مواضيع اليوم

القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تثير قلق أميركا....وشهيتها

ممدوح الشيخ

2010-01-19 14:04:42

0


خطر حقيقي أم فزاعة أميركية لوراثة النفوذ الفرنسي؟
القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تثير قلق أميركا....وشهيتها!

ممدوح الشيخ

 

 

 

بوصلة الاهتمام الأميركي في حرب القاعدة تتجه صوب شمال أفريقيا

واشنطن: شمال إفريقيا مسرح لـ "الحرب الفعلية" على الإرهاب في العالم

"عملية المسك/ رحلة الثواب": وثيقة للقاعدة كشف عنها في 2007 ..ويبرر بها البنتاجون اهتمامه المفاجئ بشمال أفريقيا

دراسة لكارنيجي تتساءل: "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: تحدٍ جزائري أم تهديد عالمي؟"

جان بيار فيليو الأستاذ بمعهد باريس للدراسات السياسية: القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منذ نشأته جزائري بالأساس

في 1988 رفض الجزائريون الأفغان دعم "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" ومسارها السياسي

في 1998 أسس حسن حطاب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ...ودروكدال أزاحه وتحالف مع القاعدة

الجماعة الإسلامية المسلحة حافظت على استقلالها الكامل عن القاعدة ....ورددت خطابها

"تدشين" التحالف بين دروكدال والقاعدة تم باختطاف ديبلوماسيين جزائريين بالعراق وإعدامهما علنا

مصادر أميركية: في 2005 كان واحد من كل أربعة مهاجمين انتحاريين في العراق من شمال أفريقيا

التعاطف الكبير مع العراق منح دروكدال فرصة الوصول لجيش من المتطوعين

بسبب جاذبية شعار مناهضة أميركا بدا العفو الحكومي الجزائري غير مغر للمقاتلين

التعاون العميق بين القاعدة والجماعة السلفية لم يتأثر بمقتل الزرقاوي...وفي 2006 أعلن دروكدال ولاءه لبن لادن

فقدت الجماعات المسلحة بليبيا والمغرب وتونس قواعدها المحلية فتوجه المجندون المحتملون بشمال أفريقيا لدروكدال

في 2008 تقلصت عمليات قاعدة المغرب الإسلامي من 200 لأقل من 150...وانحصرت في "مثلث الموت"

فشل قاعدة المغرب الإسلامي في تحقيق هدفه فانغمس في المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية

معقل قاعدة المغرب الإسلامي في جبال تنزروفت على حدود مالي والجزائر...ونطاق حركة مسلحيها من موريتانيا لتشاد

انهيار تنظيم القاعدة في العراق ترك أثرا مدمر على استراتيجية قاعدة المغرب الإسلامي

مطلع 2009 دعا دروكدال لانتقام عالمي من أميركا والغرب بسبب حرب غزة.. لكن شيئا لم يحدث!

الحضور الأميركي هدفه الحقيقي إزاحة النفوذ الفرنسي من الجزائر

النظام الجزائري يريد توثيق العلاقات مع واشنطن دون تسليمها "مفاتيح البيت"!

الجزائر تنشئ 57 فرقة للدرك و34 فرقة متنقلة للشرطة القضائية لمواجهة الإرهاب حتى 2011

 

 

 

