القاعدة منظمة أرهابية، لا شك في ذلك، فها هي تقتل أطفال أبرياء في المدرسة اليهودية بتولوز الفرنسية، بعد ساعات من قتلها عددا من أطفال العراق، وكما علينا أن نشمئز ونستنكر أرهاب نتنياهو وقادة العصابات الصهيونية ضد أطفالنا، علينا أن نستنكر أجرام القاعدة ضد أطفالهم، فالأطفال أحباب الله مهما كان جنسهم أو دينهم، ألا أننا للمرة الأولى نجد أنفسنا نوافق بدون تحفظ وصفا ورد على لسان القاعدة، هذا الوصف جاء بحق القمة العربية القادمة، فلقد وصفها أحد بيانات القاعدة ((باجتماع الطغاة العرب في بغداد))، وهي بحق تستحق هذا اللقب عن جدارة.
على الرغم من وجود سبعة من الزعماء المنتخبين أو المخولين مؤقتاً من قبل شعوبهم لرئاسة وفود بلادهم، ألا أن باقي الطغاة الخمسة عشر الغير منتخبين هم من سيمثلون بلدانهم في قمة بغداد، ما يعني أن الأجتماعات ستكون شكلية كما في كل مرة، فمواقف هذه الأنظمة الدكتاتورية المؤتمرة بأمر أميركا من قضايا المنطقة معروفة منذ عشرات السنين، وهذا سبب عدم فاعلية هذه المنظمة منذ تأسيسها والى الان.
ومن سخرية القدر أن هذه الأنظمة الدكتاتورية تلعب دور "المتمنعات" عن حضور القمة، وكأن الشعوب العربية لاهم لها ألا أن تصلي وترجوا الله أن يحضر قامعيهم وقتلتهم قمة المهازل العربية !.
والأكثر سخرية من ذلك، أن رئيس الوزراء العراقي يعبر عن أمله في أن يحضر الرئيس السوري أو من يمثله القمة العربية المقبلة في بغداد، وهذا تصريح غريب من رئيس وزراء منتخب دستورياً بحق طاغية لازال يقتل شعبه كل يوم دون رحمة؟! .فهل لهذا علاقة بأتهامات البعض للمالكي بسعييه الى مجد شخصي من هذه القمة؟ .
حركة الوفاق قررت توجيه مذكرة تظلم لقمة الطغاة في بغداد، وشددت على أن التئام قمة بغداد ليس ضرورياً لعودة العراق الى الحاضنة العربية فحسب، وانما لمناقشة اوضاع الشعوب العربية، وما يمر ببعضها من ويلات ومحاولات تهميش واستحواذ وكبت وقهر وقتل، ومنها وضع الشعب العراقي، وضمان سلامتها ونموها ورفاهيتها واستقرارها .
فاقد الشيء لايعطيه، فكيف تستطيع أنظمة قامعة قاتلة كابتة معذبة لشعوبها، أن تحل مشكلة حقوق الأنسان في بلدانها؟ . الأنظمة القمعية العربية وفسادها هي السبب الوحيد للبلاء العظيم النازل ببلاد العرب، وخنوعها وأرتباطها العضوي بالغرب اللذي يحميها ويرعاها هو اللذي يبدد موارد وقوى ومصالح العرب، خدمة لمصالح وغطرسة الكيان الصهيوني، لذا فأننا نقول للوفاق والقانون وغيرهم من المطبلين لقمة "الطغاة العرب" العراقيون ليسوا بحاجة لعقد هذه القمة في بلادهم، واللتي لايريد حضورها الطغاة حتى نتبع ملتهم .
التعليقات (0)