القاعدة ليست إسما لتنظيم ديني أو سياسي ولا أساس لوجود مثل هذا التنظيم , أنها تعبير أخترعه الرئيس بوش لتبرير حربه الدينية ضد افغانستان والمسلمين وقد كتبت تعليقا في حينه من ظهور هذه النغمة الغربية . لقد أستغل بن لادن وفئتة الضالة الهاربة من بلادها لأسباب سياسية هذه التسمية (القاعدة ) وتبناها كذبا مما أعطاه مركزا وإهتماما دوليا لم يكن يحلم به . فهو عبارة عن شخص هارب من ملاحقة أمريكا له ولاجئ في أفغانستان طالبان التي أعطته الأمان تمشيا مع التقاليد الأسلامية مما عرضها لأحتلال أمريكا بعد رفض تسليمها له . وأدعى أبن لادن كذبا بعد ذلك أنه وراء كل الأنشطة الأسلامية المتطرفة والأرهابية بما فيها الهجمات على نيويورك وواشنطن ولندن ومدريد التي ولا شك خططتها ونفذتها حركات إسلامية محلية. وكل القصص التي قالها بن لادن حولها في التلفزيون من نسج الخيال. الحركات الأسلامية ليست جديدة في المنطقة العربية والعالم الأسلامي وفي المهجر والأنشطة الأسلامية الحديثة التي بدأت بالاخوان المسلمين في مصر والبلاد العربية ورفضتها الشعوب و الحكومات العربية التي كانت تحكم ديمقراطيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقد تحولت حركة الأخوان المسلمين بعد القضاء الماحق على نشاطها الرسمي في مصر الى أنشطة إسلامية صغيرة سرية وعلانية شبيهة بالحركات الأسلامية الدينية الأخرى الأقليمية والوطنية المتطرفة والسلمية العديدة الموجودة في كل البلاد الأسلامية وبين المسلمين المهاجرين . وكل هذه الأنشطة الأسلامية سواء المتطرفة والأرهابية والسلمية لا تربطها أية رابطة تنظيمية سوى الهدف وتنفذ وتخطط محليا من تلقاء نفسها برامجها في حدود مقدرتها وأمكانياتها البشرية والمالية . وكلها يربطها شعار واحد وهو الدعوة الى الرجوع الى الاصول (القاعدة) وأعتماد الشريعة الأسلامية كاساس في حكم البلاد الأسلامية . أن المبالغة في زعامة بن لادن وحواريه الفئة الأرهابية الضالة كانت دعاية أمريكية وغربية لتهويل الوضع لتبرير الأعتداء والاحتلال الغربي للبلاد الأسلامية والتقليل من أهمية المقاومة الأسلامية كحركة سياسية سلمية . وقد أصبح من المسلم به اليوم إسناد أي عمل أرهابي أوأي تحرك إسلامي في المغرب العربي أو مشرقه ألى القاعدة . وقد إستغلت الأنظمة الدكتاتورية في العالم الأسلامي والعربي هذه الظاهرة لتبرير أعمال العنف والأضطهاد السياسي ضد أي نشاط معارض لها متهمة أياه بالأرهاب والأنتماء إلى القاعدة خاصة أن الشعوب العربية والأسلامية أصبحت تؤيد الحركات الأسلامية كطريق للخلاص من الدكتاتورية الراسخة في العالم الأسلامي والعربي . و رغم أن معظم الطبقات المتقفة في العالم الأسلامي لا تتفق مع هذه الحركات الأسلامية في أهدافها لكنها مضطرة للتحالف حتى مع الشيطان للتخلص من الأنظمة الدكتاتورية . والغريب أن الأعلام العربي والأسلامي أنجر وراء هذه الدعاية الغربية وأصبح من يكذب في وجود القاعدة في العالم أجمع كما من يكذب في وجود الهلكوست . الأنشطة الأسلامية الدينية المتطرفة والسلمية موجودة في كل أرجاء العالم الأسلامي منذ ظهر الأسلام ولا ترتبط بأية رابطة تنظيمية سوى الهدف والتأييد والدعم أحيانا . وهي تنشأ وتنمو تلقائيا نتيجة الضغط الدكتاتوري الداخلي والتدخل الأستعماري والأحتلال الخارجي ولن يمكن القضاء عليها بالقوة والأرهاب بل بجلاء القوات الأجنبية وإنهاء الأحتلال والتدخل الغربي في العالم الأسلامي ونشر الديمقراطية وحقوق الانسان في ربوع العالم الأسلامي مما سينهي التطرف الأسلامي . لأن الشعوب العربية والأسلامية إذا تحررت من الدكتاتورية الداخلية و الأحتلال والهيمنة الغربية ستتولى بنفسها عملية تحجيم الحركات الأسلامية والقضاء عليها وتحويلها ألى احزاب أقلية ديمقراطية مسئولة .
التعليقات (0)