بعدما رأينا القذافي وقد قذف شعبه بشتى انواع الصواريخ حتى اسقط منهم اكثر من 50 الف قتيل ومن قبلها كان يخفي المواطنين فلا يعثر لهم على أثر ومن يتجرأ على السؤال عنهم يتم الحاقه بهم ، وبعدما رأينا حسني مبارك وهو يدهس شعبه بالسيارات ويطلق عليهم الرصاص ، ومن قبلها كان يعتقلهم وفقا لقانون الطوارئ ويلقي بهم في المعتقلات دون محاكمة ودون تحديد لفترة الاعتقال ، وبعدما رأينا بشار الاسد يستأسد على شعبه ويكشر عن أنيابه فيفترس من الاطفال اكثر من 200 طفل ( وفقا لتقرير للامم المتحدة )
ويفترس من الرجال والنساء أكثر من ثلاثة الاف قتيل ، ومايزال الاسد لم يشبع من دماء شعبه حتى الان ومتعطشا لدماءه ، ومن قبلها كان يفعل في شعبه ما يريد دون أن يُسأل عنما يفعل وهم يُسألون ، ولا ننسى ما يحدث للمواطن العربي في كل أرجاء الوطن العربي ، ولا ننسى ذلك الكويتي المسكين الذى قضى عمره في خدمة الكويت ومع ذلك مازال عاجزا حتى الان عن الحصول على ورقة (مجرد ورقة )تؤكد له انه كويتي ، خوفا من ان ينال حصة من ذلك النفط اللعين ، ومات المسكين وهو تطلق عليه تلك المسبة (انت من البدون ) وترك اولاده سائرون على نفس الطريق ،
بعد هذا كله وغيره من الامثلة هاهي اسرائيل تعطينا درسا اخر بعد الدروس الكثيرة التي اعطتها لنا من قبل (لكننا لا نقبل دروس الاعداء) والدرس عن قيمة الانسان وكيف أن الانسان عند اسرائيل لا يقدر بثمن ، فبعدما قدمت اسرائيل مئات من الاسرى العرب مقابل رفات (مجرد رفات ) لجنودها لدى حزب الله ، وبعدما أن دمرت الضاحية الجنوبية في بيروت واحرقت الكثير من الاراضي اللبنانية لمجرد خطف جنديين من جنودها وبعد أن حولت غزة الى كومة من التراب وأمطرت سماءها بالفوسفور الابيض لمجرد رؤية صاروخ من صواريخ حماس العبثية يمر من فوق احد المواطنين فأنزعج ، هاهي اسرائيل تدفع اكثر من الف عربي لشراء جندي اسرائيلي واحد (مجرد جندي ) ، فلماذا تفعل اسرائيل ذلك ؟ ولماذا تقدم اسرائيل الف عربي يشكلون خطرا على امنها من اجل شاليط واحد ( مجرد شاليط ) ؟ وهل كانت اسرائيل ستدفع الفين او ثلاثة او اكثر من العرب ثمنا لشاليط لو اعطيناها مزيدا من الوقت ؟ لكن السؤال الابرز لماذا تعتبر اسرائيل شاليط واحد باكثر من الف عربي في حين يعتبر العرب اكثر من الف عربي باقل من شاليط واحد ؟ هذا هو السؤال الاهم والابرز والذي يعبر عن حقيقة تقييم العرب لعروبتهم ولمواطنيهم ، والامثلة كثيرة جدا وليس اقلها ملف اللبنانيين المفقودين في سوريا مثلا ، بل والاشنع من ذلك ملفات المفقودين داخل بلدانهم دون ان يعثر لهم عن أثر .
أن هذه الصفقة معبرة تماما عن قيمة المواطن لدى اسرائيل وايضا عن قيمة المواطن العربي لدى العرب ، صحيح اننا سررنا وسعدنا بخروج الاسرى من اسرهم ، ولكننا ايضا عرفنا قيمة الاسرائيلي لدى اسرائيل وقيمتنا نحن لدى بلداننا .
ابورفاد العليي
التعليقات (0)