الدور الكبير والوجود الاسرائيلى داخل القارة السمراء خاصة منطقة شرق افريقيا يدل على نجاح السياسة الخارجية الاسرائيلية على المستوى الدولى فى اقامة علالقات دبلوماسية واقتصادية فالعلاقات بين تل ابيب وافريقيا الشرقية علاقات تاريخية مع وجود نسبة كبيرة من اليهود الافارقة السود خاصة فى اثيوبيا وارتيريا وتزايد عدد المهاجرين الافارقة الى اسرائيل بحثا عن فرص حياتية افضل..خاصة مع تزايد المهاجرين من ارتيريا عبر تسسلهم الحدودى عبر الاراضى المصرية للهروب من الاضطهاد السياسى الذى يمارسه الطاغية افورقى اسباسى وزمرته حاكم ارتريا ويتم هذا التسلل عبر الحدود المصرية من خلال قبائل العبابدة المتواجدة فى المنطقة الحدودية بين مصر والسودان حيث تقوم هذه القبائل بتهريب الافارقة مقابل 1000 دولار اما العلاقات بين دول جنوب الصحراء الافريقية وشرق القرة السمراء فقد بدات فى اواسط الخمسينيات من القرن الماضى قبل حصول تل ابيب على استقلالها وفى عام 1965 تاسست علاقات دبلوماسية مع غانا وبحلول السبعينات كانت اسرائيل تربطها علاقات دبلوماسية بحوالى 33 دولة افريقية اضافة الى اقامة مشوروعات وروابط اقتصادية واستثمارات اسرائيلية فى القارة السمراء وفى اعقاب حرب 1973 قطعت معظم الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى علاقاتها باسرائيل بسبب وعود الدول العربية لها بتزويدها بالنفط الرخيص والدعم المالى والسبب الثانى هو الانصياع لمنظمة الوحدة الافريقية فى اديس ابابا والتى كانت مصر وراء اتخاذه وابقت مالاوى وليسوتو وسوازيلاند وحدها على علاقاتها مع تل ابيب وظل الخبراء الاسرائيليون يعملون فى كافة انحاء القارة السمراء وتحسنت العلاقات فى الثمانينات وبحلول اواخر التسعينات تم استئناف العالاقات مع 39 دولة مع اقامة مشروعات تجارية وزراعية مشتركة ..اما العلاقات مع دول شمال افريقيا فبدات بعد معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ففى عام 1994 انضمت ثلاث دول مغاربية هى المغرب وتونس وموريتانيا واختارت السلام واقامة علاقات دبلوماسية مع تل ابيب وافتتحت اسرائيل مكتب اتصال لها فى الرباط بالمغرب عام 1994 وخلال مؤتمر برشلونة 1995 توصلت موريتانيا لاتفاق من خلال افتتاحها مقر للبعثات الدبلوماسية فى تل ابيب خلال مايو 1996 والتطبيع الكامل حيث اصبحت موريتانيا فى اكتوبر 1999 ثالث دولة علربية بعد مصر والاردن تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع تل ابيب والتى افتتحت بدورها مكتب لرعاية رعاياها فى تونس فى ابريل 1996 وفى العام نفسه قامت تونس باتخاذ نفس الاجراء وتعد العلاقات بين اسرائيل والدول المغاربية علاقات معتدلة للغاية مع ارتفاع نسبة سكان اسرائيل ممن وصلوا من دول المغرب وممن تربطهم علاقات عاطفية بالبلدان التى عاشوا فيها لقرون كثيرة وحتى الان..وخلال السنوات الحالية توطدت العلاقات بين تل ابيب ودول افريقيا الشرقية واقامة المزيد من المشاريع الاقتصادية والزراعية والتجارية المشتركة مع اثيوبيا وتنزانيا واوغندا وكذلك اقامة علاقات قوية مع مجموعة دول حوض النيل لاقامة مشروعات زراعية مشتركة بين اسرائيل وهذه الدول من خلال الاستثمار الزراعى والخبراء الاسرائيليين وبعد تصاعد الحرب الكلامية والاعلامية بين ايران وتل ابيب بسبب الملف النووى الايرانى وتزايد خطورته على منطقة الشرق الاوسط بما فيها اسرائيل بدات ايران منذ سنوات قليلة فى اجراء المزيد من التصالات واقامة علاقات مع دول افريقيا الشرقية التى تعد احدى البوابات المهمة للشرق الاوسط الافريقى اضافة الى الاهمية الحيوية والاستيراتيجية لافريقيا الشرقية فالمشروع الايرانى الامبريالى الجديد يركز بقوة على هذه المنطقة اضافة الى الهمية الجغرافية للقرن الافريقى وعلى الرغم من ان مصر عضو فى التحاد الافريقى ومنظمة الوحدة الافريقية الن ان مصر قامت بحصر واختزال علاقتها بافريقيا فى ملف السودان والصراع فى الصومال وتناست دول افريقيا الشرقية وتشهد مصلر الن المزيد من المشكلات مع دول حوض النيل بسبب حصتها من مياه النيل لكن التحليل الدقيق لتلك الازمة القريبة ان ذلك تزامن بالفعل مع تقارب العلاقات الدبلوماسية المصرية السورية واصبح الخطاب السياسى المصرى الخارجى الن اكثر تطرفا تجاه تل ابيب من ذى قبل لان دخول مصر فى خط العلاقات السورية معناه الدخول فى الخط الايرانى ومحاولات التقارب الجديدة بوساطة سوريا الامر الذى يههد المن المصرى فى ظل مطالبات مصر بنزع السلاح الاسرائيلى واعلانها عدم الموافقة على ضرب ايران فوزير الخارجية المصرى احمد ابو الغيط اعلن عن دعمه لسوريا ولبنان حالة توجيه ضربة عسكرية محتملة للبنان وسوريا وتناسى ان هذه التصريحات غير المسئولة والمهاترات المصرية تهدد السلام والمعاهدات بين مصر وتل ابيب وعلى الخارجية المصرية مراجعة مواقفها من جديد تجاه تل ابيب.
التعليقات (0)