في تطور مهم تحولت بوصلة الاهتمام الأميركي في حربها على تنظيم القاعدة صوب شمال أفريقيا عبر الترويج لوثيقة نسبتها للقاعدة تتناول خطط تغلغلها في القارة، واكتسب التحول أهميته من تصريح قائد أفريكوم بأن واشنطن تعتبر شمال إفريقيا مسرحا للحرب على الإرهاب. وذكرت آخر التقارير الأمنية الأميركية أن منطقة صحراء الساحل أصبحت بؤرة جديدة للجماعات الإرهابية في إفريقيا، مصنفة إياها كأحد مسارح "الحرب الفعلية" على الإرهاب في العالم.
أفريكوم على الخط
وقال قائد أفريكوم مؤخرا إن خطر القاعدة في المغرب الإسلامي، على شمال إفريقيا أصبح حقيقيا ويستدعي العمل مع بلدان المنطقة لمجابهته، من خلال تعاون طويل الأمد، وذلك في تجمع لـ 43 سفير دولة إفريقية في ولاية فرجينيا. وأكد القائد الأميركي أن البنتاغون لا يريد عسكرة السياسة الخارجية الأميركية، ولا عسكرة علاقات واشنطن بالدول الأفريقية.
الورقة التي يبرر بها البنتاجون موقفه وثيقة سرية تقول إنها صادرة عن القاعدة، عنوانها "عملية المسك/ رحلة الثواب" تتناول خطط تغلغل التنظيم في القارة السوداء، وتحويلها إلى مركز انطلاق جهادي كبديل جديد ضد الغرب ومصالحه في العالم. وهي خطة تمت الإشارة إليها لأول مرة عام 2007.
في دراسة عنوانها: "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي: تحدٍ جزائري أم تهديد عالمي" صادرة حديثا عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ضمن سلسلة أوراق كارنيجي، للباحث الفرنسي جان بيار فيليو الأستاذ بمعهد باريس للدراسات السياسية.
قصة بندقية جزائرية
ويعد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي أطلق في كانون الثاني/ يناير 2007 الفرع الأحدث نشأة في شبكة أسامة بن لادن العالمية، وهو - حتى الآن - التنظيم الوحيد الذي نجا من الأزمات التي مرت بالفروع الأخرى لتنظيم القاعدة. وقد بقي التنظيم منذ نشأته جزائريا بالأساس. والتنظيم متجذر بعمق في التاريخ الجزائري الحديث الحافل بالصراعات والعنف. وقد تحدى المئات من المتطوعين الجزائريين جبهة التحرير الوطني الحاكمة بالجزائر (وكانت مدعومة من موسكو) وذهبوا لمقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ورغم أن معظمهم لم يغادر معسكرات التدريب في باكستان فإنهم، عند عودتهم للجزائر، حملوا لقب "الأفغان"!
وفي العام 1988 رفض العديد من الجزائريين الأفغان دعم "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" ومسارها السياسي، وأيدوا بدلا من ذلك حركة التمرد العسكري ضد ما أسموه "النظام المرتد" وساهموا باشتعال حرب أهلية شاملة. وبإلغاء نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الجزائرية (تشرين الأول/ أكتوبر 1992)، اندمجت مجموعات جهادية عدة مع الجماعة الإسلامية المسلحة وبدأ العنف الأصولي.
وحتى اليوم ما يزال عقد التسعينات من القرن الماضي يعرب باسم "العشرية السوداء" إذ سقط خلالها حوالي مائتي ألف قتيل من المدنيين. وكانت النواة الصلبة للتمرد ما بين 2000 و3000 مقاتل مقارنة بـ 4000 مقاتل للجبهة الإسلامية للإنقاذ.
ما بعد حطاب
ونظمت الجماعة الإسلامية والجبهة الإسلامية للإنقاذ شبكات دولية في بريطانيا التي كانت عاصمتها تسمى "لندنستان". شهد العام 1995 حدثا مفصليا عندما حاولت الجماعة الإسلامية الالتفاف على الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت تقترب من هدنة مع النظام الجزائري، فنفذت الجماعة الإسلامية مجموعة التفجيرات في فرنسا، وعشرات المجازر الجماعية في العام 1997.
