القانون إن لم يحمي المغفلين فمن يحمي ..!!! ؟

أينما ذهبنا في البلاد العربية نسمع عن حالات نصب واحتيال وعن إبتزاز لا يستطيع من هو بدور الضحية أن يحرّك ساكناً، لماذا؟.. لأنه من المغفلين الذين لايحميهم القانون، أسئلة تطرح ذاتها عند التوقف للحظة في أساس هذه القوانين التي تفنن من يفهمها من غير المغفلين باستغلالها ضد عامة الناس من المغفلين الذين لا يعرفون القوانين وثغراتها بسبب كثرتها وكثرة المشاكل التي تترتب من المضي في المعاملة القانونية من أروقة مراكز الشرطة إلى النيابة العامة إلى المحاكم المدنية وغيرها.
لست ضليعاً بالقوانين لأني كعامة الناس من المغفلين الذين لا يحسبون حساباً لغدر الأذكياء من من يعرفون القانون، لكنني أجمع تساؤلات الناس، لماذا يتذرع رجال القانون والسلطة بعبارة (القانون لايحمي المغفلين) ويجعلونها مخرجاً لكل إحراج وكل سؤال لايستطيعون بقانونهم تفسيره أو الرد عليه، هل هم فعلاً ليسو بمغفلين وهل القانون الذي يستترون به ينزههم عن هذا الوصف.. أم أنهم يخافون على أن يخرقوا القانون الذي لايقتنعون به في قرارة أنفسهم....
(عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن رجلاً ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيوع فقال : إذا بايعت فقل : لا خِلاَبةَ) _ متفق عليه _
لا خلابة أي لا خداع وهذا يؤكد أن قانون الإسلام أيضاً وقف إلى صف المخدوعين ولم يقل أن القانون أو الدين لا يحمي المغفلين، فمن أين أتينا بهذه العبارة التي أنهكت كثيراً من الناس الذين وقعوا ضحية ثغرات القانون الذي لم يقدم لهم شيء أو يحميهم.
ربما أتت هذه الجملة منذ زمن بعيد حين سنّت القوانين في الغرب تحت هيمنة الملوك والأثرياء واللوردات وتحت سيطرتهم بما يخدم مصالحهم ضد سواد الشعب وعامته، باعتبار أنهم لايفقهون سياسة الحياة ومعانيها، وتطورت هذه القوانين لتشكل كل مناحي الحياة في البلاد العربية إذا ما أغفلنا التطور المتعلق بالمنظور الفقهي والديني بأساسيات لا مفر منها.
لست قاصداً في مقالي هذا أن أجرح أحداً ولا أن أصارع طاحونة الهواء (الدونكيشوتية) لكني أوجه صرخة للشرفاء كي يمسكو بيد المغفلين أمثالي، ويساعدوهم حتى ولو أن القانون لم يحميهم من قبل ليقطعوا كل محاولات الأذكياء في استغلالهم.

فادي المطلق

نشر في مجلة سمراء خليجية العدد الواحد والأربعون يونيو 2010