خرجت عن الموضوع الذي كنت سـَ أحدثكم عنه اليوم )) ؟!!
يا ألله !! فعلا شردت بعيدا على غير قصد مني ..
أما وأنه قد حصل ما حصل ، فـَ لا بأس .. هل أزعجتكم ؟
عذرا ، فـَ قد حذرتكم منذ البداية ..
ومع ذلك ، خير للتائه أن يتوقف عند أول نقطة عرف نفسه فيها ضائعا .. ثم يمكنه الاختيار بين : التوقف ، أو العودة ، أو المتابعة ..
فـَ اختاروا يرحمكم الله ..
فـَ أما من غادرنا ، فلـْ تحرسه العناية الإلهية ، لـِ تخفف عنه " التوَهَان " بـِ أقل قدر ممكن من الخسائر ..
وأما من عاد ، فلـْ تصحبه السلامة ..
أمّا أنا ، فـَ سأتوقف ، لعلـّي أرى بصيصا في نهاية النفق ..
وكما في كل مرة ، أجدني متلبّسا بـ حالة محمود درويش رحمه الله :
" وأما أنا ، وقد امتلأتُ بـِ كلِّ أسباب الغياب ..
فـَ أنا لستُ لي .. أنا لستُ لي .. ""
ولكن ، لـِ مظفر النواب ـ رحمه الله حيا أو ميتا ـ رأي آخر :
" أما أنا ، فـَ لا أخلع صاحبي ..
عاشرتـُه وخبرتـُه وعرَفتـُه ، ولـِ ذا ، لا أخلع صاحبي "" ..
وبين هاتين المقولتين يتمحور قانوني الخاص ..
إلى اللقاء .. دمتم بـِ ألف خير .
الثلاثاء ـ 24/05/2011
"" ملاحظة : أعجبتني طريقة بنيتي العزيزة " حِكآية بغدآدية " في كتابتها بعض الحروف الملحقة ، منفصلةً عن الكلمة اللاحقة ، فـَ استخدمتها " قليلا " على سبيل التجربة ، وبدون استئذان " تعشمًا " .. وجعلتها في النص الأصلي بـِ اللون الأزرق ..
فـَ أرجو أن يُقرأ الحرفُ منفردًا ، وَ منفصلا عن كلمته اللاحقة ، تحقيقا للغاية المرجوة ..
وَ شكرا سلفا لكم ولها "" ..
التعليقات (0)