مواضيع اليوم

القاعدة على خطى امريكا.امريكا على خطى القاعدة..

زين الدين الكعبي

2011-09-12 06:10:23

0

 

 

 

اليوم ، كما في كل عام ، تقدم الرئيس الامريكي الأحتفالات اللتي يتم فيها تلاوة اسماء قتلى الهجوم الأرهابي اللذي دمر برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ، هذا الهجوم اللذي قتل ثلاثة آلاف مدني بريء كانوا يعملون في مكاتبهم لأعالة عائلاتهم اللتي تنتظر عودتهم  ، واللتي دعيت أيضاً الى تدشين النصب التذكاري لـ11 ايلول/سبتمبر ، اللذي بدأ بناؤه منذ خمس سنوات على عشرة آلاف متر مربع تقريباً ، غرست فيه اكثر من مئتي شجرة سنديان ، ويضم حوضين واسعين مع شلالات ، في مكان الحفرتين اللتين نتجتا عن أنهيار البرجين ، حيث خلد اسم كل شخص قضى في تلك الاعتداءات على  أحدى أحجار هذا النصب .

وفي هذه الذكرى العاشرة أيضاً ، تم تنكيس الأعلام في جميع الولايات ، وتنظم مناسبات عديدة في نيويورك ومدن اميركية اخرى تشمل معارض للصور وسلاسل بشرية ، وعروض رقص ، اضافة الى العديد من الحفلات الموسيقية في لينكون سنتر وتايمز سكوير وفي كنائس عدة منها كاتدرائية واشنطن .

لكن بغض النظر عن هذه الاحتفالات السنوية ، تبقى "الحرب على الإرهاب" ، من أهم النتائج المترتبة على هذا الهجوم الأرهابي.

الدول اللتي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها لا يمكن أن تسكت على أي أهانة توجه أليها ، خاصة أذا ما خسرت هذه الدول ثلاثة آلاف من رعاياها بسبب عمل الأرهابي .

ولكن مهما كانت المسوغات ، فأن الرد على الأرهاب لايمكن ان يكون بالأرهاب ، لأن هذا سيجعل من الضحية تتساوى بالوصف اللااخلاقي الأجرامي اللذي ينطبق على الارهابي المجرم .

في الأسلام كما في المسيحية كما في العديد من العقائد السماوية والأرضية ، يعتبر الثار عن طريق قتل الأبرياء جريمة كبرى ، فأذا قتل صاحب الدم أبن أو عم أوخال الجاني أنتقاما منه ، كما يفعل العديد من المتخلفين ، فأن موعده النار كما يقول القرآن ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .

مع الأسف الشديد ، جاء أنتقام الولايات المتحدة لضحاياها الأبرياء على طريقة الأنتقام الأعمى ، فما اللذي خسره العالم من جراء هذا الأنتقام اللذي أسمته أدارة بوش الأبن " الحرب على الأرهاب " ؟.

أضافةً الى التضييق , الاستجوابات والاعتقالات العشوائية ، والسجون السرية والعلنية اللتي سجن وعذب فيها العديد من الأبرياء ، كما أعلنت الحكومة الأمريكية ذاتها ، فأن أكثر من مليونين قتيل وجريح قد سقطوا من جراء هذه الحرب ، بضمنهم أميركان واوربيين ، 90% منهم مدنيين ، ونصف هذا العدد سقط ويسقط من جراء عمليات قتالية وامنية أمريكية –غربية متكررة مع سبق الأصرار ، تسميها الحكومة الأمريكية بالأخطاء غير المقصودة .

حرب غزو العراق وافغانستان ، العمليات العسكرية اليومية في داخل المدن والقصبات هناك ، آلاف العائلات اللتي افنيت بالكامل بهجوم الطائرات بطيار ومن غير طيار في العراق وافغانستان واليمن وباكستان ودول أفريقية عديدة ، ضحايا الرمي العشوائي لشركات الحماية الخاصة والمرتزقة ، وغيرها كثير من الجرائم اللتي أرتكبتها الولايات المتحدة ، أضافة الى ملايين أخرى قتلتها الأنظمة الحليفة لها حفاضاً على كرسيها بحجة الحرب على الأرهاب .

لقد بررت القاعدة هجومها  الأرهابي على نيويورك وواشنطن على أساس الأنتقام من جرائم الولايات المتحدة اللتي سلحت الكيان الصهيوني ، واللذي أستخدم ولازال يستخدم هذا السلاح الأمريكي في قتل وتجويع مئات ألوف المدنيين العزل في بلاد العرب والمسلمين .

والعجيب أن القاعدة أستخدمت ذات المنطق المعوج اللذي أستخدمته الولايات المتحدة في تبريرها للخسائر المدنية اللتي تسقط نتيجة لاعمالها الأرهابية ، ( خسائر غير مقصودة ) .

لايمكن وصف عملية 11 سبتمبر ألا بالأرهاب البشع والجريمة الكبرى اللتي لايمكن تبريرها بأي منطق أنساني عقلاني ، ألا أن جريمة القضاء على شعب كامل واغتصاب أرضه ، ومساندة الطغاة على ذبح شعوبهم ، أمتصاص ثروات عدة أجيال قادمة ، وملايين الشهداء في حروب مباشرة وغير مباشرة على المنطقة قبل 9/11 ، وجريمة الثأر المستمرة ، والمسماة بالحرب على الأرهاب بعد 11/9 ، كل ذلك هو تبرير أمريكي سابق ، ولاحق ، لجريمة 11 سبتمبر .

المسؤولية اليوم تقع على عاتقنا كشعوب لوقف هذين المجنونين عن الحرب على ارضنا ، ولن يتم ذلك ألا بالأستمرار في أسقاط الأنظمة اللتي ورطتنا بهذه الحرب اللتي لاناقة لنا بها ولاجمل ، وبأقامة الأنظمة الديموقراطية اللتي ستقضي حتما على التطرف بكل أنواعه ، وستمدنا بالقوة الأخلاقية والمادية اللتي تمكننا من أرهاب كل من تسول له نفسه أرهابنا وقتلنا .   

ليتنا نتعلم من الغرب كيف نحترم أنفسنا لنؤبن الملايين الكثيرة من الضحايا الأبرياء اللذين سقطوا ويسقطون  كل يوم في بلادنا ، كما يؤبنون الالاف القليلة من ضحاياهم البريئة .

ولكن كم ألفاً من الهكتارات سنحتاج لنقيم عليها نصباً نكتب عليه أسماء من سقطوا في معارك أحتلال بريطانيا وفرنسا وأيطاليا لدولنا في الحرب العالمية الأولى وما تلاها من سنين أحتلال ، ومن سقطوا وهم يقاتلون أهل الشر اللذين تجمعوا في فلسطين ، ومن لازالوا يسقطون اليوم بسبب ارهاب الكيان الصهيوني والمارينز والطائرات من غير طيار ؟ .

 

http://www.iraqbodycount.org/database/

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات