الفيلسوف الأستاذ : اليهودية و المسيحية و الإسلام : دين التوحيد و أصل التوحيد
في قراءة موضوعية لما يدور في فلسفة الكتب السماوية التي جاءت تبشر بالخير و السعادة و القرب من الرحمة الإلهية الأبدية فإننا نجد أن الكثير من المشتركات القائمة بينها رغم الاختلاف في الزمان و المكان بينها و رغم الفترات الزمنية و المكانية بين مبشريها و حملتها الصادقين من أنبياء و رسل، إلا أنها كلها تدخل في إطار واحد لا ثاني له فهي على مستوى عالٍ من الحبكة و التنظيم العالي و الدقة في الاختيار سواء في المعاني و الألفاظ و لسنا بصدد الدخول في تفاصيل الدقيقة متشعبة كثيرة بل ما يهمنا أن تهدف إلى نشر ما يُدخل البهجة و الأفراح و تعايش السلمي و معنى الإخوة الحقيقية و السلم و الأمان لأنه تنطلق من أصل و نبع واحد يمتاز بالصفاء و النقاء و الأسلوب الأخلاقي الرفيع، فها هي الديانة اليهودية و الديانة المسيحية و كل الأديان المقدسة تنشد السلام و تحلم بتحقيق أنشودة الأمن و الأمن كي تستظل بفيئه الجميل و تغدو نحو بناء مستقبلها المشرق و غدها السعيد نعم وهذا ليس ببعيد المنال أو أنه من سابع المستحيلات فلو توحدت هذه الأديان و تجردت من مفهوم الشيطنة و الإلحاد و الإشراك فإنها يقيناً سوف ترى النور في ظل حياة حرة كريمة ملئها الأمل السعيد، فالإقرار بمقررات السماء و الإتباع الصادق لكل الإرشادات و التوجيهات الصادرة منها و أولها التوحيد و فهم حقيقته الخالصة فالبشرية حينها ستنفتح أمامها آفاق الحياة الرحبة و ستدخل في مرحلة جديدة من الإبداع الميداني و العيش الكريم و تطوي بذلك صفحات الظلم و التعسف و العنصرية المقيتة، نعم بالتوحيد الصادق للإله و ترك الكفر و الإلحاد و التكفير و الإشراك فهم كصك ضمان لنجاتنا غداً يوم يقوم الناس لرب العالمين، فالتوحيد أصل الأشياء، و عليه نجاة الإنسان من خزي عذاب الآخرة ونحن نجد تلك الحقائق قد تناولها جميع المبشرين و المنذرين وفي مختلف العصور لان السماء قد أرسلتهم بإنقاذ البشرية جمعاء من براثن المخاطر المحدقة بها و التي تتربص بها شراً، فكانت جل دعواتهم وما تجود به أقلامهم كل تدعو لدين التوحيد و نبذ مفهوم الشرك و الإلحاد وقد أكد الفيلسوف الأستاذ الحسني في بحثه الموسوم البشارة و النداء بين إشَعياء و الإنجيل و التلمود فقد تناول الأستاذ فيه حقيقة التوحيد و أهميته البالغة في خلاص المجتمعات كافة من خطر الانزلاق في الهاوية جاء ذلك وعلى لسان الدكتور الخزاعي الذي قدم شرحاً مفصلاً عن مبتغى الفيلسوف الأستاذ فقال فيه الخزاعي : ( المسيحية دين توحيد أصيل و كذلك اليهودية فإن اليهودية دين توحيد أصيل و أن الكتاب المقدس يدعو للتوحيد و يؤصل له و يؤكد عليه وفي نفس الوقت فإنه ينبذ الإشراك و بكل أصنافه و أشكاله نظرياً و تطبيقاً عقيدةً و سلوكاً ) .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)