وعند هذه النقطة حدث انفصال تام بينهما فضلا عن تعرض الجماعة الإسلامية المسلحة للتداعي منقسمة إلى جماعات محلية لكل منها قائد. وفي العام 1998 أطلق حسن حطاب - أحد قادة الجماعة الإسلامية المسلحة - تنظيمه الخاص "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" متعهدا بالعمل المسلح ضد قوات الأمن مع احترام المدنيين. وحقيقة ما حدث بالفعل أن الجماعة لم تتوقف عن ابتزاز الأموال من الفلاحين في معقلها الجبلي في منطقة القبائل شرق الجزائر، وإن كانت قد توقفت عن عمليات القتل العشوائي الجماعي لما كانت تسميه "قرى معادية". وبالفعل فإن الخطاب الذي تبناه حسن خطاب اجتذب العديد من أتباع الجماعة الإسلامية المسلحة الساخطين مثل عبد الملك دروكدال.
وتحت عنوان "الديناميات العراقية" يقول جان بيار فيليو الأستاذ بمعهد باريس للدراسات السياسية، إنه بينما احتار حسن حطاب البقاء بعيدا عن الأضواء نسبيا انتهج القادة الأصغر سنا مثل عبد الملك دروكدال استراتيجية أكثر عدوانية. وبسبب تمرسهم الكبير نجوا من الملاحقات الأمنية. وفي آب/ أغسطس 2003 أجبر حسن حطاب على التنحي لصالح دروكدال الذي أصبح الزعيم الأوحد للجماعة السلفية للدعوة والقتال، واختار لنفسه لقب "أبو مصعب" وبدأ في التعاون مع شبكة أبي مصعب الزرقاوي في العراق وبدأ في تجنيد "المتطوعين" من جميع أنحاء شمال أفريقيا.
وحافظت الجماعة الإسلامية المسلحة على الدوام على استقلالها الكامل عن تنظيم القاعدة واحتفظت بمسافة بينها وبينه، ورغم أنها رددت خطاب القاعدة ضد "اليهود والصليبيين" فإنها رفضت دائما انخراط عناصر أجنبية في العمل المسلح الجزائري.
الزرقاوي ..دروكدال ..بن لادن
وباستيلاء دروكدال على الجماعة السلفية للدعوة والقتال وفي إطار مسعاه للارتباط بالقاعدة تلقى أبو مصعب الزرقاوي تكليفا من أيمن الظواهري بإدارة العلاقة مع دروكدال، وشهد حفل "تدشين" التحالف اختطاف ديبلوماسيين جزائريين بالعراق في تموز/ يوليو 2005 وإعدامهما علنا بدعم من الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
ومن جانبه قام دروكدال بتنشيط شبكة إقليمية من طرق التهريب ومرافق التدريب لتصبح الجزائر مركز التجنيد في شمال أفريقيا لصالح تنظيم القاعدة في العراق، وحسب مصادر أميركية كان واحد من كل أربعة مهاجمين انتحاريين في العراق من شمال أفريقيا.
ومنح التعاطف الكبير مع العراق فرصى لدروكدال ليصل إلى جيش من المتطوعين كانوا يرفضون - بسبب حمام الدم الجزائري - الانخراط في عمل مسلح داخل الجزائر. وبسبب جاذبية شعار مناهضة أميركا بدا العفو الذي عرضته الحكومة الجزائرية غير مغر للمقاتلين ليلقوا سلاحهم. ولم يتأثر التعاون العميق بين القاعدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال بمقتل أبي مصعب الزرقاوي (حزيران/ يونيو 2006) وبعد أشهر من المفاوضات تعهد دروكدال علنا بالولاء لأسامة بن لادن (أيلول/ سبتمبر 2006) وتغير اسم جماعته ليصبح "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". ومما ساهم في اكتساب هذا الاسم بريقه أن الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وشبيهاتها في المغرب وتونس كانت قد فقدت قاعدتها المحلية، فأصبح المجندون المحتملون في شمال أفريقيا يعتمدون على تسهيلات الجماعة السلفية للدعوة والقتال، مستلهمين خطاب القاعدة.
وبدأت العمليات المسلحة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في 11 نيسان/ إبريل 2007 بثلاثة تفجيرات انتحارية متزامنة في العاصمة الجزائرية، وتم اختيار التاريخ ليتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لأول هجوم لقاعدة في شمال أفريقيا. وبلغت عمليات التنظيم ذروتها بتفجيرات متزامنة في العاصمة الجزائرية في 11 كانون الأول/ ديسمبر.
مثلث الموت الجزائري
ورغم استمرار عمليات التفجير في 2008 فإن عددها انخفض بشكل ملحوظ من حوالي 200 إلى أقل من 150، كما أن الرقعة الجغرافية للنشاط تقلصت لتنحصر في 3 ولايات: بومرداس، البويرة، تيزي أزوز التي أصبحت تسمى "مثلث الموت". ومرة أخرى أثر "العامل العراقي" في مسار تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث أدى الصراع المفتوح بين القاعدة في العراق والمسلحين السنة (الصحوات) إلى تشويه صورة القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبالتالي تقلص تدفق "المتطوعين". وبانضمام الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة مباشرة إلى تنظيم القاعدة، مع حفاظ الشبكتين التونسية والمغربية على استقلالهما، فشل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في التحول إلى منظمة يغطي نشاطها شمال أفريقيا كله.
وفشل التنظيم في هدفه سالف الذكر لم يضع حدا لنشاطاته عبر الحدود في مناطق الساحل والصحراء، فانغمس في نشاطات تجارة المخدرات والأسلحة والمهاجرين غير الشرعيين، مع شن الهجمات ضد أجهزة الأمن. ويكمن معقل القاعدة في المغرب الإسلامي في سلسلة جبال تنزروفت الصحراوية على الحدود بين مالي والجزائر، فيما يمتد نطاق حركة مسلحيها من موريتانيا إلى تشاد.
ومن ناحية اختير الأهداف استهدف التنظيم بشكل أساسي "فرنسا الصليبية" متهما باريس بدعم الأنظمة "المرتدة" في شمال أفريقيا، وبين عامي 2005 و2007 كانت نسبة كبيرة من الخلايا التي تم كشفها وتفكيكها في فرنسا وإسبانيا تعمل إما لإرسال متطوعين إلى العراق أو إلى معسكرات تدريب في الجزائر. ويعد انهيار تنظيم القاعدة في العراق ذا أثر مدمر على استراتيجية قاعدة المغرب الإسلامي، وبالتالي بدأ التنظيم حملة محمومة لضرب أهداف "عالمية" في محيطها. وبشكل عام تتسع الفجوة بشكل متنامٍ بين الخطاب العالمي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبين سجل عملياتها، ففي كانون الثاني/ يناير 2009 دعا دروكدال إلى انتقام عالمي من أميركا والغرب ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.
الغزل الأميركي الجزائري
وموجة التقارير والتصريحات والتحذيرات يمكن قراءتها من زوايا مختلفة، فالضغوط الأميركية على منطقة شمال أفريقيا تحمل دلالات مهمة لا صلة لها بالحرب على القاعدة، فالمنطقة - وبخاصة الجزائر - تشهد عملية إزاحة خشنة للنفوذ الفرنسي - وفي المقام الأول النفوذ الاقتصادي - وهو ما يراه البعض الهدف الاستراتيجي للمساعي الأميركية للحصول على موطئ قدم في المنطقة التي كانت تاريخيا منطقة نفوذ فرنسي. ويشكل شعار "مواجهة الإرهاب" كسارة جليد مناسبة يمكن أن تعيد بناء خرائط النفوذ على قاعدة جديدة. ولتصل الإدارة الأميركية لهدف ثمين هو بناء شبكة علاقات مباشرة مع قادة الجيش وكذلك قادة أجهزة الأمن فإنها تتوسع في المطالبة بالتعاون الأمني.
من ناحية أخرى فإن النظام الجزائري الذي يريد توثيق العلاقات مع واشنطن دون تسليمها "مفاتيح البيت" شرع بالفعل في تنشيبط التعاون الإقليمي مع دول الساحل والصحراء، وفي الوقت نفسه تعزيز الأمن في المناطق التي تعد المحضن التقليدي للجماعات المسلحة: منطقة القبائل. وفي استجابة موحية قرر الجزائر إنشاء 57 فرقة للدرك و34 فرقة متنقلة للشرطة القضائية، لمواجهة الإرهاب في برنامج خاص يمتد حتى 2011 مستهدفة بذلك تحقيق تغطية أمنية شاملة.
وفي ولاية تيزي وزو إحدى ولايات ما يسمى "مثلث الموت" ثمة ما يشير إلى تحسن الوضع الأمني نسبيا، وبخاصة بعد أن شهدت المنطقة انسحاب أفراد الدرك وغلق العديد من مقرات الفرق الإقليمية للدرك الوطني وتبلغ نسبة التغطية الأمنية بالولاية حاليا 80 %.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !