مواضيع اليوم

الفيلم أم الروايه

حاتم الشبلي

2012-02-21 12:36:51

0

الفيلم ام الروايه

بالتأكيد ان العنوان يبدو من وهله اولي غير متسق بعض الشئ لأن الفيلم بالاصل هو عباره عن (روايه+ سيناريو+اخراج )، الا أن ماعنيته هو الفيلم بشكله الحديث الحالي، والرو ايه بشكلها المعروف ووضعيتهما الحاليه في سلم التقييم المتعلق بأهتمام الناس المعاصرين، بالطبع هنالك العديد من الروايات التي تم انتاجها سينمائيا، علي سبيل المثال لا الحصر davinshi code، love in the time of choleraورواية الخبز الحافي ألخ، فعند عمل مقارنه مابين الطريقه او الاسلوب الذي وضع به الكاتب تسلسل الاحداث في الروايه، ومهارات المخرج والممثلين والسينارست في الانتقال بالعمل الي حالة تطابق الاعمال السينمائيه نلحظ هنالك بعض الفروقات، وقد تكون شرطيه ولازمه وتعكس مستويات متفاوته جماليا حسب التقديرات التي يراها القارئ أو المشاهد في الحاله الثانيه، لنقف عند هذه المسألة قليلا، ايهما يمتلك فرص افضل للأستلذاذ بموضوع العمل الفني( المشاهد ام القارئ) ولماذا؟ اذا افترضنا ان المشاهد يجد حظا اكثر فيما يتعلق بأحتمالات الاثاره والتشويق سيما في وجود عوامل اخري مؤثره مثل الاضاءه – الخلفيات الموسيقيه- التجسيد الواقعي للشخصيات بأنفعالاتها وابعادها الباطنيه في بعض الا حيان- براعة الممثل في الاقتراب او التعبير عن الشخصيه الافتراضيه ، لذا من البديهي ان يتوفر سوق واسعه وينشأ سوق تجاري رائج للافلام، فنجد مؤسسات انتاج سينمائيه ضخمه مثل هوليود، وبوليود، ومهرجانات سينمائيه عالميه تحظي بأهتمام بالغ من الناس، ونصيب وافر من الدعايه علي مستوي الميديا، بل ان نجوم السينما يستخدمون بصوره حاسمه في مجال الاعلان التجاري، وتوضع صورهم علي الملصقات وينالون شهرة شبيهه بشهرة القادة السياسيين ورؤساء الدول، ويعتبرون بالنسبة للشباب موديلات للموضه والنيولوك، ويشرع العديد منهم في تقليد نجومهم المفضلين، هذا علي مستوي السينما، ولكن ماذا عن الروايه، الكتاب، القصه، ؟؟ يجري حاليا حديث حول نهاية الشعر او النزول عن كرسي سلطنة الادب للرواية، حيث يقول الكثيرون انه عصر الروايه، وايضا هنالك حديث حول نهاية او موت الفلسفه، لتترك المجال واسعا امام العلوم، اذ نحن نعيش عصر الفتوحات العلميه المتعدده، عصر الكشوفات المدهشه في مايتعلق بالظواهر،والتفاصيل وليس كما كانت الفلسفه تهتم بالكليات والجواهر، ولكن هل تنطبق تلك الحالات التي ذكرتها علي واقع الروايه،؟ هل يمكن ان نقول بأن الرواية تركت عرشها للفيلم؟
وقبل ان نؤكد اوننفي يجب ان نقف عند نقاط هامه، اولها ان الروايه لايمكن ان تموت او ان تخلي فسحتها لفن اخرأو لون اخر من الوان الادب، حتي الشعر لايمكن ان يستغني عنه الناس، يمكن ان تظهر تقنيات جديده وتيمات جديده للشعر وهذه سنة الطبيعة ( التطورمن شكل الي اخر) وادلل علي ذلك بأن السينما التي تتربع عرش الفنون الان كمايري الكثيرون، بحاجه الي الروايه، كيف ذلك ، لنعد لتعريف للكاتب والناقد الانجليزي عن الروايه ( هي عباره عن قصه تتكون من عدد لايقل عن 5000 كلمه في اتساعها وتشمل احداث مترابطه اومتواتره) ، هكذا يتضح لنا مثلا صلة القرابه او العلاقه الشرطيه مابين الروايه والفيلم السينمائي، والنقطه الثانيه هي الروايه نفسها لاتستقر علي حالة واحدة هنالك العديد من التقنيات السرديه التي ظهرت مؤخرا ولازال المشهد جاهزا ومهيئا لأستقبال طرائق كتابه جديده، ويمكن ان تستفيد وتوظف بعض الاساليب والتكنيك السينمائي، والنقطة الثالثه وهي ان المخرج بمايستخدمه من ادوات متطوره ووسائل متاحة له في اطار(لعبة الاخراج) مهما ابتعد عن الاملاءات وتصدير الاراء والعواطف بطريقه تقريريه ومفضوحة فأنه لايستطيع ان يفتح مساحات للخيال، للقراءات الذاتيه لكل مشاهد مثلما يفعل الكاتب في الروايه، اري ان هذه هي نقطة التفوق الحاسمه التي تجعل( لذة الروايه) مغايره او متجاوزه احيانا عن ( لذة الفيلم) هنا يلزم ان نضع اقتباس للناقد والكاتب الفرنسي رولان بارت اذ يقول( ان النص يفتح مجال للاستجابات الذاتيه) واقول تكمن لذة القراءه في هذة المسألة بالذات، لأنني انا الذي افتح خيالي لأري ماأريد وفقا لحالتي الثقافيه والمزاجيه وتجربتي الخاصه وهذه بالضبط المتعة المكتسبه عبر القراءة والمفقوده نوعا ما في المشاهده، واخيرا لا اري ان الموضوع قد استنفد بحثا او وصل الي محطته النهائيه ولكن يمكن ان تضاء جوانب اخري من الموضوع سيما وان العمل الروائي بطبيعته لايقبل الاجترار والترداد وانما هو بحر او محيط تغذيه انهار متعدده وهو مفتوح علي التطور والتجديد، وكذلك الافكار السينمائيه تأتينا كل يوم بالمدهش والمثير والجديد.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !