قبل سنوات ارسلت مقترح للاتحاد الدول لكرة القدم على موقعهم الألكتروني ... وكانت فكرة المقترح هي أستحداث بطولة تجمع أبطال كؤوس الاتحاد في قاراتهم ( بطل الدوري الاوربي – بكل كأس الأاتحاد الاسيوي – بطل كأس الاتحاد الافريقي .... ألخ ) وأقترحت ان تسمى البطولة ( كاس الاتحاد الدولي للاندية ) وتكون بطولة أخرى توازي كاس العالم للاندية لكنها تجمع الفرق الاقل مستوى وتكون فرصة للاحتكاك الدولي الواسع لهذه الفرق .
انا أنسان عادي بطبيعة الحال ولست مختص في مجال الرياضة ولا شخصية رياضية بارزة ولا هم يحزنون ... مجرد أنسان عادي محب لكرة القدم ... بعد ثلاث أيام جائني رد على بريدي الالكتروني من الأتحاد الدولي فيه شكر وتقدير وفيه تبيان لطريقة تعاملهم مع المقترحات وتأكيد على ان الاتحاد الدولي يرسل كل المقترحات الى لجان مختصة في هذا المجال لدرساتها ودراسة مدى جدوى تطبيقها ... لا تعلمون مدى السعادة التي شعرت بها حين وجدت ان الاتحاد الدولي اجابني برسالة مكتوبة تدل على ان هناك من يطلع فعلا ويقرأ ... نعم مرت سنوات ولم يجد مقترحي مكانه للتطبيق لكني لا زلت اشعر بذلك الشعور بالارتياح كوني وجدت من يقدر الوقت الذي قضيته في كتابة المقترح .... نعم حين تجد الجهة التي وجهت لها افكارك تقدر ولو بالحد الأدنى الجهد الذي بذلته في كتابة الفكرة التي تود ان تراها على ارض الواقع سيشعرك ذلك بان مجهودك لم يذهب سدى وان هناك من يهتم لما كتبت ... قد لا يحول افكارك الى واقع لكنه قدر مجهودك وقدر أهتمامك في تطوير مؤسسته ... وهذا شيء رائع ويعطي مشاعر غامرة بالأرتياح .
كثيرا ما أبحث عن سبب عدم أكتراث مؤسساتنا الرياضية المختلفة وعلى مختلف توجهاتها ... كثيرا ما أجد أفكار ومقترحات من اشخاص عاديين مثلي ومثلكم لكنها رائعة الى أعلى الدرجات وتستحق كل الاهتمام والتقدير بل أنها تعود بالفائدة على تلك المؤسسات الرياضية على مختلف توجهاتها وتخصصاتها ...
لا أتحدث عن تطبيق تلك الافكار من قبل المؤسسات بل أبحث عن تقدير صاحب الفكرة وأشعاره بأن المؤسسة ممتنة لما طرحه ... لا أتحدث عن تطبيق تلك الافكار فهذا أمر شبه مستحيل لكن اتحدث عن تقديم كلمات شكر كحد ادنى ليشعر ذلك الانسان بان هناك حيوية ولو في حدودها الدنيا وليشعر ان هناك تفاعل ولو في ادنى درجاته ...
تحيرني كثيرا الفكرة التالية ( هل من الصعب ان تبعث الجهة المعينة ذات العلاقة بالفكرة او المقترح بكلمات شكر لا تتعدى العشر كلمات ) مثلا ( شكرا جزيلا على اهتمامك ومجهودك محل أعجابنا وما طرحته قابل للنقاش ) الجملة السابقة لا تحوي أكثر من عشر كلمات تأخذ كتابتها أقل من عشرين ثانية حتى اكثر المؤسسات أنشغال في العالم تستطيع توفير عشرين ثانية من وقتها ... لكن هذه العشرين ثانية شتشعر من تلقى الرسالة لسنوات طويلة بأنه يتعامل مع مؤسسة يديرها بشر لديهم أحاسيس ومشاعر وليس فقط مجموعة من الاجساد المتعالية تجلس أمام حواسيب ...
ما هو يا ترى سبب التجاهل المتعمد والتعالي والترفع من قبل من يديرون هذه المؤسسات في التفاعل مع الافكار التي تطرح من الجمهور
هل يشعرون مثلا ان أجابة شخص عادي يعتبر اهانة لشخصهم وتقليل من قدره وكلما تجاهل الاشخاص العاديين وأهملهم وأعتبرهم غير موجودين كلما أزداد قوة داخلية تشعره بالسمو
ام يشعرون ان من الضروري لمن يدير مؤسسة معينة ان يشعر الاخرين على انهم غير مرئيين وغير موجودين ليشعر بداخله بقوة وجوده
ام قد يكون مصدر الاهمال والتجاهل هو شعور داخلي بأن الفكرة جيدة لكن التفاعل مع صاحبها قد يعطيه قيمة زائدة وهذا امر غير محبب
ام قد يكون السبب هو شعور داخلي بان الفكرة جيدة وكانوا غافلين عنها وكان يجب ان يفكروا بها هم وليس شخص عادي ومن المعيب ان يكونوا في مناصب رفيعة ويأتي شخص عادي يطرح فكرة جيدة لم تخطر سابقا في بالهم لذلك أهمالها ودفنها هو احسن السبل
المؤسسات الرياضية في العالم تطورت لأنها تستمع لوجهات النظر المختلفة المؤيدة والناقدة وحتى الافكار الجديدة وتتفاعل معها وتقدر من يطرحونها ولو بالحد الأدنى ... المؤسسات العالمية تعتقد ان الانسان العادي قد يطرح فكرة من الممكن ان تكون غائبة عنهم لكنها تعود عليهم بالفائدة
لذلك يجدون ان من مصلحتهم الأستماع الى اراء الجماهير والمهتمين لأنها ستعود عليهم بالنفع لذلك يهتمون ولو بالحدود الدنيا في التفاعل مع المقترحات والأفكار حتى لو كانت غير مناسبة لأن هذا الاهتمام المعنوي من شانه تشجيع الاخرين على طرح افكارهم .
التعليقات (0)